لديّ الكثير من الطموح والآمال - كغيري من المواطنين - في أن تكون جامعة الكويت مؤسسة أكاديمية متكاملة الأركان، ليس فقط في سياق تخريج دفعات تلو الدفعات من الطلبة في مختلف المجالات، ومن ثم تركهم من دون تدريب أو رعاية لمواجهة سوق العمل. فما نتطلع إليه أن يظل هذا الصرح التعليمي المهم أكثر شموخا وتميّزا، من خلال ما يمتلكه من إمكانات علمية وثقافية، ربما لا تتوافر في أيِّ من مؤسسات الدولة الأخرى، بسبب طبيعته الأكاديمية المتخصصة، واحتوائه على هيئة تدريس نراها من العقول التي نتفاخر بها، ونحرص على أن يترك لها المجال كي تقدم ما لديها من معرفة وثقافة وعلم، وذلك من خلال الدعم والمساندة، وكذلك التشجيع.فما أود أن أقوله ان دور جامعة الكويت، ليس بدور واحد يقف عند حد تخريج الدفعات الحاصلين على شهادات عليا أو ماجستير أو دكتوراه، ولكنه دور أراه أكثر من ذلك بكثير، فهو دور تفاعلي ونشط في مجالات ثقافية وتدريبية وتعليمية ومعرفية وحتى إرشادية، تفيد المجتمع في كل مجالاته.فأول هذه الأدوار هي عدم ترك الخريج يواجه سوق العمل من دون تدريبات متخصصة، تقوم بها الجهات المعنية في الجامعة - كل في مجاله - الهندسة والتعليم والمحاسبة وإدارة الأعمال والمحاماة وغيرها، فليس الطبيب وحده بحاجة إلى تدريب قبل الدخول إلى سوق العمل، ولكن كل الوظائف والتخصصات بحاجة إلى فترة تدريب، من أجل التجهيز والاستعداد لمواجهة سوق العمل بخبرة ولو لمدة شهر مثلا.فيما يظل الدور التثقيفي غائبا عن حسابات جامعة الكويت، وهو دور أرى أن الجامعة قادرة على تأديته على أكمل وجه، من خلال تنظيم محاضرات وندوات توعوية تدعو إليها المواطنين كافة، ويتم فيها طرح الكثير من القضايا التي تهم المجتمع، من خلال محاضرين من أساتذة الجامعة أولئك الذين لديهم الوعي الكافي بكل ما يتعلق بالوطن والمواطنين.كما نطمح إلى أن تتفاعل الجامعة من مختلف مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية والمجتمع المدني، من خلال الاشتراك في تنظيم المهرجانات والملتقيات التي تهم المجتمع، وهذا ما نلمسه في مختلف الجامعات في بلدان عربية أخرى، مثل تنظيم جوائز أدبية وفنية تكون فيها الجامعة هي الجهة الراعية لها، وتمنح للمتميزين، غير أن جامعتنا لم تشهد خلال الفترة الماضية أي تعاون مع تلك المؤسسات، وكأن دورها فقط في المفهوم الأكاديمي البحت.فيما ظلت جامعة الكويت بعيدة عن تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تثري الحياة الثقافية، وتحرك سكونها.فقد كنا نشهد بعض الأنشطة الأدبية والثقافية في أقسام بعض الكليات، مثل تكريم الأدباء الرواد، إلا أن ذلك متوقف منذ فترة، كما كانت هناك أمسيات ومحاضرات خارج المنهج الجامعي تقام في الجامعة، ولكنها أيضاً متوقفة.لذا فنحن نرجو من القائمين على الجامعة تفعيل دورها التوعوي والثقافي، وفق ما تتطلبه التحديات العصرية، وأن يكون لها وقفاتها المستمرة مع الشأن الثقافي في الكويت... كما أن هناك الكثير من التصورات التي سنطرحها في الأيام المقبلة، وهي تصورات نرى أن جامعة الكويت جديرة بتبنيها وذلك من أجل مصلحة وطننا الحبيب.*كاتب وأكاديمي كويتي