قبل ثلاثة أعوام، كتبنا عن جدوى إقامة دار أوبرا في دولة تذيب الجليد لتقيم الاحتفالات وتجمده بعد انتهائها!قبل عامين، بعد افتتاح دار الأوبرا في مركز جابر تساءلنا عن جدوى إقامة حفلات للفنانين، في صالة التزلج!قبل عام، حضرنا في المكان الذي كتبنا عنه احتفالية «مذكرات بحار»، التي شهدت امتزاج الماضي بالمستقبل، واستمتعنا... لولا أن تسجيلها وعرضها تلفزيونياً كان مشوهاً لدرجة أن أحداً لم يصدقنا... عندما تحدثنا عن جمال العرض.بعدها استوعب القائمون على المركز الدرس، فمنعوا عرض «الثمانينات» تلفزيونياً فأبدعوا ونجحوا في عرض الماضي، وكأنه حاضر، واستمروا وأعادوا عرضه موسماً بعد موسم.وأخيرا قدموا «أبيض وأسود» يحاكي أعمالاً سينمائية خالدة، فتفوقوا على أنفسهم بإنتاج كويتي غير مستورد جاهز يرفع الراس، وجميع العروض لايف - بالمناسبة - وبعزف قامت به أوركسترا كويتية مبدعة.ثلاثة عروض والإبداع واحد، ثلاث سنوات لم يجاملوا فيها أحدا، والتطور لافت.والحضور حاشد بين جمهور «يشاهد»، وآخر «يحضر»، ليساعده الذين يشاهدون العرض فثمة مَن «يشاهد» العرض، وثمة مَن «يشاهد» الذين يشاهدون العرض، وبين الجمهورين التذاكر تُباع بالكامل بعد تجاوز عثرة البدايات في آلية البيع.لقد استطاع مركز جابر استعادة الجمهور الذهبي في عصور الاستعراض الذهبية، قبل انتشار المقاهي المخصصة للمراهقين في كل مكان، وإرهاق غير المراهقين بالمنظر، حتى وجدوا ضالتهم في وطنهم، بعد ان اختاروا السفر لسنوات للاستمتاع بالحياة، التي لا تبدو مقتصرة على الذين في أعمار أحفادهم في الكويت.تفوقت ثلاثية جابر في إعادة الكويت للكويتيين... ما يضع على عاتقها حملاً أكبر من مجرد ثلاثية تستحضر الماضي بتقنيات المستقبل، فالمطلوب استحداث أعمال جديدة، لا تستند على حقبات سابقة... كي يتم الاستناد عليها لاحقاً.إن المسؤولية كبيرة، والمسؤولون هناك «قدها وقدود» والجمهور... ونحن ننتظر.