عبّر المطرب الشاب مطرف المطرف عن توقه للغناء باللهجة اللبنانية في ألبوماته المقبلة، كونها أسهل نسبياً من اللهجات العربية الأخرى، معترفاً بأنه كان متخوفاً من نجاح أغنية «عشرين سنة» التي قدمها باللهجة المصرية! المطرف، ألمح في حواره مع «الراي» أن اسم والده الفنان القدير الراحل يوسف المطرف يشكل عبئاً كبيراً على عاتقه، خصوصاً أن البعض كان يُقارن بينه وبين والده، وهو ما اعتبره - مطرف الابن - سلاحا ذا حدين بالنسبة إليه. متطرقاً إلى أغنية «من لهيب الشوق» التي تغنى بها في مستهل مشواره، بعدما ورثها من أبيه فور وفاته. • هل ترى أن الحفاظ على اسمك وموقعك الفني في خضم الأسماء الموجودة على الساحة الغنائية، أمر بالغ الصعوبة في وقتنا الحالي؟- بالطبع، خصوصاً أنه بعد التعب والعناء الطويل لشق طريق النجاح، لا بد من المحافظه على كل شيء جميل قدمته. هناك مقولة مشهورة حول هذا الأمر مفادها أن النجاح سهل، لكن تكمن الصعوبة في المحافظة عليه. • أحييت قبل فترة، حفلات تندرج في قائمة المشاركة الوطنية، على غرار الحفل الذي أقامته محافظة العاصمة في شهر فبراير الماضي، فهل تهتم بالمشاركة في مثل هذه الفاعليات؟- بكل تأكيد، فهذا واجب وطني يتحتم علينا كفنانين المشاركة فيه. ولا بد من التواجد في جميع المناسبات الوطنية، لأن أفراح الكويت تدخل البهجة في قلوب الجميع، وأنا لا أتوانى عن المشاركة في أي حفل وطني، على غرار احتفالية محافظة العاصمة، التي غالباً ما أتغنى من خلالها بحب الوطن.• وماذا عن مشاركتك في الملحمة الإنسانية «شروق الشمس»، التي احتضنها مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وشارك فيها عدد من الفنانين من الكويت وخارجها، منهم طارق العلي وسماح وخالد سليم وخالد أمين، وغيرهم؟- طبعاً شرُفتُ بهذا العمل، وسعدتُ باختياري ضمن فريق الفعالية، والعمل وطني وإنساني ومميز جداً، وتعد «شروق الشمس» من الملاحم الفنية الكبيرة التي تلامس الشعوب بالدرجة الأولى. • على صعيد الدراما التلفزيونية، كان «تتر» المسلسل الدرامي «مع حصة قلم» آخر ما قدمته، فكيف يتم الاتفاق عادةً بينك وبين صنّاع المسلسلات قبل الشروع بالغناء في أعمالهم؟- أولاً، وقبل الاتفاق النهائي على تسجيل «التتر»، لا بد من التحدث باسهاب عن مضمون القصة والتعرف على أبطالها من الممثلين، إلى جانب التعرف على المخرج كونه قائد العمل، ليكون الحصاد مثمراً، وإذا تم كل شيء على ما يرام أتولى دوري بالغناء. وقد سعدت بغناء شارة المسلسل الاجتماعي «مع حصة قلم»، لا سيما أنه من بطولة الفنانة القديرة حياة الفهد، كما تغنيت في السابق بأعمال فنية عدة، بالتعاون مع الملحن مشعل الذاير في مسلسل «جار القمر» والذي عرض عبر شاشة «الراي»، كذلك في مسلسل «كلام أصفر» للفنانة والمخرجة هيا عبدالسلام. • في شهر يناير الماضي قمت بطرح ألبومك الثاني، الذي جاء بعنوان «فقدتك»، فلماذا اخترت هذا الأغنية تحديداً لتكون عنواناً للألبوم؟ - لأن الأغنية لامست احساسي بقوة، حيث شدني كلامها ولحنها، مع ان اختياري لبقية الأغاني كان بدقة بالغة، لكني قررت أن تكون أغنية «فقدتك» هي العنوان الأبرز. علماً بأن الأغنية السالف ذكرها هي آخر ما تم تسجيله في قائمة الأغاني المختارة للألبوم. • ما سبب عدم تصويرك لأي أغنية من ألبومك الأخير؟- «النية موجودة»، وقريباً جداً سأختار إحدى الأغاني لتصويرها على طريقة الفيديو كليب. • هل لديك مرجعية في الفن، بمعنى أن هناك شخصا تأخذ منه المشورة قبل الشروع في أي عمل؟- نعم، استمع إلى بعض الاستشارات ووجهات النظر من جانب الأصدقاء والمقربين، لكن يبقى لي رأيي في نهاية المطاف. وقد يضايق هذا الأمر البعض من أصدقائي، إلا أنه من حقي أن أتصرف بالشكل الذي تمليه عليّ قناعاتي. • قبل طرح الألبوم بفترة وجيزة قررت أن تستبدل بعض الأغاني، بينها أغنية «ماهو إنته» إلا أنك تراجعت ولم تلغها، ما السبب؟ -لأني تلمست فيها جزل الكلام وعذوبة اللحن، وقررتُ تثبيتها عوضاً عن إزالتها، فعندما سمعتها جيداً أحببتها، حيث أعجبتني الجمل الموسيقية فيها، فضلاً عن أجوائها العاطفية. • وماذا عن أغنيتك المصرية «عشرين سنة»؟ - كنت متخوفاً منها، لأن موضوعها يتناول حال المرأة. أما الفن المصري فليس بجديد عليّ. • ما أكثر لهجة عربية تطمح إلى غنائها في المستقبل؟ - ربما تكون اللهجة اللبنانية كونها سهلةً، مقارنةً باللهجة المغربية التي أجد صعوبة في إتقانها. كذلك أتمنى غناء اللون الهندي.• عندما نشاهدك، نتذكر والدك المطرب القدير الراحل يوسف المطرف، فماذا يشكل لك هذا الأمر؟- لاشك أنه يشكل عبئاً كبيراً على عاتقي. ففي البدايات كان البعض يقارن بيني وبين والدي «رحمه الله»، إذ كان اسمه سلاحا ذا حدين بالنسبة لي، فمن جهة، يساعدني في سطوع اسمي، لكنه من جهة أخرى يحتّم عليّ البدء من حيث انتهى مشواره الفني. • أول أغنية قدمتها للجمهور كانت بعنوان «من لهيب الشوق» وكانت أساساً لوالدك، أليس كذلك؟- هذا صحيح، فقد سجلها والدي قبل رحيله، وقبل أن يضع لمساته الأخيرة توفي ولم يتغن بها، ثم قدمتها بصوتي، وكانت أول أغنية استهل بها مشواري.• لا يزال مطرف حذر جداً ويتأنى في تقديم الجديد لفترات متباعدة، فإلى ماذا نعزو هذا الأمر؟- غالباً ما تكون الاختيارات صعبةً، لناحية اللحن والكلمات، وهناك أغانٍ أقوم باختيارها ثم يتم تأجيلها. لكني لا أختار سوى الأشياء التي أحبها من كل قلبي، لذا قد أتأخر قليلاً في طرح الأغاني من باب الدقة في الاختيار. • من هم الشعراء والملحنين الذين تشعر بالراحة في التعاون معهم؟- من الشعراء، هناك سعد المسلم وسعود البابطين ورحاب، والقائمة طويلة. أما الملحنون فإن أكثرهم من الكويت، وأخص بالذكر الملحن مشعل العروج، وأتمنى أن يكون هناك تعاون مع ملحنين جدد من خارج الكويت. • لمَ لا تلحن لنفسك، بحكم أنه لديك موهبة التلحين؟-هناك أعمال لحنتها واحتفظت بها لنفسي، لأنها تلائم الأجواء التي أحبها في الغناء، وستكون ضمن الألبوم المقبل، الذي أعمل على تسجيله حالياً، بالإضافة إلى أغانٍ وقّعها ملحنون آخرون. • نود أن نتعرف على سر المحبة الكبيرة من جانب الفنانين الكبار والرواد، من طراز شادي الخليج ونبيل شعيل وعبدالكريم عبدالقادر، لمطرف المطرف؟ - بصراحة، لا أعلم، لكنها حتماً نعمة من نعم الله الوفيرة، وشرف كبير أن أحظى بكل هذه المحبة والتقدير من رموز الفن الكويتي.