«في البداية قتلوا أبي: ذكريات فتاة من الخمير الحمر».هو عنوانٌ لفيلم للمخرجة والممثلة الأميركية أنجيلينا جولي، عرضه - أول من أمس - فريق عمل «ستوديو الأربعاء» بالتعاون مع نادي الكويت للسينما وبرعاية من رابطة الاجتماعيين الكويتيين. قدم الفيلم المهندس سعيد المحاميد، ثم قام رئيس مجلس إدارة رابطة الاجتماعيين الكويتية عبدالله الروضان بإلقاء كلمة ترحيبية بالحضور، معبراً فيها عن سعادته البالغة بعرض الفيلم.ينتمي الفيلم إلى أعمال السير الذاتية، الذي ألفته الناشطة الحقوقية الكمبودية لونج أونج وأخرجته الممثلة أنجيلينا جولي، لتروي لجمهور الشاشة الكبيرة ما حدث في كمبوديا من صراعات في سبعينيات القرن الماضي على يد حزب «الخمير الحمر»، والذي تولى أمر البلاد بعد الاضطرابات التي حدثت في حرب فيتنام وخروج أميركا من كمبوديا. الجميل في قصة الفيلم أنها رويت بعين طفلة، ولم يتم التركيز على الحرب بقدر التركيز على الأثر الاجتماعي لهذه الأسرة، التي تعكس بدورها صورة لآلاف الأسر، التي عانت تحت ويلات هذه الفترة الدامية في كمبوديا، وراح ضحيتها أكثر من مليوني شخص.وقد تعرض الفيلم لحزب الخمير الحمر «المتمردين الشيوعيين»، الذين ظن الشعب الكمبودي أنهم الخلاص لما يعانونه، لكنهم وجدوا الشدة والعنف والرهبة وفقد أعز ما يملكون، بعد أن تحولت حياتهم إلى جحيم لا خلاص منه.يعد الفيلم من أهم الأعمال التي جرى تصويرها في كمبوديا على الإطلاق، وقد اعتمدت فيه المخرجة على المواهب الكمبودية، واستعانت بالطفلة ساريوم سري موش (بطلة الفيلم) لتقوم بهذا الدور من دون أدنى خبرة سابقة في التمثيل، إضافة إلى استعانتها بابنها المتبنى منذ العام 2002 مادوكس، المولود في كمبوديا، والذي يشارك هو الآخر في بطولة الفيلم. ولخلق صورة مناسبة للحرب، أصرّت المخرجة على مشاركة ممثلين كمبوديين فقط، في حين استخدمت لغة الخمير الحمر كلغة أساسية في الفيلم. تضمن العمل مشاهد تسجيلية للرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، يعلن فيها أن الأميركيين يحترمون حياد الكمبوديين في حربهم مع فيتنام رغم مشاهد القصف التي منيت بها كمبوديا، بسبب هذه الحرب التي لا ناقة لها فيها ولا جمل، ومن ثم ظهر الخمير الحمر رافعين شعارات استعادة كمبوديا من الجنرال «لون نول» المدعوم من أميركا. وعندما قرر الأميركيون النزوح عن كمبوديا، اصطدم الفريقان الكمبوديان وهما الجيش المدعوم من الجنرال لون نو، والجيش التابع للخمير الحمر، وانتهى بسيطرة الخمير الحمر على البلاد، ولكنهم لم يكونوا خلاصاً للشعب الكمبودي، بل كانوا أشد تنكيلاً وقسوة به.