تتردد عبارات الحب لله تبارك وتعالى بألسنتنا في بلاغة جميلة مستفيضة معاني الحمد والثناء لله عزّ وجل، لكن هل سألت نفسك يوما هذا السؤال: هل هذا المدح والثناء رمز لتعبيري عن حبي لخالقي رب السموات والأرض ورب العرش العظيم؟ أوليست هناك مواقف أخرى تعبر بها عن حبك له تبارك وتعالى؟ إننا جميعا نتفوق ونبدع في مواقف الحب التي نُعبر بها لمن نحب من البشر بمواقف تلفت الانتباه أحيانا! ولكن ماذا عن تعبيرنا لحب الخالق تبارك وتعالى؟ أوليس هو الأجدر بالحب الأعظم؟ فهو خالق البشر، أولئك الذين نتفنن في إظهار حبنا لهم، ونبتكر المواقف التي تجعلنا نُعبر عن حبنا لهم بشكل يلفت انتباههم، ويخطف أنظارهم. لنتأمل معا هذه المعاني الجميلة التي أبدعها الإمام الشافعي في أبيات شعرية تمطر حكمة بالغة.تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديـعلو كان حبك صادقا لأطعتـه إن المحب لمن يحب مطيـعفي كل يوم يبتديك بنعمــة منه وأنت لشكر ذلك مضيعوهكذا نعرف أن الحب ليس ثناء ومدحا وشكرا باللسان، ولكنه تعبير بالقلب وبالفعل، فيكون حبنا لأي شي في حياتنا نابعا عن حبنا لله عز وجل، وعلينا أن نفعل في حياتنا هذا الحب، ونترجمه لسلوك يومي، فنفعل كل ما يحبه الله عز وجل، وأن نسأل الله تعالى وتقدس دوما في كل لحظة مثل هذه الأسئلة: هل أنت راض عني يا ربي؟ وهل لك تباركت وتعاليت أن تدلني على طريق الخير الذي به ترضى عني وتحبني على الوجه الأكمل؟ إن حب الله عالم لا وصف له، إنه لذة نفسية وروحانية لا يمكن تصورها أبدا، فهل يمكن أن نتذوق جزءًا من حلاوته؟ اللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا لحبك، اللهم وارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم.
متفرقات - نوافذ النور
كيف تُعبِّر عن حُبّك لله عزّ وجل؟
10:59 ص