أشعر بالسعادة والفخر كلما تذكرت العلماء الكبار الذين التقيت بهم خلال حياتي، حتى وإن لم أتعلم منهم الكثير من العلم، فهؤلاء العلماء الكرام قد تلقيت منهم منهج الوسطية، بينما نشأ بعدهم أجيال من الشباب ابتعدوا عن ذلك المنهج، وشددوا على الناس وتمسكوا بفروع من الدين تخالف منهج أولئك العلماء.ومن هؤلاء العلماء الذين التقيت بهم الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد صالح العثيمين والشيخ ناصر الدين الالباني والشيخ بكر أبو زيد رحمهم الله.ومن الكلمات المهمة التي ذكرها الشيخ بكر أبوزيد في كتابه «حراس الفضيلة»:* إن المراهنة على اندثار هذا الدين بشعائره العظيمة وفرائضه، بل وسنته مراهنة خاسرة لم تمر يوماً من زمن أبي جهل ولكنكم قوم تستعجلون.* واعلم - ثبت الله قلبك - أن الإسلام لا يموت، لكنه يمر بفترات تمحيص ينجو فيها أهل الصدق، ويسقط فيها مرضى القلوب في أوحال الانتكاسة، فاصبر واحتسب، فلست خيراً من بلال، ولست خيراً من سمية رضي الله عنهم أجمعين.* واعلم انه ستمر بك أيام عجاف، القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر، سيحزنك الواقع، وتؤلمك المناظر، هذه المشاعر عظيمة عند الله، ودليل خير وقر في قلبك فلا تنحرها بسكين الانتكاسة.* ويا أخي لا يغرنك في طريق الحق قلة السالكين، ولا يغرنك في طريق الباطل كثرة الهالكين، أنت الجماعة ولو كنت وحدك (إن إبراهيم كان أمة)، كن غريباً... وطوبى للغرباء.* أخيراً: اعلم أن خروجك من قافلة الخير لا يضر أحداً سواك، ووجودك فيها فضل من الله ونعمة أنعم بها عليك، والخروج منها هو الخسران المبين.* واعلم أن شريعة السماء تسير غير آبهة بأسماء المتخاذلين، تسقط أسماء وتعلو أسماء «وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم»، ما أبلغها من كلمات من ذلك العالم الرباني كلنا بحاجة لها في هذه الدنيا التي اختلطت فيها الامور، وطغى الشر على الخير، وشعر المؤمنون فيها بأنهم مغلوبون على أمرهم ولا نصير لهم! يقول الشاعر محمد مصطفى حمام:ضل من يحسب الرضا عن هوانأو يراه على النفاق دليلافالرضا نعمة من الله لم يسعدبها في العبادة إلا القليلاوالرضا آية البراءة والايمانبالله ناصراً ووكيلاأمعن الناس في مخادعةالنفس وضلوا بصائر وعقولاعبدوا الجاه والنضار وعيناًمن عيون المها وخداً أسيلاالاديب الضعيف جاهاً ومالاًليس إلا مثرثراً مخبولاوالعقل القوي جاهاً ومالاً هوأهدى وأقوم قيلا