تلقى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مساء اتصالاً هاتفياً من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون عبر فيه عن أسف واستنكار حكومة وشعب لبنان حول ما ورد من تطاول وإساءة من قبل أحد الإعلاميين عبر إحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية، ومعبراً عن تقدير واحترام لبنان شعباً وحكومة لمواقف سموه الداعمة للبنان في كل الظروف التي مر بها، ومؤكدا في الوقت ذاته عمق الروابط الأخوية والعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين.وأعرب صاحب السمو عن خالص تقديره على هذا التواصل الأخوي وما تضمنه من مشاعر أخوية نبيلة تعكس أواصر العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين.ولليوم الثاني على التوالي، تواصلت محلياً ولبنانياً وعربياً، المواقف المنددة بالإساءة للكويت وبالافتراءات التي ساقها سالم زهران على قناة «المنار» التابعة بشأن لقاء القمة بين صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي عقد أخيراً في واشنطن.وأجمعت المواقف على إدانة تطاول زهران على الكويت، وسط تشديد على متانة العلاقات الأخوية بين لبنان والكويت.وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني عن استنكاره الشديد «لتطاول قناة (المنار) اللبنانية على سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ومحاولتها الدنيئة للإساءة إلى مكانته الرفيعة عربياً وإسلامياً ودولياً والمساس بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الكويت مع لبنان الشقيق».وقال الزياني في تصريح صحافي إن «جهود صاحب السمو الخيرة ومواقفه المشرفة تجاه مختلف قضايا المنطقة والعالم تقف شاهداً بارزاً على حكمته وقيادته الواعية».وأضاف أن «ما يحظى به سموه من تقدير عالمي رفيع أكبر من أن يمسه صوت إعلامي مسيء يسوق الافتراءات والادعاءات الباطلة ويزيف الحقائق بهدف تضليل الرأي العام وبث الفرقة بين الأشقاء العرب».وأكد الزياني أن «سمو الأمير برهن دائماً على محبته وتقديره للبنان وشعبه الكريم ومواقفه النبيلة بشأن دعم لبنان واستقراره وازدهاره، والوقوف إلى جانبه في كل الظروف والأوقات الصعبة يعرفها القاصي والداني وعلى وجه الخصوص الأشقاء اللبنانيون»، داعياً الحكومة اللبنانية إلى «اتخاذ الإجراءات القانونية الواجبة تجاه هذه الإساءة الإعلامية المرفوضة». وبعد الإدانة الإماراتية، نددت قطر بدورها بالإساءة للكويت، وعبّرت على لسان الناطقة باسم وزارة خارجيتها لولوة الخاطر عن استنكارها «لما ورد من تجاوز مرفوض في حقّ صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة على لسان أحد المحللين بإحدى القنوات العربية الفضائية». وأكدت الخاطر على «ما لسمو أمير دولة الكويت الشقيقة من مكانة وتقدير لدى جميع العرب حكاماً ومحكومين وما له من منزلةٍ متميزة لدى دولة قطر حكومةً وشعباً»، داعية «جميع الصحافيين والعاملين في المجال الاعلامي إلى التحلي بقدر أكبر من المسؤولية وإلى تحري الدقة... كما دعتهم إلى إنزال الرموز المُجمع عليها، منزلتها التي تستحقها من التقدير والاحترام».وفي بيروت، حيّت وزارة الخارجية اللبنانية «دولة الكويت الشقيقة وسمو أميرها صديق لبنان الصادق والوفي الذي يحمل لبنان في قلبه ووجدانه ولم يترك لبنان في أحلك الظروف، كما نذكر الشعب الكويتي الذي يعتبر لبنان بلده الثاني». وذكّرت الخارجية في بيان لها بوجوب «عدم التعرّض لأي دولة شقيقة كانت أم صديقة»، متمنيةً من جميع اللبنانيين «عدم التدخل في شؤون الدول التي وقفت ودعمت لبنان في أزماته، واضعين مصلحة لبنان واللبنانيين نصب أعينهم». من جهته، قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إن «دولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يمثلان كرامة لبنان واللبنانيين، وأي إساءة أو تطاول على أي دولة خليجية أو عربية من قبل بعض الموتورين هو تصرف غير مسؤول لا تتحمله الدولة اللبنانية ومؤسساتها»، مشدداً على أن «دولة الكويت هي فوق كل الأضاليل والادعاءات التي يروّج لها المفترون لتشويه دورها الرائد التوحيدي والوفاقي الذي يقوم به الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح وحكومته في المحافظة على التضامن العربي وتعزيز الوحدة والتعاون في مجلس التعاون الخليجي والتقارب بين العالمين العربي والإسلامي، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا العربي وعالمنا الإسلامي، وأي تحليلات خلاف ذلك هي افتراءات تهدف إلى التحريض والتحدي وإثارة الفتن». وأضاف: «إن دولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وقفا ويقفان إلى جانب لبنان في كل قضاياه وفي محنته ودعم اقتصاده ونهضته واحتضان شعبه في كل مجالات العمل في الكويت، وإن الصلة الوثيقة المتبادلة بين البلدين لا يمكن أن تعكر صفوها أكاذيب وتخيّلات وهمية، وسيبقى لبنان وشعبه وفيا للكويت وشعبه وقيادته، ولن يكون إلا مع أشقائه العرب فهو جزء منهم ولو كره الكارهون». وختم المفتي دريان بالقول: «إن السياسة الأخوية والحكيمة التي تنتهجها دولة الكويت في علاقاتها مع الأشقاء العرب وخصوصاً لبنان تغيظ الذين يريدون شراً بالكويت والعرب ولبنان، لأن هذه السياسة تسقط الأهداف والنزوات والأطماع التي يعمل في خدمتها بعض ضعاف النفوس». بدوره، قال رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط: «أدين الكلام غير المسؤول الذي صدر بحق دولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، صديق لبنان الكبير الذي وقف طوال عقود إلى جانبه ودعمه في الأوقات الصعبة كما في أوقات السلم. إن مواقف بعض الصبية من علوج الإعلام التي صدرت عبر إحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية لا تعكس بطبيعة الحال الموقف الوطني اللبناني الجامع الذي يكن كل التقدير للأمير ودوره العربي الجامع في ذروة الانقسامات والنزاعات». وأكد أن «العلاقات التاريخية بين لبنان والكويت على المستويين الرسمي والشعبي لن تتأثر بسياسة الأحقاد والكراهية التي يعبّر عنها صغار النفوس من رموز إعلام الممانعة الذين لا يتمتعون بالحد الأدنى من الأخلاق والمهنية والوطنية». وأضاف «إنني، إذ أجدد شجبي لهذا الكلام التحريضي الرخيص، أعبر عن تقديري العميق لسمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح متمنياً له دوام الصحة والعمل في سبيل تعزيز الصداقة اللبنانية - الكويتية المشتركة».في موازاة ذلك، قال نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح: «نشيد بموقف الأشقاء في لبنان، حكومة وبرلماناً وشعباً، على رفضهم واستنكارهم لما أبداه أحد الاعلاميين اللبنانيين من تطاول مرفوض للمحاولة بالمساس بمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، ونؤكد على متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين ورسوخها وحرص القيادتين الكويتية واللبنانية على تعزيزها».من جهته، شنّ رئيس اللجنة الخارجية البرلمانية حمد الهرشاني هجوماً عنيفاً على «المنار»، واصفاً القناة ومن يقف خلفها بـ«العصابات التي تضمر الشر لدول الخليج العربي وتسعى إلى الهيمنة عليه وعلى خيراته».وقال في تصريح صحافي إن سمو الأمير مثلٌ أعلى للإنسانية، والبشرية بأسرها تقف إكباراً لإنسانيته وحكمته وقدرته على التعامل مع مجريات الأمور، مؤكداً أن شعوب الكرة الأرضية قاطبة تتمنى أن تحظى بحاكم يمتلك حنكة وسعة أفق سمو الأمير.في السياق نفسه، قال النائب عدنان عبد الصمد: «أي إساءة لصاحب السمو الأمير إساءة للكويت نرفضها وندينها، والعلاقة الوثيقة مع لبنان أعمق من أن تتأثر بتلك الترهات».

مُقيمون لبنانيون: لم نرَ إلا كل خيرٍ من الكويت وحكومتها وشعبها الطيّب

أصدرت مجموعة من أبناء الجالية اللبنانية بياناً جاء فيه: «نستنكر نحن أبناء لبنان المقيمين في دولة الكويت ما قامت به إحدى القنوات اللبنانية من بثها لحوار مع شخص ادعى زورا وبهتانا بمعلومات كاذبة تتضمن إساءة واضحة ومباشرة لدولة الكويت وسمو أميرها الذين كانت لهم مواقف مشرفة لسنوات طويلة سواء مع لبنان كوطن أو مع اللبنانيين كمواطنين». وشددت المجموعة على أن «هذا الشخص لا يمثل الإعلام اللبناني النزيه الذي تصدّى فوراً لكل تلك الإساءات، وكان للحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بكل فئاته موقف حازم تجاه مثل تلك الاداعاءات، لا سيما أن الكويت ولبنان يجمعهما الكثير من الروابط الأخوية المشتركة، وإننا كمقيمين لبنانيين في الكويت خاصة من العاملين في حقلي الاعلام والإعلان، لم نرَ إلا كل خير وتقدير واحترام من الكويت كدولة وقيادتها السياسية وحكومتها الرشيدة وشعبها الطيب والمحب للبنان وأهله، متمنين ألا تؤثر مثل تلك التصرفات المشينة على حجم المحبة والتقدير المتبادل بين الشعبين والحكومتين والبلدين».