لاحظت منذ فترة بروز لغة وكأنها تشكك في معشر «المتحلطمين» ممن يصفهم البعض بأنهم يثيرون الطاقة السلبية بين العامة من الناس.أولا?ً دعونا نقرأ قوله تعالى في محكمة تنزيله «أفمن كان مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم»... فقول «مكبا على وجهه» فسرت بأنه الفرد الذي لا يبصر ما بين يديه وما عن يمينه وشماله? و«صراط مستقيم» مقصود منه طريق لا إعوجاج فيه.أحبتنا يفسرون بعلم أو من دون وعي حسب نظريات مستقاة من علوم ونظريات نفسية كالطاقة الإيجابية والطاقة السلبية وبعض علماء النفس يعالجون بها? ونحن هنا نتحدث عن الطاقة السلبية التي تنتج من «عسر مزاجي»: كيف؟الكفاءات وأصحاب الخبرة ممن تسلحوا بقيم أخلاقية وحوكمة إدارية وشخصياتهم محصنة بسلوكيات حسنة تحيط جوانبها النزاهة وحسن السيرة في الغالب ينقلون معاناتهم مما يتابعونه من فرط زائد في عدم اللامبالة بوضع إداري مترهل للغاية أصاب التعليم والصحة في مقتل وهو ما ولد قناعة لدى البعض بأن تجاهل ما ينشر من صور الفساد أوصلهم لحالة «العسر المزاجي»، وعليه فهم لا يجدون سوى الديوانيات أو الملتقيات أو وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفضهم للتيه القيادي الذي نعيش صوره بوضوح.صحيح أن هناك كثيراً ما ينشر غير صحيح وفيه بعض الأحيان تشكيك بحقيقة الوضع ولربما بلغ الحال بالبعض لقصور في مستوى الثقافة أن يسيقوا التهم للأبرياء، وينعتوا كل محب مخلص للوطن بأنه يبث «الطاقة السلبية».قلت لمجموعة: «إن الوضع طيب للغاية... فنحن في بلد طيب فيه من الأيادي الخيرة والخبرات الطيبة العدد الكبير الذي نستطيع من خلاله أن نجعل من الكويت نموذجاً متطوراً على كل المستويات... لكن مشكلتنا في عدم استغلال الخبرات (الأخيار) وتركنا قيادة مؤسساتنا لأحبة لنا ممن لا رشد ولا خبرة ولا أخلاق لديهم بل البعض منهم يحكم على ظاهر تعابير الوجه وينتقي فريق عمله حسب (الكيمياء الشخصية)».إذا نحن نحدث أصحاب قرار لا يبصرون ما ينشر ولا يستبوعبوا الدروس عن يمينهم وشمالهم وأعني من نافذة إدارية صرفة.الزبدة:في المقالات نعمل وفق منهج النقد المباح ونضع «الولاء الوطني» نصب أعيننا والمسطرة المستقيمة، لا تتعدى جوانب إدارية... فالفساد الإداري محصلة لعدم الالتزام بالنظم الإدارية وأسس التفكير الإستراتيجي.حاول أن تسأل أي قيادي: «ماذا ترى وضع المؤسسة التي تقودها بعد عشرة أعوام»؟أجزم بأن الغالبية لا تستطيع الرد وإن وجد الرد فإنه مشروط؟مشروط بالـ«العسر المزاجي»الذي يحدث في الغالب عندما تتدخل أطراف خارجية مؤثرة في طريقة عمل القيادي الصالح أو ينتهي الحال به عبر إزاحة أو«تطيير»!القصد من المقال محصور في رغبة منا بإيصال رسالة لكل من يصف معشر «المتحلطمين الصالحين» بأنهم يثيرون الطاقة السلبية.إنهم أكثر إيجابية... إنهم يبحثون عن العمل وفق رؤية مستقبلية سليمة تدفع إلى إحداث نقلة نوعية لكل شؤون الحياة ومنها التعليم? الصحة? إدارة المشاريع التنموية والموارد الطبيعية والبشرية.إنهم الكفاءات المنسية «الأخيار» ونتمنى من المولى عز شأنه أن نجدهم في مقدمة الصفوف في القريب العاجل... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
الطاقة السلبية... و«العسر المزاجي»!
06:30 ص