أحيا الشاعران الإماراتيان الدكتور طلال الجنيبي، وشيخة المطيري أمسية شعرية، ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب، في حضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري.وامتازت الأمسية، التي أدارها الشاعر سالم الرميضي، بالتنوع الذي شهدته قصائد الشاعرين، من خلال المواضيع واللغة والأسلوب والبناء الشعري لأشكال ومضامين النصوص المقروءة.ولقد تناوب الشاعران في إنشاد قصائدهما، كي يلقي الجنيبي شعرا يطلق عليه «التوقيع الصوتي»، والذي وصفه الشاعر بأنه أسلوب شعري يلتزم بالموسيقى، وهو اقرب إلى «الشيلة» في الشعر الشعبي، حيث يقوم فيه بالتوقيع بصوته على نصه الشعري.واستهل الجنيبي قراءاته الشعرية بنص مدح فيه الكويت من خلال تقطيع حروف كلمتها ومن ثم إبراز الجوانب المضيئة في كل حرف، تلك التي يراها في الكويت التي يحبها ويهواها.وبنَفَس شعري غنائي ألقى الجنيبي بعضا من قصائده، تلك التي اتسمت بالرصانة والتنوع في الأسلوب والمضامين ليقول:يغشاني الصمت إذا انطلقتفي الكون حمائم أشجانيومضت تختال على فنن ربضت في موطني أفنانيفي ما احتوت قصيدة «شوق الشوق» على لغة شعرية، تحاور فيها الشاعر مع رؤاه التي تتحرك وفق منظومة شعرية جذابة نحو الوطن ليقول:إمارات العُلا والشوق دوماًيخالجني حنين أن أراكِوتواصل الجنيبي مع الجمال، من خلال مفرداته الأدبية، التي انتقاها من لغة ذات أبعاد شعرية متنوعة، تحمل في معانياها الجمال والخيال معاً:أحدث عنك جميع الفصولأحدث عنك ليالي السهرْواتسمت قصيدة «فضاء زايد» بالكثير من الفخر، الذي مصدره ريادة الإمارات في صناعة أول قمر صناعي... عربياً وإسلامياً بأيدي إماراتية خالصة، وانطلاقه بنجاح ليقول:كم أسعدونا بالمسرات التي غطت سمانا رغبة وغراماقد نالها نبع الكرامة رمزنالما التقى وفد الفضاء سلامامرحى أبولو فالفضاء غمارناسنخوضه لنسابق الأعواماقد قالها بالفعل حديثهوحديث زايد يبعث الإلهاماوفي قصيدة «إحساسي الأبدي»، حرص الجنيبي أن تكون لغته مفعمة بالتألق والحضور عبر كلمات بسيطة، غير أن عمقها كبير.وبدأت المطيري قراءتها الشعرية، بالحديث عن الكويت وفضلها الذي غمر مختلف البلدان، مشيرة إلى أن التعليم انطلق في الإمارات بمساعدة كويتية ولا تزال بعض المدارس إلى الآن تحمل اسم الكويت، وهناك شوارع في الإمارات ومستشفيات تحمل أيضاً اسم الكويت، وقالت: «نحن جزء من هذا البلد وهي جزء منا»، كما شكرت الشاعر دخيل الخليفة على ما قدمه من دعم لها، خلال مسيرتها الشعرية.وانشدت قصيدة «عيناي ثقب في الجدار» والتي تقول فيها: وغدا/‏ إذا انتصف المساء/‏ وصار لي ليلان/‏ عن أي ظلام/‏ سأكتب.وفي قصيدة «سلام» رصدت الشاعرة من خلال إنشادها الشعري رؤى حسية تتماهى فيها المشاعر بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء:رمل وظلكهكذا أغفو...واحلم بالسلامرملومد من خياموسلةفيها حكايات الذين تناسلوامن ظهر هذي الأرضو«موت القصيدة» نص تحاورت فيه المطيري مع نفسها في أنساق فنية تتحرك في أكثر من اتجاه لتقول:متعبة محبرتيلا وزن سيعدللا وزنكل بيوت الشعر الموزونةوالمسكونة روحاطارتذات حمامأما قصيدة «كتاب»، فإنها احتوت على صور خيالية جذابة، تحاورت فيها الشاعرة مع المعرفة، تلك التي بدت غامضة، ومشتتة، غير أن المعنى كان متجهاً بقوة نحو رؤية مساندة لهذه المعرفة: الكتاب المجعد/‏ يحفظ كل الأراجيز/‏ يقرأ في النقد لابن قدامة/‏ الكتاب.../‏ يعيد تفاصيل ألفية النحو/‏ ثم ينام.وتضمنت قصيدة «الضمير المستتر»، مشاهدات شعرية، بدا فيها الأرق واضحاً، والتداعيات الشعرية متحفزة لقول ما لا يمكن أن يقال من أحداث تبدو وكأنها هامشية، إلا أنها الأساس في بنية النص.