اجتاحت الأردن ولبنان «أمطار طوفانية»، ورياح عاتية، وحبّات بَرَد عملاقة، وسيولٌ جارفة، وصواعق «شقّت» أشجاراً. وفيما أفادت مصادر طبية أردنية أن 17 طفلاً لقوا حتفهم و7 أشخاص مفقودين و22 تم إنقاذهم، جراء سيول اجتاحت منطقة البحر الميت، واعتبار 36 شخصا في عداد المفقودين، تسببت «الخماسية المُرْعبة» التي ضربتْ لبنان أمس مع «عاصفة أكتوبر» بمقتل شخص بصعقة كهربائية، وبأضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات، نالتْ منها العاصمة بيروت حصّة كبيرة و«غير مألوفة».ففي الأردن توجه رئيس الوزراء عمر الرزاز إلى منطقة البحر الميت لمتابعة عمليات الانقاذ، لاسيما طلبة مدرسة دهمتهم السيول، وطلب من  الوزارات التحرك فورا للتعامل مع الأوضاع الطارئة وتوفير الآليات والقوى البشرية.وشاركت طائرات مروحية في عمليات الإنقاذ لمفقودين جراء سيول الأمطار.أما في لبنان فلم تكد العاصفة، أن «تقبض» على لبنان حتى تطايرتْ «شظاياها»، جراء رياح الـ90 كيلومترا في الساعة والتي ناهزت 100 كيلو متر في بعض المناطق، والأمطار الغزيرة والبَرَد الذي انهمر بغزارة «كالحجارة».ومن خلف الجهوزية الكاملة لفرق الصليب الأحمر والدفاع المدني، تكشّفت تباعاً «جرْدة الأضرار»، بدءاً من إعلان وفاة المواطن ح. د (60 عاماً) من قرية المجادل (صور) بصعقة كهربائية جراء العاصفة، وصولاً إلى مشهد السيارات المحطَّمة الزجاج على امتداد لبنان بفعل حبّات البرَد «الخارِقة»، مروراً بـ«انفجار» واجهاتِ منازل ومتاجر في عدد من المناطق، ناهيك عن سيول تشكّلت، من قلب بيروت في الجميزة ودَرجها الذي صار «نهراً متفجراً» إلى بلدات عدة احتُجزت فيها السيارات، وعن أشجار اقتُلعت من جذورها (بعضها في مدارس مثل الليسيه الفرنسية في بيروت) وقطعتْ طرقاً. وخطفت بيروت الأضواء مع سقوط سقالة بناء في شارع أستراليا في الروشة ما تسبّب بتضرّر عدد من السيارات، وسط حال هلع بين المواطنين الذين وجدوا أنفسهم كأنهم في ساحة حرب، فيما تحوّلت العاصفة «فيلماً» على طريقة «تلفزيون الواقع» تناقلتْ فصولَه، على شكل صور وفيديوات، مواقعُ التواصل الاجتماعي.