استطلاع «الباروميتر العربي» الممول من جامعتي هارفرد وبرينستون الأميركيتين، صنفا الكويت بالمرتبة الأولى في التعبير والصحافة ـ الأكثر حرية «الراي عدد الجمعة الماضي».خبر جميل يعبر عن واقع الحال بين الدول العربية، حيث يلاحظ الجميع سقف الحرية المرتفع? فنحن في الكويت وتحديدا في الصحافة الكويتية المعروف عنها صحافة رأي ننتقد نقداً مباحاً لا قذف فيه ولا سب، ولا اتهام من دون دليل ولم نلاحظ أي تشديد أو توجيه أو لوم.فهل هذا ما نصبو إليه أو نتطلع إلى حرية الرأي الآخر، التي دعا إليها سمو الأمير حفظه الله ورعاه وذكرنا ما يخصها في مقال نشر الأسبوع الفائت؟من وجهة نظري أن توجيهات سمو الأمير والد الجميع، تستوجب الضرورة تطبيقها من قبل مجلس الوزراء من نافذة أوضحت مضمونها في مقال نشر الجمعة «الحجرف والجلاوي... تنمويا!»أذكر أنني قبل عام تقريبا طلب مني الحديث لبرنامج تلفزيوني يبث من تلفزيون الكويت «الحكومي»... وعندما ذكرت بعض النقاط حول التنمية والرؤية سمعت قول «Cut»، وظننت أنني ارتكبت خطأ جسيماً، لكن المفاجأة في الرد: «نحن في جهاز حكومي وغير مسموح بنقد المؤسسات الحكومية»... وانتهى الأمر؟أعتقد بأن الديموقراطية كممارسة تتطلب عرض الرأي والرأي الآخر... لا أعني «الرأي المعارض»، حسب مفهوم البعض الضيق بقدر ما أدعو إلى السماح لأصحاب الخبرة والمعرفة بعرض وجهات نظرهم، كرأي يختلف عما ينقله قياديون هبطوا عبر «البراشوت».كيف نستطيع تقييم أداء القياديين؟يفترض أن يكون هناك استضافة للمختصين من أصحاب المعرفة والخبرة في مختلف المجالات، لسماع رأيهم في أداء المؤسسات الحكومية، هذا التوجه أشبه بتقييم 360 درجة، فنحن مستقبلو الخدمة وشركاء في صناعة التغيير للأفضل، وكثير منا لا تسمح أخلاقه في البحث عن واسطة لكن جلهم لا يمانع من عرض رؤيته وتقييمه للوضع.لذلك? أتمنى من سمو رئيس مجلس الوزراء بالإيعاز لوزير الإعلام في توفير برامج حوارية تستضيف قياديي الدولة ومعهم مختصون من خارج الجهاز التنفيذي، أشبه بالمناظرة ويكون هناك مستشار إداري يتبع رئيس مجلس الوزراء ويكون مختصاً محايداً، يقيّم ما جاء في الحلقة، وفي ضوئها يستطيع سمو الرئيس تقييم الأداء بمن فيهم الوزراء.الزبدة:القصد هو تطبيق «حرية الرأي الآخر» عبر حلقات تلفزيونية تبث على القناة الأرضية فقط لخصوصيتها، وتكون على سبيل المثال حول:ـ الثقافة الاجتماعية ودور المؤسسات الحكومية في تحسين مستواها.ـ قضايا تعليمية «التربية والتعليم العالي».ـ قضايا صحية «الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات والمراكز الصحية».ـ قضايا اجتماعية بما فيها المسؤولية الاجتماعية والوحدة الوطنية والعادات الدخيلة.والجانب الآخر يتمثل في حث القياديين لزيارة الدواوين، التي تنظم فعاليات تخص الشأن العام، وإيجاد وسائل إعلامية وبحثية لقياس وتقييم ما يتم مناقشته... هذا يندرج ضمن المسؤولية الاجتماعية وقياس نبض الشارع بعيدا عن كتابنا وكتابكم وأسلوب «كل شيء تمام يا فندم».نحن منكم وفيكم... يهمنا تطوير الأداء في جميع مؤسسات الدولة، وذلك استشعارا منا بالمسؤولية الوطنية تجاه القضايا التي يتناقلها كثير من أحبتنا في الدواوين والملتقيات، وإن كانت تعرض على هيئة انتقاد... بعضه مجاف للحقيقة في وسائل التواصل الاجتماعي.نحتاج عملاً علمياً منظماً تنتهجه جميع المؤسسات، كي تنعم الكويت ومواطنوها بخدمات أفضل تنعكس إيجاباً على المؤشرات الدولية، التي شهدت الكويت تراجعا ملحوظا فيها... إنها حرية الرأي الآخر من زاوية مختلفة عما هو معمول به... الله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi