فيما شدّد خبير التنبؤات الجوية والبيئية عيسى رمضان على أن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم حقيقة وستزداد مع اتساع رقعة التلوث، كشف عن أن تلك التغيرات ستقود المنطقة إلى تغيرات مصاحبة كبيرة، تعود بها منطقة جنوب السعودية والربع الخالي لتصبح واحة خضراء.وقال رمضان، في محاضرة له بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، حملت عنوان «التغير المناخي في شبه الجزيرة العربية والكويت... نظرة مستقبلية»، إن «الأمطار التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية كانت غير مسبوقة»، وإن «قرار تعطيل الدوائر الرسمية عن العمل كان قراراً صائباً». واضاف أن «القياسات الدقيقة في الكويت في ما يتعلق بالأحوال الجوية بدأت في عام 1962»، موضحاً أنه من «المهم أن يتم الأخذ في الاعتبار عند عملية الرصد السنوات الماضية حتى يتم البناء عليها من أجل التنبؤ في المستقبل». وفيما اعتبر رمضان أن الدول العربية لا تملك الإمكانات والأدوات والآليات التي تملكها الدول الغربية، أشار في الوقت ذاته إلى أن علم الأرصاد يعتبر من العلوم الحديثة. وشدد على أن «التلوث الزائد سبب تغير المناخ في العالم بشكل عام»، لافتاً إلى أن «ما يقال حول نسبة الأمطار في سنة الهدامة غير صحيح، وهي مجرد تقديرات ( أنا لا أقبلها) لأنه لم يكن هناك قياس علمي في ذلك الوقت». وأشار إلى أن «تغير المناخ بدأ بعد الثورة الصناعية بفعل ذوبان الخليج بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، كما أن ذوبان الخليج يؤدي إلى تغير أيضاً في البيئة السمكية»، لافتاً إلى أن «الهجرات التي حدثت في الجزيرة العربية مثل هجرة بني هلال للمغرب العربي كان سببها تغير المناخ». وبين أنه بناء على دراسة تم اعدادها عن حالة الجو في الفترة من 2081 حتى 2100 فإنه من المتوقع أن «تضرب كمية من العواصف والأمطار جنوب الجزيرة العربية»، متوقعاً في الوقت ذاته أن «تعود منطقة جنوب السعودية والربع الخالي خضراء». وحذّر رمضان من أنه «إذا لم يتم تخفيف الانبعاثات فإن النتائج ستكون كارثية».، لافتا إلى ان الكويت وقعت على اتفاقية باريس للمناخ، وبعد عام 2022 ستصبح هناك عقوبات على الدول التي لا تلتزم بتخفيف الانبعاثات. وفيما أكد أهمية وجود إدارة للتعامل مع الأزمات، بين في الوقت ذاته أنه يطالب منذ سنوات بإنشاء إدارة خاصة بالأزمات. من جانبه، أشاد الدكتور جاسم العلي الذي أدار الندوة بالخبرات العلمية والعملية لرمضان وتاريخه الطويل في مجال التنبؤات الجوية والبيئية، لافتاً إلى أن أول مرصد تم انشاؤه في الكويت كان في العام 1946.