من أرض الكنانة التي عشقتها، فاضت روح الشيخة فريحة الاحمد إلى بارئها في وقت متقدم من ليل أول من أمس في القاهرة، بعد أن كانت تقضي هناك فترة نقاهة من العلاج، حيث نعى الديوان الأميري الفقيدة عن عمر ناهز 74 عاما، وسيوارى جثمانها الثرى الساعة التاسعة من صباح اليوم في مقبرة الصليبخات.وعُرفَ عن الشيخة فريحة سماحتها وتسامحها الديني، ودورها الايجابي في تعزيز الوسطية والانفتاح على الاديان، إلى جانب دورها الانساني والتربوي ومساهمتها في تعزيز دور الاسرة من خلال ترؤسها الجمعية الكويتية للأسرة المثالية وسفيرة النوايا الحسنة، ولنادي الفتاة الرياضي. ونفذت الفقيدة العديد من الفعاليات والمشاريع الخيرية تجاه كل شرائح المجتمع واهتمامها الكبير بقضايا الأسرة وخاصة الأمهات، حيث أطلقت مسابقة الام المثالية في العام 2004 كما لاتخفى جهودها الكبيرة تجاه الشباب وسعيها للتوعية المجتمعية من المخاطر التي تحيط بهم.والشيخة فريحة هي ابنة حاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر، ولدت في قصر دسمان في 15 فبراير 1944، وتزوجت من ابن عمها الشيخ راشد الحمود الجابر الصباح، ولديها من الأبناء ريم وبيبي وحمود وأحمد. وعرف عنها حبها وشغفها بالأعمال الإنسانية والاجتماعية واهتمامها المنقطع النظير تجاه قضايا الاسرة نواة المجتمع واهتمامها أيضا. وتولت رئاسة نادي الفتاة في عام 2010 وحملت لقب «أم المعاقين» لجهودها تجاه هذه الفئة على الصعيدين المحلي والعالمي، كما حصلت على احدى جوائز «الساعون الى الخير» كشخصية نسائية خليجية رائدة في المجال الإنساني والتطوعي وتم تكريمها من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لدعمها الاعمال الخيرية والتطوعية.وحصلت الفقيدة على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في أثينا عام 2008، لدورها المتميز في المجال الإنساني والتطوعي وتم اختيارها في عام 2005 رئيسة مركز البحوث العربية الكويتية كما تم تكريمها من قبل الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في جمهورية مصر العربية وذلك لجهودها التطوعية. وفي عام 2006 أصبحت الرئيس الفخري لفرقة المسرح الكويتي. وفي عام 2007 حصلت على لقب رائدة العمل التطوعي في كوريا الجنوبية، كما حصلت على وسام الأرز الوطني في لبنان الذي يمنح للشخصيات الرائدة في العمل الخيري، وفي عام 2011 أصبحت الرئيسة الفخرية للاتحاد الكويتي لصيادي الأسماك. وبعد انتشار خبر وفاتها، تقدم العديد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين ومسؤولون بالتعازي من سمو الامير وسمو ولي العهد وأسرة آل الصباح والشعب الكويتي، مستذكرين مآثر الفقيدة وحبها لوطنها وحرصها على تماسك الأسرة الكويتية.وفي السياق ذاته، قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب «بمزيد من التسليم والرضا بقضاء الله وقدره، ننعى الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح التي انتقلت إلى جوار ربها، في ساعة متقدمة من مساء أول أمس. ونتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة، لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، ولأسرة وذوي الفقيدة، داعيا الله أن يتغمدها بواسع مغفرته ورحمته، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان».من جانبه، عبّر السفير المصري في الكويت طارق القوني عن حزنه الشديد وأبناء الجالية لوفاة الشيخة فريحة الاحمد، وقال: باسمي وبالنيابة عن أعضاء الجالية المصرية، أتقدم بخالص التعازي إلى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد وإلى سمو الشيخ نواف الأحمد وإلى الشعب الكويتي بوفاة الشيخة فريحة الأحمد، داعين العلي القدير أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جنانه وأن يلهم محبيها الصبر والسلوان. بدوره، نقل السفير الفلسطيني رامي طهبوب تعازيه الحارة وأبناء الجالية الفلسطينية في الكويت وطاقم سفارة فلسطين وباسمه والعائلة شخصياً أحر التعازي إلى سمو الأمير وإلى سمو ولي العهد وإلى الشعب الكويتي، بوفاة المغفور لها بإذن الله، داعيا الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته وأن يلهم محبيها جميل الصبر وحسن العزاء. من جانبه، نعى محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود الشيخة فريحة، وقال «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقت الكويت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة المغفور لها بإذن الله تعالى الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراها، وقد عرفت الفقيده بدورها الإنساني والاجتماعي تجاه كافة شرائح المجتمع واهتمامها بقضايا الأسرة وخاصة الأمهات حيث أطلقت مبادرة الأم المثالية في البلاد منذ سنوات، لاسيما جهودها التوعوية المجتمعية في العديد من المجالات». واضاف الحمود «رحلت أم حمود عن هذه الدنيا بجسدها لكن ذكراها العطرة كبيرة في قلوب أبناء وبنات الشعب الكويتي وفعلها الخير عظيم في نفوس الجميع وأياديها البيضاء في دعم العمل الاجتماعي والإنساني حاضرة بقوة، فحين نتحدث عن دورها الانساني والاجتماعي يعجز القلم أن يسطر بحروف من نور مآثرها الطيبة ومسيرة حياتها المليئة بالبر والإحسان والأخلاق الحسنة مع الجميع والتواضع الجم. ولايسعنا إلا أن نتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي عهده، وأسرة آل الصباح الكرام، داعين الباري جلت قدرته أن يتغمدها بواسع رحمته ورضوانه ويسكنها فسيح جناته،لله ما أعطى، ولله ما أخذ، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى».من جانبه،رثى الشيخ دعيج الخليفة الفقيدة وقال «كنت أقرب إنسان للفقيدة وكنت أعيش معها في بيت واحد، حيث عرفت الفقيدة بحبها للاعمال الانسانية وقد رافقتها في عدة سفرات منها لندن والقاهرة ودول خليجية».وأضاف الخليفة «كانت تحب الكويت كثيرا وتحمل قلادة عليها صورة سمو الامير وسمو ولي العهد، وكانت حريصة على دعم الشباب وأصحاب المشاريع الصغيرة وتحفزهم للعمل والإنتاج لخدمة الوطن».من جانبه، تقدم رئيس الجمعية الكويتية للسلامة المرورية عضو المجلس الاعلى للمرور الدكتور بدر المطر بخالص العزاء وصادق المواساة إلى سمو الأمير وسمو ولى العهد وأسرة آل الصباح الكرام، بوفاة المغفور لها بإذن الله تعالى، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيده بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته.وقال المطر إن «الشيخة فريحة نموذج حي لنساء الكويت النبيلات بعاداتهن الاجتماعية الأصيلة، وقد عرفت بدورها الإنساني والاجتماعي تجاه كل شرائح المجتمع واهتمامها بقضايا الأسرة والأمهات حين أطلقت مسابقة الأم المثالية في عام 2004». وأشار إلى دورها وجهودها الإنسانية وحرصها على بناء مجتمع كويتي راسخ في قيمه ومبادئه من خلال التركيز على دور المرأة الكويتية في كل مجالات الحياة، لاسيما مساهماتها العربية والدولية بأن تكون كافة مشاريعها امتداداً للانسانية جمعاء وانعكاسا لشخصيتها التي اتصفت بالرحمة.وتقدم رئيس شبكة إعلام المرأة العربية معتز صلاح الدين وبالنيابة عن قيادات الشبكة بخالص العزاء والمواساة الى سمو الأمير وسمو ولي العهد، والى اسرة الفقيدة والشعب الكويتي، داعيا المولى عز وجل ان يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته. كما تقدمت مديرة المركز الاقليمي للطفولة والامومة وعضو الهيئة العليا ورئيسة المكتب التنفيذي بشبكة إعلام المرأة الكويتية الدكتورة سعاد السويدان، بخالص العزاء في وفاة الشيخة فريحة الى سمو أمير الكويت وسمو ولي العهد... وتوجهت بالدعاء الى الله أن يلهم سموهما الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيدة فسيح جناته.كلمة في رثاء فقيدة الكويت| د. حنان المطوع* |فقدت الكويت إنسانة نبيلة بوطنيتها وإنسانيتها المرحومة الشيخة فريحة الأحمد الصباح شقيقة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح. لم تكن مجرد امرأة من عائلة حاكمة تكتفي بلقبها ومكانتها الرسمية بل أثبتت أنها امرأة من طراز رفيع خاصٍّ ، فقد كرست حياتها لتفعيل دور المرأة الكويتية لتأخذ مكانتها في بناء الوطن مع الرجل جنباً إلى جنب.والتفتت إلى عالم الطفولة - مستقبل الكويت الواعد- فمنحت رعايتها الحثيثة الصادقة لشؤون أطفال الكويت في كل المجالات لتنشئتهم على حب الوطن وإعدادهم ليكونوا رجال الغد في بناء دولة عصرية تنشأ على الولاء للوطن والانتماء لهذه الأرض الطاهرة الخيِّرة.ولم يفتها البعد الإنساني، وهو وسام الكويت المشرِّف في كل المحافل العربية والإسلامية والدولية، فقد مارست المرحومة الأعمال الإنسانية الخيرية لتثبت أن للكويت دوراً إنسانياً طوعياً انطلاقاً من قيمها الإنسانية التي لا تنتظر من تنفيذها سوى حب الخير لمنح شيء من الخير الذي وهب الله تعالى الكويت من فضله الشيءَ الكثير من الثروات. لذلك استحقت الكويت لقب ( كويت الخير).وكانت المرحومة الشيخة فريحة خير رسول لنشر الخير للمحتاجين.وفي غمرة هذه اللحظات الأليمة لا يسعني إلا أن أذكر أعظم رثاء ما قاله المتنبي في رثاء خولة، شقيقة الأمير سيف الدولة الحمداني وهي تنطبق على الفقيدة الغالية وشقيقها صاحب السمو أمير البلاد أطال الله في عمره:«طوى الجزيرةَ حتى جاءني خبرٌ فزعتُ في بآمالي إلى الكذبِحتى إذا لم يدعْ لي صدقُه أملاً شرِقتُ بالدمع حتى كاد يشرق بييا أختَ خير أخٍ يا بنتَ خير أبٍ كنايةً بهما عن أشرف النسبِأُجِلُّ قدْرَكِ أن تُسْمَيْ مُؤَبَّنةً ومَن يصِفْكِ فقد سمّاكِ للعربِ»تعازينا الصادقة لصاحب السمو أمير البلاد وتغمّد الله الفقيدة برحمته الواسعة وأسكنها فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.* الملكية البريطانية للتعليم