على يد الشيخ ناظم المسباح ومن خلال خطب الجمعة ودروس التوعية، خرجت والعديد من طريق الغفلة إلى درب الطاعة، فكان لفضيلته دينٌ في أعناقنا وجميل.ومنذ أن عرفناه قبل أكثر من أربعين سنة، لم نسمع منه أو عنه ما يشين.عمل في سلك التعليم فترة وتقاعد منه، واختير في عضوية العديد من اللجان والهيئات الحكومية والخاصة لوجه الله، أو نظير مكافآت كادت تكون رمزية، يبتغي من ذلك خدمة الدين ومنفعة الناس.عندما حصل الشيخ على شهادة الدكتوراه، أعلن وبكل وضوح أنها من جامعة غير معترف بها في الكويت، ولم يتم تصديقها، ولم ينل من ورائها أي دخل مادي أو مميزات وظيفية، ولم أسمع أحداً ممن عرفوه يناديه بلقب الدكتور، فقد كنا نناديه، إما بالشيخ أو أبو محمد، وأظنه نالها من أجل إرضاء النفس لا أكثر.وما تعرض له - ولا يزال- الشيخ الفاضل ناظم المسباح بسبب تسامحه، وموقفه الرافض للتظاهرات، والتجمعات السياسية، والخروج على الحاكم المسلم، أو لغيرة البعض من شخصيته المحبوبة.لقد كان للشيخ ناظم المسباح دور وطني كبير أثناء فترة الغزو العراقي الغاشم، حيث استمر في إمامة المصلين، وتقديم الدروس الدينية، وطمأنة الناس، وحرصهم على التمسك ببلدهم، وأثناء هذه الفترة تعرض لمحنة، إذ أُسر أحد أبنائه بسبب توزيعه الأموال على الصامدين، ولكن الله سلّم ونجا ابنه من الإعدام.لذا أحب أهل بيان - حيث يقيم ويصلي في أحد مساجدها - الشيخ ناظم، واعتبروه أخاً كبيراً لهم، وشاوروه في أمور الدين، وأخذوا برأيه في أمور الحياة، وهو لم يكفّر قطّ مَنْ خالفه بقضايا الدين، أو خوّن من عارضوا آراءه في أمور الدنيا.صبّر الله أبا محمد على الهجمة الأخيرة، ونجّاه منها، ومتّعنا بعلمه ونصحه، وبارك الله في عمره.