فاجأ الفنان فادي أندراوس الكثيرين بمرضه وخضوعه لعملية قلب مفتوح، نتيجة تَناوُله المنشطات للحصول على جسم مثالي، وهو وثّق التجربة التي مرّ بها من خلال فيديو «قصة مُحارِب» الذي تناول المرحلة الصعبة التي مر بها.اندراوس، أكد في حواره مع «الراي» أنه قرر العودة بقوة إلى الساحة، بعدما ظنّ الكثيرون أنه اعتزل الفن، وهو يحضّر لمجموعة أغنيات، كما ينشغل في الوقت الراهن بتصوير مسلسل «اختراق» ويُعرض له حالياً مسلسل «حبيبي اللدود».وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
? تركّز في الفترة الأخيرة نشاطَك الفني على التمثيل، فهل ترى أنه يدعمك في مجالك الأساسي كمغنٍّ؟- أحب التمثيل كما أنني ممثل محترف. أنا لا أركز على التمثيل ولكن لا يمكنني أن أرفض النص الذي يُعْجِبني ويُشْعِرُني بالتحدي وبالقدرة على العطاء وتقديم شيء جديد. الغناء والتمثيل مجالان مختلفان، ولكن وقْفة المَسْرح والغناء عليه هي التي تجعلني أشعر بالبرد في أطراف أصابعي، وهو شعور لا يمكن أن أعيشه خلال التمثيل، مع أنني في الوقت نفسه، أمثّل شخصية وأعيشها بكيانها وأحاسيسها. ورغم أن الغناء والتمثيل مجالان مختلفان ولكنهما لا يتضاربان وأحبّ كليهما. أنا بدأتُ كمغنٍّ وحصلتُ على فرصتي في التمثيل بعد «ستاراك» (star academy). ومن خلال الأصداء الإيجابية التي حصدتُها شعرتُ بأنني قادر على العطاء وبذلتُ جهداً من أجل تحقيق المزيد منه، وصارتْ الأصداء تكبر وأنا تعاملتُ معها بجدية أكبر، لدرجة أنني أعيش الشخصية التي أؤدّيها ويمكن أن أؤذي نفسي عند تأدية أحد المَشاهد.? شاركتَ في عملٍ عالمي، فهل ترى أن إقبال المُنْتِجين عليك كممثّل يعود إلى أنهم لمسوا فيك فادي الممثّل أكثر من فادي المغني؟- أصوّر حالياً مسلسلاً بعنوان «اختراق» يشارك فيه ممثلون من كل العالم العربي ومن إيطاليا وصربيا، وأتوقّع أن يكون عالمياً لأن إنتاجه ضخم جداً وإخراجه أكثر من رائع تحت إدارة المخرج محمد لطفي، وألعب فيه دور خفير وهو دور جديد عليّ وأَخْرَجَ مني طاقةً كبيرة. أما بالنسبة الى المُنْتِجين فهم يرون فيّ المغني والممثل، لأنني في غالبية أدواري أكون ممثّلاً - مغنياً.? ما الأسباب التي دفعتْك للتحدث عن مرَضك وعملية القلب المفتوح التي خضعتَ لها بعد لجوئك الى الحقن والمنشّطات بهدف الحصول على جسم مثالي وذلك من خلال فيديو «قصة مُحارِب»، وهل تتوقع أن هذا الأمر سينعكس سلباً أم ايجاباً عليك؟- هو ليس مرَضاً، بل مجرّد مرحلة من حياتي.عندما علمتُ أن الجراحة حتمية، لم أفكر حينها ماذا سيحصل لي في المستشفى وكيف سيكون صدري مفتوحاً والأنابيب تخرج من عنقي وبطني، بل فكرتُ بمرحلة ما بعد الجراحة وكيف أنني سأتذكّرها وأضحك، وهذا ما حصل فعلاً. والفيديو الذي صوّرتُه وأنا أسير في الطريق، هو نفسه الطريق الذي كنت أسير عليه قبل العملية، والساعة بيدي لمعرفة ما إذا كانت دقّات قلبي فوق المئة أو أقلّ منها. علماً ان رحلتي مع المرض بدأتْ منذ العام 2014 حيث أظهرت نتائج فحوصي الطبية تضخّم مساحة الصمام الأبهر، الذي يوزّع الدم من القلب إلى جميع أنحاء الجسم، وهو ما شكّل خطراً على حياتي. والعام 2017 تبيّن ان الوضع ازداد سوءاً وخطراً الأمر الذي لم يترك أمامي خياراً إلا الخضوع لعملية «القلب المفتوح» (قبل عام).وفي الحقيقة فكّرتُ أن الفيديو سيصل الى الناس الذين يعيشون ظروفي ذاتها، وخصوصاً أن الطبيب أخبرَني أن الكثير من الشباب في عمري أو أصغر مني يعانون معاناتي نفسها. ما فعلتُه ليس سلبياً، لأنني أظهرتُ من خلاله كيف عدتُ إلى حياتي الطبيعية وممارسة الرياضة بعد 6 أشهر. أنا لم أشارك مع الناس ما حصل معي وقتها، بل كان كل همّي تَجاوُز تلك المرحلة ومعرفة الرسالة التي ستتأتى عنها، وأعتقد ان الرسالة كانت الفيديو الذي صوّرتُه والذي يشكّل نوعاً من التوعية وحافزاً لأشخاص يمرّون بالظرف ذاته الذي مَرَرْتُ فيه.? هل كان مرَضُك هو سبب ابتعادك عن الساحة في الأعوام الأخيرة وما مخطّطك للتعويض خلال الفترة المقبلة؟- نعم، وأظنّ أن هناك مَن اعْتَقَدَ أنني اعتزلتُ الفن. ولكنني لستُ من الأشخاص الذين يستسلمون أبداً، وسأستمر في تقديم ما أعتبره الأفضل، وأنا أحضّر حالياً أغنية بعنوان «عم نلتقي» من ألحان رواد رعد وكلمات نعمان الترس وتوزيع طوني ابي خليل وستشكل عودةً الى الأغنيات التي أَحَبّها الناس مني، «هيدا مش أنا» و«اطلعي مني» و«فلسطين ولبنان». الأغنية جميلة جداً وهي ستُطرح خلال أسبوعين بعد تصويرها مع المخرج فادي حداد.? آخِر أعمالك هو مسلسل «حبيبي اللدود» هل ترى أن هذا العمل تعرّض للظلم لأنه يُعرض إلى جانب أعمال قوية كمسلسل «ثورة الفلّاحين»؟- العملان لا يُعرضان في التوقيت نفسه ولكن على الشاشة نفسها، ومَن يُرِد ان يتابع «ثورة الفلاحين» يمكن ان يفعل ذلك كما يمكنه أن يتابع «حبيبي اللدود». «ثورة الفلاحين» يتميّز بإنتاجه الضخم والناس يستمتعون بمشاهدته ولكن غالبية أحداثه تدور في القصر عند «البيك»، بينما تدور غالبية أحداث «حبيبي اللدود» في ثكنة عسكرية وهي لا تتطلب إنتاجاً ضخماً، والقسم الأكبر من المَشاهد جرى تصويرها في ثكنة او ساحة القتال كما سيَظهر في الأحداث اللاحقة.? ما رأيك بمقولة ان هذا الزمن لا يصنع نجوماً، وماذا تتوقع لمستقبل خرّيجي برامج المَواهب؟- لا يوجد شيء اسمه وقت يصنع نجوماً ووقت لا يصنع نجوماً. النجم يولد عن سابق تصميم وإصرار وعمل وتعب وليس الوقت هو الذي يصنعه. وبالنسبة الى خرّيجي برامج الهواة، فإن الأمر يرتبط بهم وبكدّهم وجهدهم وتعبهم وإصرارهم على تحقيق أهدافهم. مَن يتعب لا بد أن يصل، أما مَن لا يهتمّ فلن يصل إلى أي مكان في المهنة. الناس في النهاية يفرّقون بين الفنان الحقيقي والمصطَنع. ? ما مشاريعك الغنائية للفترة المقبلة، وهل ننتظر عودتك بقوة كمغنٍّ؟- أحضّر لمجموعة أعمال أوّلها «عم نلتقي»، وبعدها هناك مجموعة أغنيات سأختار واحدة من بينها مع إدارة أعمالي.