لا يخفى على الكثير منّا السلوكيات الشاذة التي يمارسها بعض الأنظمة العربية الإسلامية ضد الإنسانية. الإنسان قبل أن يدخل عالم السلوك لا بد أن يتلقى قسطاً من التربية التي تعينه على تحديد مساره الذي سيسلكه في عالم السلوكيات، والتربية التي نتلقاها في أول مؤسسة اجتماعية (الأسرة)، هي من تساعدنا على تحقيق ذواتنا وتنمية قدراتنا، وهي من تزودنا بالمهارات المعرفية والسلوكية والعلمية، وتمكننا من أن نحيا حياة حرة كريمة بعيدة عن الجهل وشبح الفقر وإهدار القيمة والكرامة الإنسانية. لا نبالغ نحن العرب والمسلمين إن قلنا إننا نعيش بمأزق عصيب بسبب أفعال وسلوكيات أشخاص لم يمروا بعملية التربية التي مر بها الأشخاص الأسوياء المعتدلون، لأن التربية هي من تؤكد نوايا الإنسان الحقيقية، واستعداداته للنهضة والتنمية بنفسه ومجتمعه، وهي من تضمن ولاءه لدينه وعروبته ووطنه. فممارسات بعض الأنظمة العربية المسلمة تجاه دينهم وعروبتهم وشعوبهم ما هي إلا دلائل وبراهين على عدم تلقيهم التربية الكافية التي تؤهلهم ليكونوا قادة أو رؤساء لشعوب عريقة تمتلك من الحضارات والثقافات ما لم يمتلكه غيرهم، إنهم يفتقدون المعايير التربوية التي تعينهم على قياس الصواب من الخطأ، ولا يمتلكون منهجية للبحث عن الحقيقة التي توصلهم للحق وتهديهم إلى المنهج والسلوك السوي لنصرة دينهم وعروبتهم وشعوبهم. إن ما نعيشه من أحداث مؤسفة في بعض الدول العربية الإسلامية، لهو دليل قاطع على عدم وضوح الرؤية الحالية والمستقبلية لدى بعض قادة الدول العربية الإسلامية، ومؤشر على عجزهم عن قراءة الواقع وتصورهم المستقبل لأوطانهم، إنهم يعيشون بتجمد ذهني وتجلط عقلي يفقدهم السيطرة والتحكم بزمام وصمام إدارة أمور بلادهم، إن أقصى ما تربى عليه هؤلاء القادة كيفية الحفاظ على كرسي الحكم وإن كان الثمن فساد البلاد والعباد وهدر الثروة والدماء. تربت هذه الأنظمة على انتهاك المواثيق الربانية والمحمدية قبل المواثيق البشرية التي تلزمهم وتجبرهم على حفظ وصون كرامة الأرض والإنسان، وها هي مخرجات التربية التي تربوها في الصغر، وخاضوا من بعدها الصراع لدخول عالم السلوك الإيجابي، ولم يفلحوا وينجحوا لأنهم يرفضون تغيير حالهم وواقعهم السيئ، لا يريدون أن يتنحوا حتى وإن ظلت أرض العرب والمسلمين أرضا جدباء لا تنبت إلا الفاسدين الذين هم على شاكلتهم. فنحن اليوم نطأطئ رؤوسنا خجلا وحياءً من أشخاص دفعوا دماءهم ثمنا للدفاع والذود عن الدين والعروبة، وها هو التاريخ يذكر سيرهم التي يفوح منها أريج وشذا عزتهم وكرامتهم وصونهم لأرض الإسلام والعرب، ونحن نتحسر على بلاد الإسلام والعرب بعدما غُدِر بها من جُهّال تربوا على هدر الكرامة الإنسانية من أجل أنفـسهم الدنيئة المريضة، ولن يحيا الإسلام والعروبة إلا بهلاكهم.m.alwohib@gmail.commona_alwohaib@
مقالات
رأي قلمي
مجد الإسلام والعروبة...!
11:36 ص