حين يرغب الطفل في الفهم، ويمطرنا بتساؤلاته، فإننا ننهره ونسكته، أو نعطيه جواباً نحن لا نقنع به، بدل أن نشرح له ونفهمه، وهذا ما يجعل الطفل يجيب عن تساؤلاته بصورة خرافية وهمية. إلا أن أراد الله أن تكون دار الدنيا دار أسباب ومسببات، لذا كان الوقوف على العلل والأسباب مهماً في فهم الظواهر المختلفة.كثير منّا عندما يتعامل مع مشكلاته يغرق في التفاصيل، ويهمل الأسباب، مع أن معرفة الأسباب أهم من الغرق بالتفاصيل. فنحن مثلاً لا نستفيد شيئاً من وراء التدقيق والتفصيل في معرفة أعداد من اعتدوا على شخص بالعنف الجسدي أو اللفظي، لكن تشخيص الأسباب هو المهم في مساعدتنا على تفادي تكرار المشكلة.أما أم المشكلات والأزمات، فإن أردنا أن نبحث أسباب معضلة أو ظاهرة اتجهنا مباشرة إلى النوايا، فالهوى هو مصدر ومرجع كل الأزمات والمشكلات، مع يقيننا أنه من العسير معرفة الدوافع الكامنة لدى الإنسان في كثير من الأحيان، وبحث العوامل الأخرى المتصلة بظروف المشكلة والمصالح أسهل وأجدى.دائما نندفع وننصرف وراء الفكر الجبري، المتغلغل في بنية التفكير لدى الكثير منّا، وهو البحث في أسباب القضاء والقدر والتعلل والاحتجاج بهما، ونخلي مسؤولية الإنسان من الأخطاء والمعائب، وهذا كله ناتج عن أسباب ضعف التساؤل.وقد تعودنا على صدّ كل من يطرح التساؤلات حول أسباب حادثة أو ظاهرة من الظواهر، وأحيانا نعطيه جواباً سطحياً سريعاً لا يشفي غلّه، ولا يعالج حيرته، بل وربما صار المتسائل موضع اتهام وتشكيك، مع أن كتابنا العظيم - القرآن الكريم - ردّ على أسئلة عديدة توجه بها بعض الكفار والمشركين إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما أن الأحاديث النبوية الثابتة تفيض بأسئلة الناس وتلقي الأجوبة عنها.m.alwohib@gmail.com‏mona_alwohaib@