عندما قرأت خبر استقالة وكيل التربية وتقاعد وكيلة التعليم العام، تبادر إلى ذهني أسئلة عرضها تربوي مخضرم أحببت أن أشارككم بها:أيهما أكثر تأثيرا على الطلبة: التكييف أم جودة التعليم ومخرجاته وبيئة المدرسة والمناهج وكفاءة المعلم؟أيهما نحن أحوج إلى: محاسبة المسؤولين عن ملف تزوير الشهادات وعدم اعتماد الشهادات? تغيير المناهج بما لا يتلاءم مع قدرات الطلبة? عدم تقييم المعلم والإدارة المدرسية والتوجيه، أم متابعة ملفات المخالفات الإدارية والقصور الإداري؟أيهما أولى: صناعة جيل أم إعاقة جيل؟يبدو لي أن صديقنا التربوي المخضرم قد شعر بالإحباط وأردف: «يا اخي شوف شنو يكتبون بوسائل التواصل الاجتماعي... شوف مستوى تحصيل طلبتنا خريجي الثانوية»؟هنا تذكرت ما قالوا في الأثر: «كاد الأمل أن ينفذ!»، ورد الصالحون: «أوشك الفرج أن يأتي»... وأنظر لقوله تعالى: «وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا».هل ما نعانيه محصورا في التربية كمؤسسة إنيط بها مهمتي التعليم والتربية، أم ان القضية تتجاوز حدود وزارة التربية ومناطقها التعليمية ومدارسها ووزارة التعليم العالي والمؤسسات التابعة لها؟أعتقد أننا بحاجة إلى الإدارة التربوية كنهج ليس فقط داخل حدود المؤسسات التربوية، بل نحتاج لها في كل مؤسسة وفي كل بيت وفي الشارع وفي السوق وفي كل زاوية من زوايا المجتمع، حيث تلتقي الجموع مع مسؤولين عن إدارة شؤون العباد والبلاد.طبعا الأولوية تذهب إلى إيجاد إدارة تربوية سليمة بعيدا عن «مقالنا ومقالكم»، فالبعض - مع الأسف - أطلق العنان لعرض مقاله وفق أهوائه والشواهد كثيرة من ظلم وبهتان قد طال كثيرا من الأبرياء خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي.ومن ثم نحتاج إلى إدارة تربوية تهذب وتضع قوة القانون والنظم الإدارية والأخلاقية في وجه كل من يتعدى على الثوابت من قيم ومعتقدات وأخلاق جبل عليها المجتمع الكويتي، ووجه كل من تسوّل له نفسه في إطلاق الإشاعات... إنها في مجملها عملية تربوية لم نحسن إدارتها في شتى نواحي الحياة.كنت قد أشرت - في ما سبق من مقالات - إلى ضرورة توفير مناخ عمل يحقق الصالح العام عبر تدقيق داخلي وخارجي لو كان قد عمل به لما وقعت مشكلة الاستعدادات للعام الدراسي? الشهادات المزورة? والقضايا الاخرى من تجاوزات الحيازات الزراعية والحيوانية? المشاريع? ضيافة الداخلية والصحة والتجارة... إلخ!عندما تجد أن الفساد الإداري قد غطّى معظم المؤسسات، وتفشى في وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا يعني أننا بعيدين كل البعد عن «الإدارة التربوية»، وهي من البداية تنطلق من صناعة الجيل «الإدارة التربوية ـ وزارة التربية».نعلم أن الخطأ وارد - وكما قيل - بأن من يعمل يخطئ لكن في المقابل القيادي المؤثر من مستوى وزير ووكيل ومن هم في مستواهم هم من يحددوا الرؤية للمؤسسات التابعة لهم، ويتحققوا من تنفيذ الإستراتيجيات الخاصة بها عن طريق فرق عمل تتبعهم وترفع تقاريرها التقييمية للقيادي (تدقيق) وهو الذي لم نلاحظه مفعلا مع الأسف.الزبدة:معلش... لعله خير.أتمنى أن نبدأ بإعادة تقييم مفهوم الإدارة التربوية من المدرسة? المنطقة التعليمية... مرورا بإدارة ملف المناهج وجودتها وتقييم عادل لمستوى أداء المعلمين والإدارة المدرسية والتوجيه.إذا بدأنا منها فنحن حينئذ نكون قد وضعنا اللبنة الأولى لصناعة جيل متعلم متربي، بإمكانه تتجاوز كل المشاكل التي نعاني منها في وقتنا الحاضر.وفي المقابل? نريد ضخ دماء جديدة من قيادات تعي أهمية المعايير والدراسات العلمية، وتحترم القوانين والنظم واللوائح المنظمة للعمل.إن كنا سنظل نتابع «مقالنا ومقالكم» ونترك مفهوم «الإدارة التربوية» فلن نبدي نفعا للجيل الحاضر وستبقى التغييرات بالأسماء والنصوص التي تحركها النفوس: عسى وصلت الرسالة؟... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
الإدارة التربوية... «مقالنا ومقالكم»!
04:48 ص