كشف «مؤشر مستوى الاختراقات»، الصادر حديثاً عن شركة «جيمالتو» المتخصصة في مجال الأمن الرقمي، أن منطقة الشرق الأوسط شهدت خلال النصف الأول من العام الحالي معدلات نمو مثيرة في حجم الاختراقات الأمنية بنحو 133.3 في المئة، بالإضافة إلى عدد الملفات المخترقة التي سجلت زيادة بنحو 2910 في المئة، مبيناً أن حصة المنطقة العالمية من السجلات المخترقة يمثل نحو 0.7 في المئة. وأظهر المؤشر أن النصف الأول شهد اختراق 4.5 مليار من سجلات البيانات حول العالم، إذ يمثل هذا الرقم زيادة بنحو 133 في المئة مقارنة مع العام الماضي، حيث يأتي هذا الرقم الكبير من السجلات المخترقة رغم أن العدد الإجمالي للانتهاكات انخفض قليلاً حيث بلغ 945 خرقاً أمنياً، وهو أقل بنحو 18.7 في المئة مقارنة مع العام الماضي.ويواصل قطاع الرعاية الصحية احتلال الصدارة في عدد الحوادث (27 في المئة)، حيث إن الحادثة الأكبر من هذا النوع هي «211 إل إيه كاونتي»، إذ تعرّض 3.5 مليون سجل للاختراق من خلال حالات فقدان عرضية.وتحتل وسائل التواصل الاجتماعي المرتبة الأولى في عدد السجلات التي تم خرقها (56 في المئة) مع اختراق نحو 2.5 مليار سجل، يشمل زيادة بنحو 14.9 في المئة، ويأتي بشكل رئيسي بسبب خروقات بيانات العملاء البارزين في موقعي «فيس بوك» و«تويتر»، والتي تشمل 2.2 مليار و336 مليونا على التوالي.ويُعد مؤشر مستوى الاختراقات بمثابة قاعدة بيانات عالمية ترصد الهجمات الرقمية وتقيس مدى شدتها من مختلف الأبعاد، بما في ذلك عدد السجلات المتأثرة، ونوعها، ومصدر الخرق، وكيفية استغلال البيانات المستخلصة، وفيما إذا كانت تلك البيانات مشفرةً أم لا. ومن خلال تعيين درجة لكل مستوى من الاختراق، يوفّر المؤشر مقارنة مفصلة لتلك الخروقات للتمييز بين الحالات المتوسطة الخطورة وتلك التي تحمل تأثيرات عميقة.ووفقاً لـ «مؤشر مستوى الاختراقات»، تم انتهاك نحو 15 مليار سجل للبيانات منذ عام 2013، عندما بدأ المؤشر بقياس خروقات البيانات التي تم الكشف عنها بصورة علنية.وخلال الاشهر الستة الأولى من عام 2018، تم اختراق أو الكشف عن أكثر من 25 مليون سجل كل يوم، أو 291 سجل كل ثانية، بما في ذلك البيانات الطبية وبطاقات الائتمان والبيانات المالية أو معلومات تحدد الهوية الشخصية.وهذا أمر مثير للقلق بوجه خاص، حيث إن واحدا في المئة فقط من سجلات البيانات المسروقة أو المفقودة أو المخترقة تمت حمايتها من خلال التشفير لجعل المعلومات غير مفيدة، وهو انخفاض بنسبة واحد ونصف في المئة بالمقارنة مع الأشهر الستة الأولى من عام 2017.وتسببت التهديدات الخارجية الخبيثة بأكبر نسبة من خروقات البيانات (56 في المئة)، بانخفاض طفيف بلغ نحو 7 في المئة خلال النصف الثاني من عام 2017، وشكّل أكثر من 80 في المئة من جميع السجلات المسروقة أو المخترقة أو المفقودة.وشكّلت حالات الفقدان العرضية للبيانات أكثر من 879 مليون (9 في المئة) من السجلات التي فقدت خلال هذا النصف، وهو ثاني أكثر الأسباب شيوعاً لانتهاكات البيانات التي تمثل أكثر من ثلث الحوادث، كما انخفض عدد السجلات والحوادث التي تنطوي عليها الهجمات الداخلية الخبيثة بنسبة 50 في المئة.وبحسب التقرير فإن حالات سرقة الهوية لا تزال تشكل النوع الرئيسي لخروقات البيانات، حيث ارتفع عدد حوادث سرقة الهوية بنسبة 13 في المئة خلال النصف الثاني من عام 2017 إلى أكثر بقليل من 64 في المئة، وزاد عدد السجلات المسروقة من خلال هذه الحوادث بنسبة 539 في المئة، ما يمثّل أكثر من 87 في المئة من جميع السجلات المسروقة.