قِيل قديماً وحديثاً وفي المستقبل إن أسهل من الكلام لا يوجد... فالكلام من أسهل المواضيع على الإطلاق خصوصاً إذا لاحظنا أن المستمع مهما كان تعليمه فإن الكلام لابد أن يكون له تأثير عليه... فمهما تكلمت إن لم تعتد على أي شخص بالسب أو القذف فلك حرية الكلام... ولك حرية الكذب... والغالبية تستمتع بالاستماع للكذابين أكثر من غيرهم...!هناك فئة من المستمعين تعلم أن محدثها كذّاب، لكنها مستمتعة بحديثه وتنقل ما سمعته رغم معرفتها بكذبه...!من هذه الزاوية، نذكّر أنفسنا أن أسهل المواضيع يستطيع أي نائب الحديث عنها هو تشجيع الشباب والمواطنين للعمل في القطاع الخاص...وكلما طرح موضوع القطاع الخاص تذكرنا النائب الذي يملك الشركات وقرر أن يخوض الانتخابات... فالمال موجود ولا ينقصه إلا الوجاهة وزيادة عدد المناقصات لشركاته... المهم بعد نجاحه سعى بكل ما يملك من واسطة لتعيين مفاتيحه الانتخابية في الحكومة... وعندما سئل لماذا لا تعينهم في شركاتك فهؤلاء مفاتيحك الانتخابية؟... ابتسم ابتسامة صفراء وقال إنهم يجيدون الكلام والكذب ولكنهم لا يجيدون العمل... وشركاتي ليست بحاجة لمن يتكلم ولا يعمل...لقد أرسى لنا مبدأ واضحاً...لقد أخبرنا هذا النائب بكل وضوح أن القطاع الخاص لمن يعمل ويجتهد بالعمل، وليس للخامل مكان إلا في الشركات الوهمية... أو بالتعيينات الوهمية التي رغم اجتهاد الدولة في محاربتها للقضاء عليها، إلا أنها مازالت واقعاً مريراً يدمر سمعة القطاع الخاص...إذاً لنعود إلى موضوعنا... إن تشجيع الشباب للعمل في القطاع الخاص من المواضيع التي سئمنا من ترديدها منذ أكثر من ثلاثة أو أربعة عقود... وأصبحت هذه الجملة تذكرنا بجملة إننا نمر بمرحلة حساسة ومفصلية، التي يرددها معظم السياسيين منذ أن كنا صغاراً...لكن الشيء الذي يصعب فهمه أن معظم الذين ينادون بتخفيض سن التقاعد، هم أنفسهم الذين يتكلمون عن تشجيع الشباب على العمل في القطاع الخاص...!
مقالات
قبل الجراحة
تناقض
08:36 م