وسط أجواء مبهجة، أحيا أسطورة الغناء العالمي هيربي هانكوك، أول من أمس، حفله الأول في الكويت، على مسرح الشيخ جابر العلي في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. شهد الحفل، حضور حشد جماهيري غفير، حيث عجت القاعة بالمئات من محبي فن الجاز، الذين تسمروا على مقاعدهم طوال فترة الحفل، فضلاً عن حضور سفير الولايات المتحدة لدى الكويت لورانس سيلفرمان، إلى جانب كوكبة كبيرة من أبناء الجاليات الأميركية والأوروبية. في مستهل الحفل، أثنى السفير الأميركي لورانس سيلفرمان على ما يقدمه مركز الشيخ جابر الثقافي من فنون مختلفة حول العالم، مؤكداً أن المركز أضحى صرحاً ثقافياً كبيراً، الأمر الذي وضع الكويت على الخارطة الثقافية العالمية، متطرقاً إلى نجم الأمسية أسطورة الغناء العالمي هيربي هانكوك، الذي قال إنه يمتلك سيرة ثرية من الإنجازات. واستعرض السفير الأميركي تاريخ هانكوك منذ أن كان طفلاً، مروراً بمرحلة صباه، حيث سجل أول ألبوم له حين كان شاباً يافعاً في الثانية والعشرين من عمره، ومع تواصل مشواره الموسيقي الحافل في عامه 30 أصبح رائداً في موسيقي الجاز. وأوضح سيلفرمان أن هانكوك حاز العديد من الجوائز وسجل الكثير من البرامج التلفزيونية، مشدداً على أن شهرته اجتازت الحدود الموسيقية، كما أنه اكتشف أصواتاً موسيقية جديدة، وأدخل التكنولوجيا في عزفه. وألمح إلى أن أسطورة الغناء الأميركي كان يدعم التعليم في بلاده ويحب التدريس، ويهوى التعلم بشغف كبير حتى من تلامذته، عطفاً على أعماله الخيرية والإنسانية، وعلى إثر ذلك، تم تعيينه سفيراً فخرياً للنوايا الحسنة في اليونيسكو.بعدها، أطل أسطورة الغناء العالمي هيربي هانكوك على جمهور مركز الشيخ جابر الثقافي، حيث أشعل حماستهم منذ الاستهلال. وقدم هانكوك أغاني متنوعة من ألبوماته القديمة والحديثة، على غرارWatermelon man و Actual Proof وA Song for You وYou Bet Your Love، وغيرها من الأغاني التي يحفظها عشاقه عن ظهر قلب. كما تنوعت الموسيقى والإيقاعات بين الكلاسيكية الهادئة والسريعة الصاخبة. في غضون ذلك، عبّر هيربي هانكوك عن سعادته الغامرة لتواجده للمرة الأولى في الكويت، مشيداً بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي وبالشعب الكويتي المتذوق للفن، وفقاً لتعبيره. وتميز حديث هانكوك مع الجمهور الكويتي بحس فكاهي ومرح للغاية، حيث تجاوب معه الحضور، وتفاعل كثيراً مع أغانيه. ثم قام هانكوك بالتعريف عن أعضاء فرقته كل على حدة، كاشفاً عن إنجازات كل واحد منهم، وهم عازف الكيبورد تيرنس مارتن، عازف الطبول تريفور لورنس جونيور، عازف باص ماركوس ميلر، وعازف الغيتار ليونل لوكي.وتألق هانكوك وفرقته عزفاً وغناءً بمقطوعات من فنون الجاز من أبرز أعماله الشهيرة، كما أشعل أعضاء الفرقة المسرح، بتفاعلهم مع الموسيقى وإيقاعاتها، وأبدع كل عازف على آلته في تقديم خبراته وقدراته ومهاراته في العزف الجماعي والمنفرد، ليكون تفاعل الجمهور في تصاعد مستمر، خصوصاً مع التقنيات المختلفة التي استخدمت في العزف.  يُذكر أن إنجازات هانكوك لم تقتصر على المجال الفني وحسب، بل حقق أيضاً مسيرة زاخرة خارج نطاق المسرح والموسيقى. فقد عُين في منصب الرئيس الإبداعي للجاز في «أوركسترا لوس أنجليس الفيلهارموني»، كما يشغل منصب رئيس مؤسسة «The lonious Monk Institute of Jazz»، وهي المنظمة الدولية الأبرز لتطوير أداء الجاز والتعليم في جميع أنحاء العالم. وقد أسس هانكوك اللجنة الدولية للفنانين من أجل السلام، ونال وسام «قائد الفنون والآداب» من قبل رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون. والآن، هانكوك في العقد الخامس من مسيرته المهنية، لا يزال كما هو، في طليعة الثقافة والتكنولوجيا والأعمال التجارية والموسيقية على مستوى العالم. وعلى الرغم من أن المرء قد لا يتمكن من التنبؤ بمحطاته المقبلة، يبقى من المؤكد أن هيربي هانكوك سيترك بصمته المبدعة والفريدة أينما حل وحيثما ارتحل.