التدريب على القيم الإنسانية يلزمه صبر وخطوات مدروسة تصدر عن المربي لتحقيق نتائج إيجابية وتنعكس على الطفل طيلة مسار حياته، ومن هذه القيم التسامح بوصفه جانبا من جوانب تنمية التفكير الإبداعي لدى الأبناء، وهي طريقة لمساعدة الصغير على حل مواقف الخلاف والصراع، ويتناول الجوانب الإيجابية في الشخصية الإنسانية، وتعتبر مرحلة الطفولة المُبكرة المحطة الأولى لبناء الضمير الإنساني والقيم الفاضلة، علما ان المراحل التي تليها هي عبارة عن تعزيز وتكثيف للمحطة الأولى، والوالدان يُشكلان الدور الأساسي في زراعة البذرة الأولى للأخلاق الطيبة ليتعلم الطفل التسامح مع الآخرين منذ الصغر، فالاختصاصيون النفسيون ينصحون اولياء الأمور باتباع مجموعة من الخطوات التي تساعد على تعزيز قيمة التسامح مع الآخرين في نفس الطفل منها: 1 - قبل البدء بتعليم الطفل قيمة التسامح على الوالدين ان يكونا له القُدوة والمثال، ومن الطبيعي أن يكون الوالدان أو الأخوة مثالا يحتذى به للطفل فيقوم بتقليدهما لتواجده الدائم معهما في المنزل فكن قُدوة لأبنائك واصفح  عمن تتخاصم معه. 2 - عزز فيه قيمة التسامح وتعليمه الحُب والمُبادرة بالصفح.3 - اجعل من نفسك حمامة سلام تُربي أطفالها على قيم الود والحب وتُعزز في داخلهم الأخلاق الحسنة. 4 - لا تلزم طفلك بالتسامح بعد شجاره مع صديقه فقد يكون حينها مشحونا ومُنفعلا ويحملُ في قلبه الغضب الكثير من الطرف الآخر، علما بأن إلزامك له على التسامح يُقلل من شأنه ويُهينه أمام الآخرين. 5 - يرغبُ الأطفال دائما في كسب رضى آبائهم وأمهاتهم، ولابُد أن يستغل هذا السلوك عن طريق الثواب وليس العقاب، فعليك بإثابة طفلك فورا عندما يعفو أو يُسامح أحد اخوته أو أصدقائه وعبر له عن تقديرك واعجابك بتصرفه. 6 - لا يخلو بيت فيه أطفال من حدوث بعض المشكلات في ما بينهم، فلا تقوم فورا بالتدخل السريع للحل، بل تابع من بعيد ما يحدث لتلاحظ كيف يحل الأطفال مشاكلهم بينهم ومدى قدرتهم على استيعاب بعضهم بعضا.7 - إذا استنصر بك أحد أطفالك في مُشاجرة ما، فلا ينبغي أن تنصره إلا إذا كان مظلوما. 8 - لا تعاقب طفلك عندما يواجهك بقول: «لقد ظلمتني» واستقبل هذه الكلمات برحابة صدر، وبين له أنك لا تفعل ذلك بل أنك تقوم بالتصرف السليم، ودلل على ذلك بما لديك من أدلة. 9 - إن عدم التمييز في المعاملة بين الأطفال هو من الأمور المهمة التي تخلص طفلك من الضغينة والحقد. 10 - إذا أردت أن تُصادق طفلك فلابُد أن تعرف أن فمه أكثر يقظة من عقله، وأن صندوق الحلوى أفضل لديه من الكتاب الجديد، وأن الثوب المُزركش أحب إليه من القوْل المُنمق، فكن معه صديقا مُتفهما وصبورا.11 - قد تخطئ بعض الأسر في إثارة التنافس بين أبنائها من خلال إلهاب حافز الغيرة لبعث الطفل إلى مُضاعفة جهوده، فالمقارنة بين الأطفال بعضهم بعضاً يُشكل سببا في بذر الحقد والضغينة داخل قلب طفلك. 12 - تذكر دائما هذه العبارة «لا يستطيع الطفل أن يتعلم التسامح إلا إذا كان هناك شخص يُسامحه» بادر أنت أولا إلى مُسامحة طفلك ليتعلم في ما بعد مُسامحة الآخرين.13 - عود نفسك على تخصيص وقت في اليوم للحوار مع طفلك، واجعله يُنقي قلبه الصغير ويُصفيه من الأحداث السيئة التي مر بها. 14 - حين يرتكب طفلك خطأ ما، وضح له سبب غضبك ولماذا شعرت بالضيق منه، ومن ثم ضمه إلى صدرك وقبله حتى تصفو قلوبكما. الخلاصة أن على الوالدين ترسيخ في وجدان وعقل الطفل هذه الأفكار المهمة المتعلقة بالتسامح فتجعله منهج حياة، فالفرد المتسامح يكون محبوباً من كل من حوله، من أصدقائه ومعلميه وجيرانه، لأن المتسامح يكون أكثر قدرة على إقامة صداقات حميمة مع الآخرين، والحفاظ على استمراريتها، ويتيح التسامح للفرد المتسامح أن يفكر بشكل إيجابي، وأن يعايش المشاعر الإيجابية التي تشكل قوة دافعة له، وتوجه سلوكه نحو استثمار طاقاته وإمكاناته، وعدم تبديدها في ما لا طائل منه، فالفرد المتسامح يكون لديه وقت أطول لإنجاز قدراً أكبر من أهدافه عن غير المتسامح، التسامح عملية لا تتوقف وتتطلب إرادة قوية.* عضو الجمعية الكويتية للاخاء الوطني