الاستقبال الحسن للضيف أجدى من الوليمة التي تقدم على شرفه، ومن الأمثال الشعبية المتداولة بين الناس: «لاقيني ولا تغديني»، يضرب هذا المثل في حسن المقابلة والمعاملة، لها في النفس تأثير أعمق بكثير من المساعدة المادية أو المالية، وهو قول للتعبير عن أهمية ملاقاة الآخرين بالوجه البشوش الحسن والابتسامة قبل كل شيء.الابتسامة وحسن اللقاء والترحيب وطيب الكلام يدخل السرور ويزيد من الألفة بين النفوس، وهي إشارة إلى تواضع صاحبها ومحبته للناس.الابتسامة الحقيقية المشرقة يصل أثرها إلى القلوب؛ لأنها صادقة نابعة من قلب نقي طاهر محب للناس، أما الابتسامة المزيفة المتصنعة فإنها مكشوفة وغير مقبولة، والأولى بصاحبها أن يصلح منبعها... فهي ليست بتدريب الوجه على التبسم وإنما هي بتدريب القلب على الصفاء والنقاء.وللأسف الشديد ظن بعض من الناس أن الوجه العابس يدل على قوته واعتقد ان الناس إن رأوا منه ابتسامة صار في نظرهم ضعيفاً! وهذه حالات تحتاج إلى علاج... من يلاقي الناس بوجه مكفهر عابس وشدة في الكلام وحالة من التجهم والكآبة خالف وصايا ديننا الحنيف الذي دعانا إلى التعامل مع الناس بالخلق الطيب والقول الحسن واللطف والأدب، يقول تعالى في كتابه العظيم: (وقولوا للناس حسناً)؛ فإن التعامل بالرفق واللين والخلق الكريم من أعظم الوصايا، ومن أهم ما قال به رسولنا الكريم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».الأخلاق الفاضلة والآداب والخصال الحميدة ترفع من شأن صاحبها وترقى بهذه الأمة، فهي صفات تميز الإنسان عن غيره، وتجذب الناس إلى مجتمعنا وديننا، ومن أروع ما قيل في الخلق: «سوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات، وحسن الخلق حسنة لا تضر معها كثرة السيئات»، ومن الخلق ما هو غريزة في الإنسان ومنه ما يحتاج إلى تدرج مع النفس وتخلّق ورياضة واقتداء، وتغيير الصفات لا بد له من مجاهدة وصبر ومخالطة لأصحاب الأخلاق الرفيعة؛ فالإنسان يسعى لتحسين جوهره بتربية النفس واكتساب هذه الأخلاق العالية التي تُربي مظهره، ولو كان تحسين الأخلاق وتبديل الصفات مستحيلاً لما أوصت به شريعتنا.aalsenan@hotmail.com aaalsenan @
مقالات
حروف نيرة
لاقيني ولا تغديني!
10:31 ص