شدّد رئيس مجلس وزراء مملكة البحرين، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على ضرورة التلاحم الخليجي المشترك، مؤكداً أن «مستقبل دول الخليج في وحدتها والتمسك بولاة الأمر، وكلما كنا فرادى ضعفنا، فأهل الخليج أسرة واحدة، ولا بديل لنا عن ذلك».وقال آل خليفة خلال استقباله وفداً كويتياً بمناسبة تدشين أولى رحلات «الخطوط الجوية الكويتية» من مبناها الجديد (T4) إلى العاصمة المنامة، إن «التمسك بالوحدة الخليجية طريقنا إلى التطور الاقتصادي الكبير والتنمية، وهذا لا يكون إلا بالتماسك والالتفاف حول الوحدة الوطنية». وفيما التقى الوفد الكويتي في وقت لاحق ملك البحرين حمد بن عيسى، وولي العهد سلمان بن حمد، أشاد آل خليفة بالدور المحوري للكويت على الصعيد الخليجي والعربي بقيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، معرباً عن سعادته بمستوى التعاون الثنائي بين البلدين، والعلاقات الراسخة التي تجمعهما. وقال إن «آل خليفة وأسرة آل الصباح أبناء عمومة، والعلاقات المشتركة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ»، مشيداً بـ «الشعوب الخليجية الطيبة التي بنت بلادها بسواعد أبناء الوطن»، مضيفاً «نحن نحب شعوبنا التي تبادلنا هذه المحبة، وهذا سر نجاحنا، فتماسكنا ووحدتنا جعلا اقتصادنا وعملتنا أقوى، في وقت نرى بعض الدول والبلدان تنهار». وأثنى على دور المملكة العربية السعودية، والجهود التي تبذلها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ومواقفها الداعمة للدول الشقيقة والصديقة، مجدداً التأكيد على أن «محاولات بث الفتنة والتفريق بين دولنا لن يكتب لها النجاح».الحجرفمن ناحيته، أعرب وزير المالية الدكتور نايف الحجرف الذي ترأس وفد الكويت، عن فخره بهذا الإنجاز والجهود المبذولة من قبل وزارة الأشغال والإدارة العامة للطيران المدني، والجهات الحكومية والرقابية القائمة على إعادة الناقل الوطني إلى المسار الصحيح، وتعزيز مسيرة عودته إلى الريادة المستحقة. وقال إن «هذا الإنجاز يشكّل نقلة نوعية لـ (الطائر الأزرق) في تطوير وزيادة نشاط منظومة النقل الجوي في الكويت»، متوقعاً زيادة الحركة في المطار بنسبة 10 في المئة، خصوصاً أن تفعيل المبنى الجديد تزامن مع أهم المواسم في السنة وأكثرها حركة وهو موسم الحج، وهو يتيح توفير فرص عمل للكوادر الوطنية فيه. وعبر الحجرف عن سعادته بأن تكون البحرين المحطة لأولى الرحلات المغادرة من مبنى المسافرين الجديد في مطار الكويت الدولي، شاكراً البحرين ملكاً وحكومة وشعباً، على حفاوة الاستقبال الذي حظي به الوفد الكويتي من كبار المسؤولين. وأضاف أن اختيار البحرين لتكون المحطة الأولى لهذه الرحلات، له دلالات مهمة تنبع من عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وما يربط بين قيادتيهما وشعبيهما من أواصر العلاقات الأخوية.وأكد أن العلاقات بين الجانبين تجاوزت فكرة التعاون لتصل إلى التكامل التام، إذ إن أي إنجازات تحققها أي دولة هي مفخرة للدولة الأخرى، وذات مردود حقيقي على شعبي البلدين، وشعوب دول مجلس التعاون.بوشهريبدورها، أعربت وزيرة الدولة لشؤون الإسكان، وزيرة الدولة لشؤون الخدمات، جنان بوشهري عن سعادتها بأن تكون البحرين الوجهة الأولى لأولى رحلات «T4»، وعن فخرها بما تم إنجازه من مشروع مطار البحرين الجديد، والذي سيكون نقلة نوعية لحركة الملاحة الجوية في المملكة ومنطقة الخليج. وشكرت الوفد الرفيع الذي كان في استقبال الوفد الكويتي، وما حظي به من حفاوة، ما يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين.وأشارت بوشهري إلى ما تم إنجازه من مطار الكويت الجديد (T2)، والذي يسير وفق الجدول الزمني المخصص له، متوقعة الانتهاء منه عام 2022، لافتة إلى قدرته الاستيعابية تصل إلى 22 مليون مسافر، ما سيجعله من المطارات المتميزة في المنطقة والعالم.آل خليفةمن جهته، رحّب وزير المالية البحريني، الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، بالوفد الكويتي موجهاً التهنئة إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ، وسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك ، بهذه المناسبة التاريخية لبدء التشغيل التجريبي لمبنى «تي 4» وعلى ما حققته الكويت من إنجازات خصوصاً على صعيد البنى التحتية.وأعرب عن سعادته بأن تكون البحرين هي المحطة الأولى لأولى رحلات «تي 4»، معتبراً أن تدشين المبنى الجديد من شأنه تطوير منظومة النقل الجوي في الكويت، ومؤكداً في الوقت نفسه عمق العلاقات البحرينية - الكويتية المتميزة، ومستوى التعاون القائم بينهما، في ظل حرص قيادتي وحكومتي البلدين على تعزيز علاقاتهما وترسيخ تعاونهما على الصعيدين الثنائي والخليجي.بن محمدأما وزير المواصلات والاتصالات البحريني، المهندس كمال بن أحمد محمد، فقد أشاد من جهته بالتطورات التنموية المتسارعة التي تشهدها الكويت، خصوصاً في مجال صناعة الطيران، مؤكداً أن اختيار البحرين لتكون أولى محطات رحلات «تي 4» يشكّل دليلاً راسخاً على عمق العلاقات والروابط التاريخية التي تربط الدولتين، ومستوى التعاون الوثيق بينهما.وأضاف أن المبادرة تشكّل علامة فارقة في علاقات التعاون التجاري القائمة بين «الكويتية» ومطار البحرين الدولي، والتي بدأت منذ ستينات القرن الماضي من خلال تشغيل أولى رحلاتها إلى البحرين، لافتاً إلى أن من شأن هذه الخطوة أن تسهم في استيعاب الطلب المتزايد للسفر إلى الكويت، والذي يتجاوز 70 ألف مسافر كل عام. وأضاف أن أي تطور في الكويت وفي البنية التحتية، يشكل تطوراً وإضافة لكل دول مجلس التعاون، إذ إن الاستثمار في البينة التحتية سيعود بالنفع على جميع مواطني دول الخليج.الجاسممن جانبه، قال رئيس مجلس إدارة «الكويتية»، يوسف الجاسم إنه «انطلاقاً من 15 أغسطس الجاري، سيتم تشغيل 4 رحلات تجارية من المبنى الجديد، سيتم تحديد وجهاتها للعملاء لاحقاً»، متوقعاً زيادة عدد الرحلات حتى نهاية سبتمبر. وأضاف الجاسم «للمرة الأولى سيكون لـ (الكويتية) مبنى خاصاً بها»، مبيّناً أن تدشين رحلات الشركة، سيتبعه تشغيلاً تجارياً تدريجياً حتى بلوغ العدد الإجمالي للرحلات اليومية النظامية البالغة 92 رحلة.وأوضح الجاسم أن جدول التشغيل جاء بناء على جاهزية كافة الأطراف الأخرى العاملة في «تي 4» وفقاً للخطة الموضوعة من قبل شركة (إنشن العالمية) المكلفة بإدارة المبنى، ووفقاً لجداول سيتم إعلانها للركاب أولاً بأول، بناء على الخطة التي سيتم التوصل إليها بإشراف سلطات الإدارة العامة للطيران المدني. وأكد أن المبنى الجديد سيجنب الشركة الكثير من العقبات التي واجهتها في تقديم خدماتها بالمطار الحالي.وأعرب عن شكره للحكومة و«الطيران المدني» التي خصصت هذا المبنى للشركة، مهنئاً سمو أمير البلاد، وولي العهد، ورئيس الوزراء، والحكومة والشعب الكويتي بمناسبة بدء تشغيل رحلات «الكويتية» من المبنى الجديد.وأكد أن المبنى سيلعب دوراً مهماً في تعزيز خدمات «الكويتية» لعملائها، مشيراً إلى أن «تي 4»، و«تي 5» المخصص لطيران «الجزيرة» سيعملان على تخفيف الضغط على المطار الرئيسي بنحو 60 في المئة.

على الهامش

أنتم أهلي وأعرف أسركم? حرص الأمير خليفة بن سلمان على الحديث مع الوفد بعفوية تامة، وأخذ صوراً فردية مع كل أعضاء الوفد.? لفت الحضور المعرفة الكبيرة للأمير خليفة بالكويت وأهلها، حيث كان يسأل كل شخص عن اسمه وعائلته ومنطقته، وقال «اسمحوا لي وجهت لكم أسئلة: أنت ولد من؟ لأنني أشعر بمحبة كبيرة لأهل الكويت، فأنتم أهلي لذلك أعرف غالبية أسركم».

طيران «الجزيرة»سأل الأمير خليفة بن سلمان رئيس التحرير الزميل ماجد العلي عن تفاصيل قطاع الطيران في الكويت، واستفسر عن شركة طيران الجزيرة، وأنواع طائراتها وعددها، والوجهات التي تسافر إليها.

مشاريع الكويتقال رئيس وزراء البحرين«لقد لمست في آخر زيارة إلى الكويت التطور العمراني المبهر والجسور وشبكات الطرق، كما لفت نظري الجسر الطويل الممتد من البحر إلى اليابسة، وأتابع باستمرار افتتاح المستشفيات والمشاريع الجديدة».

4.5 مليون راكب سنوياًافتتح مبنى «تي 4» في يوليو الماضي برعاية صاحب السمو. وتبلغ مساحته نحو 55 ألف متر مربع، ويضم 14 بوابة للمغادرين، تقسم إلى 9 بوابات جسوراً، و5 بوابات أرضية، علاوة على 10 بوابات للقادمين، منها 9 بوابات للجسور، وبوابة أرضية.ويهدف المبنى إلى تخفيف العبء والازدحام عن المبنى الحالي، إذ يستوعب نحو 4.5 مليون راكب سنوياً، كما يضم أكثر من 2000 موقف للسيارات، و20 كاونتر لوزن الأمتعة، وكاونترات لذوي الاحتياجات الخاصة.ويوفر المشروع ألفي فرصة عمل كما سيحقق إيرادات إضافية بنحو 60 مليون دولار سنوياً.

الشطي والعبيدليفيما قاد الرحلة كل من الكابتن عبدالوهاب الشطي، والكابتن فواز العبيدلي، بلغ عدد أعضاء الوفد الكويتي 67 شخصاً.