رغم هطول الأمطار بغزارة، إلا أن ذلك لم يمنع الجمهور الكويتي من الاستمتاع بدفء الاحساس المرهف والصوت الملائكي، القادم من بيروت! هكذا بدا المشهد الفني أول من أمس في حديقة الشهيد، خلال حفل مبهج ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان «التراث المعاصر» الذي تنظمه أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا»، والذي أحيته المغنية اللبنانية عزيزة، فكسبت الرهان، وتركت بصمتها في نفوس الحاضرين، الذين تسمّروا على مقاعدهم طوال فترة الحفل، وطالبوها بالغناء حتى وإن اشتدت الرياح وانهمر المطر. لتقدم مجموعة متنوّعة من الأغاني الطربية وأغاني أخرى باللغة الإنكليزية والإيطالية.عزيزة، اجتازت الاختبار برفقة فرقتها الموسيقية، مفتتحة الليلة بأغنية «زوروني كل سنة مرة» من ألحان سيد درويش. تبعتها بأغنية «علموني حبك ولاموني» لفيروز. ولم تكتف بهذا القدر من الطرب، بل سخنّت الأجواء منذ الاستهلال بمجموعة من الأغاني، ذات الطابع الرومانسي، على غرار «يا زهرة في خيالي»، «وياك الدنيا حلوة وياك» لفريد الأطرش، وأغنية «بلاش تبوسني في عينيّ» للموسيقار محمد عبدالوهاب، وأغنية «بنت الشلبية» لفيروز.الجمهور في هذه الليلة كان استثنائياً ومميزاً، لأنه لم يعبأ بغزارة المطر، بل ظلّ صامداً ومستمتعاً، ومتمايلاً مع كل أغنية طربية صدح فيها صوت عزيزة، التي استمرت في تحليقها عالياً، وقدمت «شفتو من بعيد» للفنانة يارا، و أغنية «كل ليلة» التي صاغت كلماتها ولحنتها بنفسها، إثر موقف شاهدته خلال تواجدها في العاصمة الإيطالية روما، وتروي من خلاله قصة حب مستحيلة لامرأة كانت تتمشى وحيدة وهي شاردة الذهن.كما أهدت المغنية اللبنانية جمهورها أغنية «يا منيتي» من كلمات وألحان الشاعر الأمير القمندان، فحصدت تفاعلاً كبيراً وثناءً على أدائها الساحر. تلتها بأغنية «الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية» لسيد دوريش، حيث أصبح الجمهور هو الكورال، مردداً معها «كوكو». ومع كل ذلك الحماس، انتقلت عزيزة كفراشة بين الورود، لتشدو أغنية «فوق النخل» لناظم الغزالي، فأغنية «نسم علينا الهوى» لفيروز. وبما أنها متعددة المواهب قدمت أغنية «Bella ciao» بطريقة مميزة للجمهور، كما اختارت أغنية «بتتلج الدني بتشمس الدني» التي أهدتها إلى كويت المحبة والعطاء، لتنتقل من بعدها إلى أغنية «حلوة يا بلدي» وأغنية «سالمة يا سلامة» للمطربة المصرية والعالمية داليدا. وكعربون محبة منها إلى الجمهور، قدمت عزيزة أغنية «3 دقات» وأغنية «أول مرة تحب يا قلبي» لعبدالحليم حافظ، كما لبّت طلب الجمهور لأغنية «أوقاتي بتحلو» لسيد مكاوي. إلى جانب أغنية «إبعاد ولا قريبين». بعدها اختارت أغنية لفنان العرب محمد عبدو بعنوان «منيتي أسهر معاكم» وأغنية «لو باقي ليلة» لعبدالرب إدريس، لتعود إلى الأجواء الغربية مع أغنية «So Good to be true». ولم تغب عزيزة عن التحليق في بستان الفنانة القديرة سميرة توفيق، لتقطف منه أغنية «أسمر يا حلو»، ولتقدم من بعدها «ريمكس» لأغان عدة، بينها «ميل يا غزيّل» لنجاح سلام و«جيب المجوز يا عبود» للفنانة صباح، قبل أن تختتم الليلة الطربية بأغنية «يا صلاة الزين» ألحان الموسيقار الراحل زكريا أحمد، حيث قدمتها بتوزيع جديد من توقيع ميشال فاضل. لتشكر جمهورها قبل مغادرتها خشبة المسرح، قائلةً:«بحبكم فرداً فرداً، قعدتو بهالشكل تحت المطر وما فليتو، هالليلة من أحلى ليالي العمر، وحتماً حتكون ليلة مميزة وتنحفر بذاكرة وجداني كلما تواجدت في هذا البلد المضياف، وراح ينضاف إلى رصيد محبتي إلكم ومحبتكم لإلي».على هامش الحفل، تحدثت عزيزة لوسائل الإعلام، قائلةً:«فخورة بتواجدي للمرة الأولى في الكويت، بدعوة من أكاديمية (لابا)، وأنا ممتنة للمشاركة هذا العام خلال افتتاحي فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان (التراث المعاصر). سعادتي لا توصف لأن تواجدي بين الجمهور الكويتي هو بمثابة وسام حب واعتزاز أضعه على صدري، خصوصاً أنه ظل متواجداً حتى نهاية الحفل، متحدياً كل الظروف الجوية الممطرة، فعلاً هو جمهور ذواق وعاشق للفن». وتابعت بالقول:«أنا دمي ودموعي وابتساماتي عربية، حيث نشأت وتربيت على حب الموسيقى، وعشت طفولة موسيقية استثنائية، بتشجيع من أسرتي التي علمتني أصول الغناء وكيفية توظيف صوتي بشكل جيد، لكن هذا لا يمنع من شغفي أحياناً للغناء باللغات الأجنبية». كاشفةً عن أنها بصدد العمل على أغنية مصرية جديدة سوف تعلن عنها مطلع العام الجديد، إلى جانب استعدادها لاحياء عدد من الحفلات الغنائية محلياً وعربياً، والتي تستهلها من دولة قطر».
فنون
افتتحت أولى حفلات «التراث المعاصر 3»
عزيزة... انسابت طرباً تحت المطر في «حديقة الشهيد»
02:10 ص