أكد نائب المدير العام في وزارة الخارجية الألمانية لشؤون الأمم المتحدة ومكافحة الارهاب اندرياس كوني، أن الكويت هي المحطة الأولى له من ضمن عشر دول أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، مشيراً إلى أنه يزورها لأنها شريك قوي جدا سياسيا واقتصاديا مع ألمانيا، ولافتاً إلى أنه من خلال لقاءاته مع المسؤولين في الخارجية الكويتية وجد الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك والتشابه الكبير في الرؤى الخارجية بين البلدين.وأعرب كوني، خلال مؤتمر صحافي عقده بمشاركة السفير الألماني لدى البلاد كارلفريد برغنير، عن سعادته للعمل المشترك مع الكويت في مجلس الأمن التي كان لها دور كبير ومميز ويحتذى به خلال العام الماضي في التنسيق بين الدول الأعضاء. وأضاف «نحن ننوي أن نعمل عن قرب مع الكويت فور تسلمنا لمقعدنا غير الدائم في مجلس الأمن العام المقبل، حيث اننا نعتقد أن مجلس الأمن باستطاعته عمل الكثير والمزيد مما يقوم به حاليا لمنع حدوث الأزمات ومنع تطورها لصراعات ومنع الأسباب التي تطيل أمد الصراعات، بالاضافة للعمل على التعاون في جميع القضايا التي تهم البشرية وعلى رأسها مشكلة التغير المناخي التي تعاني منها الكثير من الدول في العالم، وأيضا قضية الصحة العالمية وانتشار الأوبئة والتعدي على حقوق الانسان الذي يؤدي لصراعات تؤثر سلبا على عملية السلام في العالم».وفي شأن تعاون ألمانيا مع دول المنطقة في مجال مكافحة الارهاب، قال «هناك تعاون وثيق بين ألمانيا ودول المنطقة في هذا المجال، وخصوصا مع الكويت فتعاوننا معها مثالي، وأنا هنا لتعزيز هذا التعاون ولفتح آفاق جديدة له من خلال عضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن، فنحن ودول العالم العربي نتشارك هذا الخطر المحدق بنا، ومنه عودة المقاتلين من صفوف الارهابيين إلى دولهم، كما نتشارك في عملية وقف الدعم المالي لهذه التنظيمات ونحن نتعاون جميعا في شأن هذه القضايا ليس بطرق ثنائية فقط، بل عبر مجلس الأمن وعبر دول مجموعة السبع ومجموعة العشرين، بالاضافة لمشاركتنا من خلال التحالف العالمي ضد الارهاب».وعن رؤيته لدور الكويت في العمل على وقف تمويل الجماعات الارهابية، قال: «أشيد بالدور المميز الذي تلعبه الكويت في محاربة الارهاب وتجفيف منابعه ومحاربة تمويله، ولقد قابلت زملائي في الخارجية الكويتية وتناقشنا في موضوع زيادة معدلات الشفافية في التعامل مع شتى القضايا، وتعاوننا مع الكويت وثيق جداً ومثالي حيث نتبادل الكثير من دون اي التزام قانوني بين البلدين، حيث اننا نعلم جيدا مدى خطورة الارهاب على بلدينا والمنطقة ونحن راضون جدا و سعداء بمدى تعاوننا مع الكويت». وبما يتعلق في الاصلاحات اللازمة لتحسين أداء مجلس الأمن، قال كوني «اصلاح مجلس الامن هي قضية كانت وما زالت ألمانيا تطالب بها وتتبناها لعشرات السنوات، ولكن في الحقيقة انها عملية معقدة وتحتاج إلى أصوات ثلثي أعضاء الجمعية العمومية والحصول على هذا العدد من 193 دولة ليس سهلاً، وهذه العملية تستغرق وقتاً، وهي تبحث في الجمعية العمومية وليس في مجلس الأمن، ولكننا سندفع بقوة أن يحاط مجلس الأمن بهذه الاصلاحات المقترحة من قبل الجمعية العمومية وهذا يحتاج لعمل ديبلوماسي كبير لنتحدث مباشرة مع جميع الدول الاعضاء التي لدينا علاقات سياسية معها، وسنعمل على جعل مجلس الأمن أكثر انفتاحا».وفي شأن محادثاته مع الخارجية الكويتية، وعما اذا تطرق لموضوع سورية واللاجئين، أجاب «نعم ناقشنا الوضع في سورية، وهو مهم جدا وله أولوية في الحكومة الألمانية، حيث لدينا أكثر من 500 ألف لاجئ، والكويت وألمانيا من كبار الدول المانحة بغية التخفيف من آلام المتضررين من الصراعات والحروب، وغالبا ما نهتم بالوضع الانساني في سورية، وما يهمنا التخفيف من معاناة الناس واحتياجاتهم بغض النظر عمن يتولى الحكم الآن أو في المستقبل، ولذلك سنستغل فترة العام الذي سيجمعنا مع الكويت في مجلس الأمن لتعزيز التعاون المشترك».وفي رده على سؤال عما اذا كان لدى بلاده أي أرقام بشأن عدد المقاتلين العائدين من مناطق الصراع في سورية والعراق، قال: «لدينا أعداد المواطنين الألمان الذين ذهبوا لما يسمونه بالجهاد في سورية والعراق، وعدد العائدين منهم وعدد من قتل منهم خلال العمليات هناك، وقد تشاركنا مع الكويت بأعداد المقاتلين الألمان العائدين لألمانيا وهم بحدود 1800، ونحن تعاملنا معهم كل حسب نوعية عودته... فبعضهم تم سجنه وبعضهم قد عاد عبر تركيا، حيث إن سياسة مكافحة الارهاب لها ركنان أساسيان، الاول هو القبض على الارهابيين وملاحقتهم قضائيا والكشف عن هوية كل من قام بأعمال ارهابية ضد الانسانية، والثاني الوقاية والتصدي لتطور الارهاب ووضعنا في الاعتبار النساء والأطفال كزوجات وابناء للارهابيين لاعادة تأهيلهم، بحيث نضمن عدم عودتهم إلى الفكر الارهابي مرة أخرى من خلال العديد من البرامج المخصصة التي تؤهلهم للاندماج مرة اخرى في المجتمع الالماني». وأشار المسؤول الألماني إلى رؤية بلاده لمستقبل الاتفاق النووي مع ايران بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، فقال «نحن على قناعة تامة بضرورة استمرار الاتفاق النووي مع ايران كخيار أفضل للأمن القومي، حيث إن هذا الاتفاق يعتبر انجازا أساسيا للمجتمع الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية».
على الهامش
إرهاب نفسي بغطاء إسلاميتحدث نائب المدير العام في الخارجية الألمانية لشؤون الأمم المتحدة ومكافحة الارهاب اندرياس كوني، عن وصف ألمانيا للجماعات التي تنفذ عمليات إرهابية، وما إذا كانت تصنفها على أنها إرهابية أم إرهابية - إسلامية، فقال «كان آخر عمل إرهابي في برلين نهاية العام 2016 ومن قام به لم يقدم نفسه على انه أحد اتباع الدولة الاسلامية (داعش)، وبفضل جهود الاستخبارات الألمانية والتعاون الوثيق مع المجتمع الدولي، كنا محظوظين بمنع العديد من العمليات الارهابية ضد ألمانيا آخرها في فبراير الماضي، والخطورة تكمن في أن نطلق على مثل هذه العمليات عمليات ارهابية - إسلامية فقد كشفت الدراسات ان 2 في المئة فقط كانت دوافعهم دينية، و60 في المئة ممن يتجهون للقيام بالعمليات الارهابية كانوا يكرهون مدرسيهم على سبيل المثال، فالدين مجرد غطاء يخفي دوافعهم النفسية».ألمانيا ومؤتمر العائدين من القتالرداً على سؤال بشأن المؤتمر المزمع اقامته في الكويت بخصوص عودة المقاتلين في صفوف الجماعات الارهابية في مناطق الصراع في العراق وسورية، وامكانية مشاركة ألمانيا فيه، قال السفير الالماني كارلفريد برغنير «نحن على علم بهذا المؤتمر وعلى اتصال مع الحكومة الالمانية، للحصول على تأكيد مشاركتنا بمجموعة من الخبراء الالمان المتخصصين في مجال مكافحة الارهاب، ونحن بانتظار تحديد موعد هذا المؤتمر».