اكتسبتْ الممثلة السورية ليليا الأطرش شهرتها العربية من خلال مسلسل «باب الحارة»، لكنها معروفة في المجال منذ مشاركتها الفنان ياسر العظمة في سلسلة «مرايا».الأطرش تبدو مرنة وإيجابية وواقعية في تعاطيها مع الأمور، وهي ترى في حوارها مع «الراي» أن النجومية المطلقة لم تحصل عليها حتى الآن، وأنها ستظل تراهن عليها حتى لو أتتْ متأخرة كما حصل في تجربة فنانين آخرين، لافتة إلى أن مهنة الفن لها عمر معين وهو ليس طويلاً، وأن الشروط تتغيّر والأسواق تتغير. واعتبرت أن الفنان إن لم يكن متوازناً ومتصالحاً مع نفسه فسيصاب بخيبات أمل كبيرة ويدخل في الاكتئاب.
? برزتِ في الموسم الرمضاني 2018 بمسلسل «جوليا»، فهل يمكن القول إنك حريصة على التواجد في الدراما اللبنانية؟- لا أفكر في الموضوع من هذه الزاوية، بل شاركتُ في المسلسل لأن الدور جميل ويمكن أن يترك بصمة عند الناس، وهو مختلف عما قدّمتُه سابقاً. يمكن أن أتواجد في أي عمل يمكن أن يضيف إلى تجربتي، وفي أي دراما عربية مهما كانت هويتها، والمهمّ أن يكون دوري مكتوباً بطريقة حلوة ولطيفة ويقدّمني بشكل جيد.? كفنانة، هل تحققين نفسك في الكوميديا؟- بداياتي كانت من خلال الكوميديا عبر سلسلة «مرايا» الشهيرة العام 1994، ومن بعدها «مرايا الحكايا» و«حكايا المرايا» و«مرايا 2010». الممثل يجب أن يلعب كل الأدوار، وأن يكون قادراً على إقناع الناس. وأنا لا أفضّل نوعاً فنياً على آخر، بل ألعب الدور الجميل سواء كان كوميدياً أو تراجيدياً. ? تقيمين في لبنان وأسستِ لمشروعك الخاص فيه؟- أي مشروع تقصدين!? مشروع المطعم؟- أنا تركتُه قبل نحو عام. ? يبدو أنك لست ماهرة في «البزنس»؟- المسألة ليست كذلك، ولكن حصلتْ بعض الظروف التي استدعت ذلك. ? هل تؤمنين بأن الفنان بحاجة إلى مهنة أخرى إلى جانب عمله في الفن؟- طبعاً. شرط ألا يتعارض مع عمله الفني.? ولكن التمثيل أصبح مرْبِحاً في هذا الزمن؟- المسألة لا علاقة لها بالمادة. البعض يفكر بالعمل في مهنة أخرى من أجل المال، والبعض الآخر لأنه يجد أن لديه وقتَ فراغٍ يريد أن يملأه. العمل في التمثيل موسمي، ولذلك يملأ الفنان وقته بعمل آخر إلى جانب التمثيل.? هل بدأت بالتحضير لمشاريعك الفنية المقبلة؟- كلا. عدتُ من الأردن أخيراً وأعيش فترة إجازة قد تمتد لشهرين.? كيف تقيّمين مستوى الدراما السورية؟- الأزمة التي مرّت بها سورية أثّرت على كل القطاعات وليس على الفن وحده، وإذا عادت الأمور إلى طبيعتها، فلا بد وأن يعود كل شيء كما كان عليه. الدراما السورية مريضة اليوم ولكنها ستتعافى عندما تتحسن الأوضاع.? يُحكى عن جزء جديد من مسلسل «باب الحارة»، فهل يمكن أن نراك في الموسم الجديد، خصوصاً أن شهرتك تحققت عربياً بفضله؟- لم أترك «باب الحارة» لأنني لا أحبه أو لأنه توجد لدي مآخذ عليه، ولكن بسبب تَضارُب المواعيد وارتباطي بتصوير عمل آخر في مصر. أنا أحترم «باب الحارة» وكل العاملين فيه، وهو أمّن شهرة عربية - ليس لي فقط - بل لكل فنان شارك فيه وأنا أتمنى لهم التوفيق.? وكيف تقيّمين تجربتك في مصر؟- تعرّضتُ للظلم بسبب المسلسل الذي شاركتُ فيه وهو «السلطان والشاه»، لأنه تم إرجاء عرضه لمدة سنتين، وعندما عُرض في الموسم الرمضاني الأخير، لم يتسنّ للناس مشاهدته لأن قنوات العرض لم تهتمّ له، حتى أنا شخصياً لم أشاهده... مع أنني أحببتُ الشخصية والمسلسل، عدا عن أنه عمل مشترك كان فيه ممثلون مصريون وأردنيون ولبنانيون ومن المغرب العربي.? ما رد فعلك عندما لا ينال عملٌ راهنتِ عليه حقّه؟- في الفن يمكن أن نربح كما يمكن أن نخسر، وهذا أمر عادي جداً. نحن فنانون ونعمل بضميرنا وقلبنا ووجداننا والبقية على رب العالمين. أنا إنسانة منطقية في الحياة، لا أزعل ولو فشلتُ، لأنني لا بد أن أعوّض في عمل آخر.? كيف اكتسبتِ هذه القدرة على التفكير بهذه الروحية؟- الوسط جعلني أكبر أكثر من عمري، وأنا دخلتُه في سن صغيرة جداً وكنتُ أتعامل مع فنانين يكبرونني سناً وتجربةً. الحياة تسير بالمنطق، وأنا منطقية في كل شيء وأفضل الحلول الوسطى.• هل خيبات الأمل في الفنّ كثيرة؟- تماماً. مهنة الفن لها عمر معين وهو ليس طويلاً. الشروط تتغيّر والأسواق تتغير، وإذا لم يكن الفنان متوازناً ومتصالحاً مع نفسه، سيصاب بخيبات أمل كبيرة ويدخل في الإكتئاب. أتعامل مع الأمور كما هي من دون زيادة او نقصان.? وهل ترين أنك مظلومة أم أنك نلتِ ما تستحقينه؟- لم أنل ما أستحقه على الإطلاق. من خلال تجربتي التي بدأتُها العام 1994 لم يقدّم لي أحد شيئاً، بل أنا اجتهدتُ وقدّمتُ لنفسي. الأدوار التي كانت تُعرض عليّ كانت صغيرة ولكنها كانت تترك أثَراً عند الناس. مثلاً، دوري في «باب الحارة» كان من أصغر الأدوار ولا يتعدى 60 مشهداً في كل جزء، بينما غيري كانوا يشاركون بـ 100 و200 مشهد، أما الأبطال فمعروف كم يبلغ عدد مشاهدهم. ولكن من خلال هذه الأدوار الصغيرة قدّمتُ أشياء كبيرة ومهمة، والناس أَحبّوها وأنا فخورة بكل ما قدّمتُه.? هل تقصدين بالظلم كونك لم تشاركي بأدوار البطولة المُطْلَقة؟- حتى يومنا هذا لم ألعب دور بطولة مُطْلَقة أو دور أول.? ولماذا لم تُسند إليك مثل هذه الأدوار؟- هذا السؤال لا يُوجَّه إليّ، بل إلى أصحاب القرار.? وبينك وبين نفسك، كيف تحللين الأمر؟- حتى لو كان لديّ تحليل، فإنني لن أذكره.? هل يمكن القول إن السبب يعود إلى «الشلليات» والعلاقات مع أصحاب القرار؟- لا أحب أن أتحدث في هذه المواضيع. ولا بد وأن يأتي وقت ولو متأخّراً و«وتظبط الأمور».? ولكنك قلتِ إن عمر المهنة قصير؟- هناك فنانون «نجمّوا على كبر». مثلاً الفنان الراحل خالد تاجا أصبح نجماً عندما تَقدّم في السن.