«حمامة سلام» اختتمت مهرجان السلام. فقد حلّقت الفنانة فايا يونان كحمامة سلام بصوتها الفيروزي السوري الحلبي ذي الخامة المميزة والإحساس الدافئ - مساء أول من أمس - مع هبوب النسمات الباردة التي لوحت بمجئ فصل الشتاء، ناثرة عطراً فاح حباً وسلاماً وأمناً داخل أرجاء «حديقة الشهيد»، معلنة اختتام حفلات «مهرجان السلام» الذي نظمته أكاديمية لوياك للفنون الأدائية «لابا» بالتعاون مع الحديقة، وسط حضور جماهيري غفير فاق الألف شخص.يونان في حفلها الأول بالكويت، لم تغفل عن توجيه الشكر للأرض التي استضافتها ومنحتها فرصة لقاء جمهورها فوق أرضها، كما وتغنت في حب الوطن والسلام داعية له، ولم تنسَ أيضاً فلسطين وكل إنسان تشرد عن بلده بسبب ظروف قاهرة. كما لم تغب عن ذاكرتها زنوبيا ملكة تدمر التي بنت حضارة دمرتها الحروب.أحيت يونان صاحبة الصوت الفيروزي حفلتها بمصاحبة فرقتها الموسيقية المكونة من ستة عازفين هم وليد ناصر وهاني بدير على الإيقاع، ليث سليمان على الناي، عبدالحليم الخطيب على القانون، يعرب سميرات على الكمان وأسامة الخطيب على بيز غيتار. أما التوزيع وقيادة الفرقة، فكان تحت قبضة المايسترو ريان الهبر، فقدمت معهم الطرب الأصيل من التراث الشامي، كما شدت للحب والوطن والسلام، فتألقت وتلألأت كجوهرة ماس نادرة بعدد من أجمل الأغاني مثل «بيناتنا في بحر» من كلمات وألحان خالد الهبر، وأغنية مسلسل «شبابيك» وكذلك أغنية الفنانة ماجدة الرومي «غني للناس للحب»، إلى جانب أغنية «شدي عقبلي» و«في الطريق إليك» من كلماتها وألحان مهدي منصور، «لي في حلب» من كلمات مروّح الكبرا وألحان مهران محرز، «وجهك يا حلو» من كلمات عدنان الأزروني وألحان غابي صهيوني، «هلا لا ليا» المستمدة من التراث الفلسطيني، «حب الأقوياء» من كلمات مهدي منصور وألحان يعرب سميرات، وأغنية «نم يا حبيبي» من كلمات موفق نادر وألحان مهند نصر، والتى أهدتها قبل أن تغنيها إلى كل أطفال العالم العربي الذين لا يتسنى لهم أن يستيقظوا مبتسمين في سرير دافئ، خصوصاً أطفال ضحايا فاجعة السيول التي حصلت أخيراً في الأردن.الجمهور طوال الوقت كان مندمجاً ومتفاعلاً معها، متمايلاً على نغم موسيقى أغانيها مترنماً مع حلاوة صوتها، وخلال هذا كله زقزقت كعصفور الكناري بأغنية للفنانة أسمهان بعنوان «إيمتي هتعرف» التي لقيت تصفيقاً حاراً، ثم أتبعتها بأغنيتي «أحب إيديك» من كلمات مهدي منصور وألحان وتوزيع ريان الهير و «أمي نامت عبكير» للفنانة فيروز، إلى جانب أغنية «يا ليته يعلم» التي صاغت كلماتها ولحّنها علي بن الجهم. أما أغنية «زنوبيا» من كلمات حسام عبدالخالق وألحان خالد الهبر، فأهدتها الى جميع البلدان العربية التي أنهكتها الحروب، مؤكدة وجود أمل إعادة إعمارها على أيدي الأجيال الشابة القادمة كما فعلت زنوبيا ملكة تدمر، حيث تقول كلماتها:زنوبيا مش تدمر زنوبيا البلادبأرضها وناسها كبارون والأولادزنوبيا السهل والنهر والصحراراعي بدير الزور ومحبوبته السمرابعدها تابعت يونان مسيرة نجاح أمسيتها مع أغنية «تحت هودجها وتعالجنا» التي حملت في طياتها رائحة القدود الحلبية والفن الدمشقي القديم، لتختم مسيرة تحليقها كحمامة سلام مع أغنية «موطني» التي حركت مشاعر الحضور. على هامش الحفل الذي أسدل ستاره رغم مطالبة الجمهور باستمراره، عبرت يونان في تصريح منها لوسائل الإعلام عن امتنانها وتقديرها لـ«حديقة الشهيد» وأكاديمية «لابا» اللتين قامتا باستضافتها في الكويت للمرة الأولى، معربة عن سعادتها بتواجدها فوق أرض الكويت وسط جمهورها الذي تمنت أن تلتقيه مجدداً. كما توجهت يونان خلال تصريحها برسالة للعالم أجمع، داعية أن يطغى صوت الموسيقى على صوت المدفع من خلال «مهرجان السلام».وعن جديدها، أعلنت أنها في صدد إطلاق أغنية جديدة عن بغداد في القريب العاجل، بالإضافة إلى إقامة عدد من الحفلات في عدد من الدول، مع تجهيزها لطرح ألبوم غنائي جديد يحمل في طياته تشكيلة متنوعة من أغاني الحب والوطن والقضايا المختلفة.