ما أجمل أن تزهو الكويت بنبضها! ففي مشهد احتفالي محلِّق، وسط جمهور حاشد ضاقت به قاعات مسرح عبدالحسين عبدالرضا، أول من أمس، بمناسبة انطلاق الدورة الثالثة عشرة من مهرجان «صيفي ثقافي»، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كان هناك موعد ذهبي مع نبض الكويت الفنان القدير نبيل شعيل الذي تألق كعادته، مصطحباً جمهور الاحتفال إلى سحابات مرهفة من الإبداع الطربي الأنيق، وشاركه في الحفل الفنان الشاب حسن العطار، بمصاحبة المايسترو الكويتي أيوب خضر وفرقته الموسيقية. استهلت عريفة الحفل الإعلامية إيمان النجم التي أزاحت النقاب عن فعاليات المهرجان، بأدائها المميز، بينما حرص بلبل الخليج والمايسترو خضر على اختيار باقة من الأغنيات المرموقة التي ترضي جميع شرائح الجمهور الغفير، والتي تمثل علامات مهمة في مسيرة «بوشعيل» الحافلة بأشهى الثمار الطربية من القديم والجديد. وكان لافتاً أن جانباً غير قليل من الجمهور لم يتمكن من دخول القاعات من فرط الازدحام، في حين لم يكن في وسع البعض إلا الجلوس في بعض الأماكن الفارغة المخصصة للمرور، كما تصدر الحضور لفيف من الشخصيات العامة من مختلف المجالات، والسفير السعودي الأمير سلطان بن سعد بن خالد، وطلال الخرافي، والسفير السابق عادل العيار، إلى جانب الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة الشيخ فهد المبارك الصباح، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، إلى جانب الأمين المساعد لقطاع الثقافة في المجلس، رئيس المهرجان الدكتور عيسى الأنصاري. بدأت السهرة الفنية بمقطوعة موسيقية «سماعي كرد» من تأليف الموسيقار عبده داغر، قبل أن يقدم حسن العطار أغنيتين من أعمال الفنان نبيل شعيل، أولاهما «أحيان» من كلمات علي عسيري وألحان ناصر الصالح، والأخرى «جاني»، وهي ذات طابع مصري، من كلمات محمود عبدالعزيز وألحان محمد رحيم. ووسط تصفيق وهتافات من الجمهور... استهلّ «بو شعيل» وصلته مرحباً بالحضور... ومعتذراً بعفوية عن عدم تمكن بعض الجمهور من الدخول بسبب امتلاء قاعات المسرح، ووعدهم بأنه سيحرص على الاجتماع بهم في حفل آخر، وكان يتحدث بتلقائية مع الجمهور، في بشاشة وابتسام ملحوظين ممتزجين بتعليقات طريفة منه، مشيراً إلى أنه سيغني مزيداً من الأغنيات لأجل محبيه بعد الانتهاء من جدول الأغاني المقررة. بعد ذلك بدأ «بلبل الخليج» الشدو بداً بـ «منطقي إني أحبك منطقي»، من كلمات سعد المسلم وألحان فهد الناصر، وكانت انطلاقة التفاعل مع الجمهور، ثم قدم «بدعي عليه عالم أحبابي» كلمات خالد المريخي وألحان مشعل العروج، قبل أن يعود إلى الماضي وسحر الفن الجميل وعفويته من خلال «الله يا خوفي عليك» التي قدمها في العام 1987، وكذلك تفاعل معها الجمهور بشكل ملحوظ، وهذه الأغنية كلمات بدر بورسلي وألحان الدكتور عبدالرب إدريس.ووسط الهتافات المتواصلة من الحضور واصل نبيل شعيل بفنه المغاير وبإحساس مرهف «ويلاه من قلب صبر... وزادت غرابيله»، من كلمات مبارك الحديبي وألحان د. عبدالله الرميثان، وهي تعود إلى فترة الثمانينات... كما غنّى «يا عسل»، وهي من كلمات أحمد علوي ولحن نواف عبدالله، ثم عاد «نبض الكويت» بالجمهور إلى العام 1984 من خلال «يبغى السماح وأبغي السماح»، وتتحدث عن لوعة الغرام، من كلمات عبداللطيف البناي، قبل أن يقدِّم «صادني في غرامه» كلمات مبارك الحديبي وألحان الدكتور عبدالله الرميثان، و«بعلمك» كلمات عبدالعزيز الميلس ولحن فواز المرزوق، و«ما أروعك» كلمات سـاهر وألحان مشعل العروج، وعاد إلى الهدوء والعشق وفراق المحبين من خلال «وش مسوي» من كلمات عارف الهاشل ولحن محمد العريفي... و«شالعجب» من كلمات ساهر ولحن محمد البلوشي، ليختم وصلته في حب الكويت وهذا جاء من خلال أغنية «يا دار».
مشاهد من الحفل
بلبل الخليج لـ «الراي»: يشرفني وجودي في «صيفي ثقافي»قُبيلَ بدء الحفل الغنائي، تحدث الفنان نبيل شعيل إلى «الراي» في تصريح خاص عن وجوده في هذه الليلة الفنية قائلاً: «وجودي في افتتاح مهرجان (صيفي ثقافي) شرف لي ويغمرني بالسعادة، ويضاعف من سعادتي هذا الحضور الغفير من الجمهور»، مردفاً: «وإن كان يحز في نفسي عدم تمكن جانب كبير من الجمهور في العثور على مقاعد، برغم تعدد القاعات، وسعيد كذلك بوجود (الراي) التي تواكب كل الفعاليات والمناسبات، وهذا شي ليس بغريب عليكم». وعن اختيار الأغاني التي سيقدمها في الحفل، قال بلبل الخليج إنها من اختيار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بتنسيق مع المايسترو أيوب خضر، وتجمع بين القديم والجديد ولأول مرة أغني (ويلاه) التي يطلبها مني جمهور كثير. وماذا تعني له أغنية«الله يا خوفي عليك» والتي لا تزال تحقق صدى كبيراً بعد أكثر من 3 عقود، قال بوشعيل:«هذه الأغنية لها صيت واسع، وهي من الأغاني الخالدة كما يقولون».
بوشعيل... والشهادات المزوَّرة من المواقف الطريفة أثناء وصلة «بوشعيل» حديثه عن الرخصة الفنية... عندما أراد استخراج رخصة فنية من وزارة الإعلام، إذ اشترطت أن يكون حاملاً شهادة دراسية، وهو لم يكن يحمل سوى المتوسطة، وكما قال: «أخذتها بالعافية»، وعندما أراد استخراجها لم يتمكن حينذاك، ورغم الواسطات لم يجدها، وأبلغ الإعلام بذلك فأخبروه بضرورة الشهادة الجامعية فرد عليهم: «الحين خلوني ألقى شهادة المتوسطة علشان نجيب لكم الجامعية»، ثم تابع ضاحكاً مع جمهوره: «بس لو أعرف عن هذول الشهادات المزورة جان طلعت شهادات أربعة». ومن المواقف الأخرى أن بوشعيل رحب بأحد الحضور، ثم قال: هذا الشخص الموجود إلى الآن بسببه هناك علامة في يدي بسبب «هوشة» حدثت لنا في الماضي كنا فيها مع بعض.* وبعد ثاني أغنية غناها طلب بوشعيل من المنظمين إن سمحت الظروف أن يُدخلوا الجمهور الذي كان لا يزال واقفاً خارج المسرح يتمنى فرصة للدخول.* في نهاية وصلته، تلقى الفنان نبيل شعيل تكريماً يليق به من قِبل القائمين على مهرجان «صيفي ثقافي».