كنت قد كتبت مقالاً حول الاعتداءات على البيئة الفطرية في محمية صباح الأحمد، وأن الجهود الأمنية لمكافحة هذه الاعتداءات، ضئيلة ولا تتناسب مع الانتهاكات غير المسؤولة، من خلال الصيد باستخدام الأسلحة، وإتلاف السياج من قبل الرعاة، لإدخال أغنامهم ومواشيهم للرعي من هذه المحمية، التي صرفت عليها أموال وجهود شبابية، للمحافظة على البيئة الفطرية، ومراقبة الطيور المهاجرة والمقيمة، بعد سوء الاستخدام الآدمي.وقد أثلج صدورنا تكاتف أجهزة وزارة الداخلية، وتوزيع دوريات تابعة لقطاع الأمن العام، وشرطة البيئة والإدارة العامة لمباحث السلاح، على أن تكون هذه الدوريات على مدار الساعة، لمتابعة ورصد أي تجاوزات يرتكبها المخالفون، واتخاذ إجراءات قانونية بحقهم.وقد بحت أصوات المختصين والمهتمين بالبيئة، وهواة تصوير ودراسة الطيور المهاجرة، التي انقرضت بسبب الصيد الجائر، وينطبق هذا على النباتات البرية، التي تم دهسها واتلافها من قبل رواد البر والمخيمات، بضرورة الالتفات لما يحدث من عبث وتدمير للبيئة.وكنت قد اقترحت أن يمنع التخييم في المناطق البرية مدة سنتين أو أكثر، حتى تعود الحياة البرية والنباتات والطيور لسابق عهدها، بعد أن فقدنا بيئتنا البرية، التي امتلأت بالنفايات ومخلفات البناء ومخلفات رواد البر، حتى بات منظر البر مشوهاً وبشعاً.وصحيح أن الناس يرغبون بالخروج والتخييم، خاصة في أوقات الشتاء والربيع، لكن ليس من الضروري أن يفرض الناس على الدولة، رغبتهم في الخروج إلى البر والتخييم، فمسؤولية الدولة الحفاظ على البيئتين البرية والبحرية، والحفاظ على النباتات البرية والأسماك والبيئة الفطرية، ويجب فرض قانون صارم لمن يعبث بهذه البيئة.إن وجود محميات قليلة ليست بالأمر الكافي، بل يجب التوسع في هذه المحميات وتنويعها، وأخذ موضوع استعادة الحياة البيئية والفطرية والحفاظ عليها بجدية، وتضمين المناهج الدراسية، طبيعة الحياة الفطرية في الكويت، والتوعية بأهمية الحفاظ عليها، وخطورة العبث بها وتدميرها.فالملاحظ اليوم أن تلاميذ المدارس، يرون صور الطيور والنباتات في كتبهم المدرسية، وكأنها بيئة منقرضة لا وجود لها على أرض الواقع، كما يجب القيام برحلات وزيارات ميدانية إلى المحميات، للتعرف على بيئة بلادهم.osbohatw@gmail.com
مقالات
أصبوحة
تدمير البيئة الفطرية
07:16 ص