«من غير ميكروفون»، بل من الحناجر إلى القلوب! هكذا سيكون شكل الغناء، على مدار ليلتين - اليوم وغداً - في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بعدما أعد عدته منذ أسابيع قليلة لاحتضان هذا الحفل الضخم، ليعيد إلى الأذهان أيام الزمن الجميل، حيث النغم العذب والطرب الأصيل، الذي ينساب في القلوب من دون مؤثرات أو تقنيات. فعلى قدم وساق، أجرت جوقة الكورال بفرقة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بروفات مكثفة، في قاعة الشيخ جابر العلي بقيادة المايسترو الدكتور محمد باقر، تمهيداً للحفل المرتقب «من غير ميكروفون»، الذي سيحمل في نسخته الثانية طابعاً كويتياً خالصاً، بعد التجربة الأولى الشرقية التي أحياها الفنان المصري لطفي بشير، في شهر أغسطس الماضي.«الراي» لبّت الدعوة، التي تلقتها من مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، لحضور البروفات، ولمتابعة التحضيرات - عن كثب - قبل أن تلتقي أبطال العمل. في البداية، تحدث مدير العلاقات العامة في المركز عثمان الجيران، قائلاً: «إنها المرة الثانية التي يقيم فيها مركز الشيخ جابر الثقافي أمسية من غير ميكروفون» واستدرك: «لكن ما يميز هذه الأمسية أنها كويتية خالصة، حيث سيصدح من خلالها 16 صوتاً لأعضاء فرقة الكورال التابعة للمركز، فضلاً عن أن الحفل سيضيء على مراحل تطور الأغنية الكويتية، خلال أكثر من مئة سنة، بدءاً من العام 1886 وحتى العام 1996». ولفت إلى أن الفرقة اختارت من كل عقد من الزمن جوهرة غنائية، لتؤديها على المسرح، بلا مكبرات صوت أو مؤثرات، بل سيكون الغناء نابعاً من الحناجر إلى القلوب، مردفاً: «بعد عمل مضن من البروفات على مدى أسبوعين، حرصنا على تلافي الأخطاء خلال الحفل أو التقليل منها قدر المستطاع، من جانب العازفين أو المؤدين».وشدد الجيران على ضرورة الحضور قبيل بدء الأمسية بوقت كافٍ، كي لا تكون حركة الجمهور في جنبات المسرح مصدر إزعاج للفرقة الموسيقية وللحضور أيضاً، منوهاً إلى أن التصوير مسموح داخل القاعة، ولكن من دون «فلاش».بدوره، أكد مدرب الكورال الفنان بدر نوري أن فكرة الحفل «من غير ميكروفون» مُستلهمة من الحفلات القديمة التي كانت تقام قبل ظهور التكنولوجيا. وتابع قائلاً: «كما أن إقامة الحفل في مسرح الشيخ جابر العلي، لكونه مجهزاً لهذا الغرض، حيث تم تصميمه خصيصاً لاستيعاب الفرق الموسيقية بتقنيات صوتية حديثة، وقد سبق وأن أحيا الفنان طارق بشير حفلاً من غير ميكروفون على المسرح ذاته، ولاقى الحفل نجاحاً لافتاً في حينه، وهو ما دفعنا إلى تكرار التجربة مع مواهب كويتية واعدة من فرقة الكورال، والبالغ عددهم 16 شاباً وفتاة».وألمح نوري إلى أن الفرقة ستقدم خلال الحفل مزيجاً من الأغاني الكويتية المعروفة وغير المعروفة لدى الجمهور، بينها أغان تراثية وفولكلورية وفن الصوت والبحري واللون البدوي، وغيرها باقة كبيرة من الألوان الغنائية.وبسؤاله، عما إذا تم التفاهم والاستئذان من الملاك الأصليين لتلك الأغاني قبل الشروع في غنائها، ردّ قائلاً: «أعتقد أن هناك اتفاقاً بين المركز وأصحاب هذه الأغاني، وإن لم يحدث شيء من ذلك، فيكفي أنها ستعود إلى الحياة من بعد اندثارها».وحول احتمال وقوع أخطاء كثيرة خلال الأمسية، خصوصاً أنه لن يكون هناك مغنٍ منفرد، بل سيعتمد الحفل على الغناء الجماعي، علّق نوري بقوله: «لقد حرصت على تدريب المؤدين في الكورال بشكل مكثف، وهم أشخاص موهوبون، وأتمنى ألا تقع الكثير من الأخطاء».و تناول قائد الفرقة الموسيقية في مركز الشيخ جابر الثقافي المايسترو الدكتور محمد باقر طرف الحديث قائلاً: «التجربة الثانية ضمن فعالية من غير ميكروفون ستكون مختلفة كلياً. فبعد أن قدمنا تجربة شرقية بصوت الفنان لطفي بشير، حرصنا هذه المرة على أن نقطف من درر الغناء الكويتي أعمالاً متنوّعة، وأسماء مُغايرة من الشعراء والملحنين والمطربين، بدءاً من الفولكلور، مروراً بالحقبة الوسطى وفترة السبعينات، وانتهاءً بأواخر القرن الماضي»، مبيناً أن الكورال سيكون بطل الحفل بلا منازع، وبأنه لن يكون هناك مغن منفرداً على الإطلاق. وأشار باقر أيضاً إلى أن هذا النوع من الغناء، الذي لا يرتبط بالتقنيات الحديثة خطر جداً على الموسيقيين والمؤدين في آن معاً، «لأن أي خطأ ممكن أن يحدث سيكون مكشوفاً لدى الجمهور، لذلك ينبغي أن يكون كل من يقف على الخشبة حاضر ذهنياً».في خطٍ فني مواز، عبّر كل من مساعد التتان وولاء الصراف من جوقة الكورال عن سعادتهما الغامرة، بإحياء هذه الليلة الكبيرة إلى جانب زملائهم من العازفين والمؤدين، مشدّدين على أن الأغاني المختارة تتطلب دقة بالغة لإتقانها، لا سيما أن بعض الأغاني في برنامج الحفل تحمل مفردات كويتية قديمة، في حين أن البعض الآخر ينتمي إلى اللون البدوي وفن الصوت، الأمر الذي يشكل صعوبة كبيرة بالنسبة إلى المؤدين الشباب في الكورال.
برنامج الحفل
يتضمن الحفل تقديم باقة من الأغاني هي: «ياذا الحمام»، «طف بالطواف»، «شد الضعاين»، «البارحة ساهرٍ»، «يالدانة لدانة»، «يا ناس دلوني»، «يا نور عيني»، «على خدي»، «يا من يبشرني»، «رد الزيارة»، «رحلتي»، «ويلاه من قلب»، «مر يا حلو يا زين» و«مقطوعة البوشية».