لو قرر مسؤولك رفع راتبك 250 في المئة فلا شك أنك ستشعر بالفرح ولن تتوقف عن مدح ذلك المسؤول!ارتفاع أسعار النفط من أصل 30 دولاراً للبرميل إلى ما يقارب 84 دولاراً، أمر مفرح بلا شك وهو من نعمة الله تعالى علينا لاسيما بعد أن عانينا من العجز في الموازنة لسنوات عدة واقترضنا من الخارج لسد العجز!ولكن لابد أن نعلم بأن أسعار النفط الحالية، تمثل السعر العادل للنفط وأن الانخفاضات السابقة للأسعار هي الاستثناء من ذلك، والتي تسببت بها عوامل كثيرة لا مجال لذكرها!لكن لاشك بأن ذلك لا يعجب كثيراً من الناس وأن البعض يريد الهيمنة على كل شيء وشعاره: اذا لم أشبع فليظل غيري جائعاً، وهذا ما نتوقعه من إيران التي تشعر بأن ارتفاع أسعار النفط هو نتيجة للحصار الاقتصادي عليها، وأن ما تقوم به دول الخليج هو مؤامرة عليها من أجل إسقاط نظامها وتجويع شعبها، ويجب ألّا نستبعد ردات فعلها السلبية، التي قد تأخذ أشكالاً شتى من العنف ومحاولة تخريب الأوضاع في بلدان الخليج!قد يقول قائل: ولكن ماذا نفعل ونحن نعلم بأن إيران هي سبب التأزيم الحاصل في العالم كله وليس في الخليج وحده، ولماذا لا تمتثل إيران للقرارات الدولية وتتوقف عن التدخل في شؤون جيرانها؟!نحن نعتقد بأن النظام الإيراني - الذي تأسس على عقيدة تصدير الثورة - قد تمرس على ممارسة العنف والبطش ضد خصومه، وان الحل هو في زوال هذا النظام وتخليص الناس من شرّه!الظلم هو سبب السقوطهنالك مشكلة كبيرة في التصدي للنظام الإيراني تتمثل في الرئيس الاميركي ترامب، الذي لا يكف عن الاستهزاء بدول الخليج وبيان فضل الأميركان عليهم، ومنها تصريحه الأخير بأن السعودية لا يمكنها ان تصمد أسبوعين من دون الدعم الأميركي لها، وقد رد عليه الأمير محمد بن سلمان ردا ديبلوماسيا بقوله إن السعودية تدفع ثمن السلاح الذي تشتريه ولا تحصل عليه بالمجان، وهذا كلام حق ولكن لابد من الصبر على إعوجاج ذلك الرئيس المتكبر وعدم التصادم معه، فقد جربنا رؤساء غيره وشاهدنا مدى تلاعبهم بالملف الايراني وعدم جديتهم في التصدي للاطماع الايرانية!نحن متأكدون بأن النظام الايراني سيسقط حتما بإذن الله تعالى، ليس بسبب العقوبات عليه ولكن بسبب الظلم والسطو المسلح الذي يمارسه على جيرانه وتدخله في شؤون دول العالم العربي والاسلامي، ولاشك أن رفع الدول الكبرى دعمها عنه وتركه لمصيره سيعجل في سقوطه، فالشعب الايراني ناقم على ذلك النظام.المهم هو أن نبحث في طرق الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط، ولا نعمل على تبديد تلك الثروة الناضبة في سرقات وعبث!
مقالات
نسمات
السؤال هو: متى ستسقط إيران؟!
01:29 ص