باتت المنظومة الصحية في البلاد تمتلك مقومات إيجابية عدة، سمحت بتحسين مجمل المؤشرات الصحية التي على ضوئها حقق النظام الصحي في الكويت ترتيبا متقدما بين الأنظمة الصحية في دول العالم، وفقا لتقرير أصدره أخيراً البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية عن التغطية الصحية الشاملة. وقد حصد النظام الصحي في الكويت 77 درجة على مقياس التغطية الصحية الشاملة، متقدماً على معظم الأنظمة الصحية في دول المنطقة وبفارق بسيط مع الدول المتقدمة، حيث حصلت الأنظمة الصحية بكل من الولايات المتحدة، اليابان، بريطانيا، سويسرا، السويد، النرويج، فرنسا والدانمارك على 80 درجة على هذا المقياس، بينما حصلت ألمانيا وفنلندا ومالطا على 79. وقد استخدم لتقييم النظم الصحية مقياس للتغطية الصحية الشاملة، وهو مقياس تجميعي يرتكز على 16 مؤشرا فرعيا، تغطي الأداء وتقديم الرعاية الصحية بمستوياتها الوقائية والعلاجية وخدمات الرعاية الصحية الأولية، وتتضمن مؤشرات رعاية الأمومة والحوامل والطفولة ومعدلات التغطية بالتطعيمات الواقية من أمراض الطفولة والوقاية والتصدي للدرن وللإيدز وللملاريا، بالإضافة إلى مؤشرات أداء النظم الصحية المتعلقة بالوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وفي مقدمها أمراض القلب والسكر والسرطان، ومكافحة التدخين وسهولة وإتاحة تقديم الخدمات الصحية وبنية المرافق الصحية بعناصرها المختلفة من أدوية ومعدات وأجهزة وقوى عاملة مؤهلة ومدربة، إضافة إلى تطبيق بروتوكولات جودة الرعاية الصحية ونظام وعدالة توزيع خدمات الرعاية الصحية الأولية وإجراءات صون الأمن الصحي. وكل ما قصدناه من تلك المقدمة تبيان جزء من الحقيقة التي قد يغفلها البعض، لكن يبقى السؤال: هل ما تحقق يرضينا كمسؤولين في المنظومة الصحية؟ بالطبع نقول ان ما تحقق جيد، لكنه ما زال أمامنا الكثير، نصبو اليه ويتطلع اليه المواطن، لاسيما أننا نمتلك كل المقومات التي تؤهلنا للوصول الى مستويات صحية تضاهي أكثر الدول تقدماً في المجال الصحي مع اكتمال افتتاحات المشاريع الصحية الكبرى ودخولها مراحل التشغيل، والذي يتزامن مع العديد من البرامج الطموحة لتطوير نظم المعلومات الصحية، الصحة الإلكترونية، الجودة والاعتماد، الصحة المدرسية ومنظومة الرعاية الصحية الأولية. وعليه فان النهضة الشاملة التي يقودها صاحب السمو ويعيشها وطننا العزيز في شتى مجالات الحياة، هي ثمار التعاون بين ابناء الوطن المخلصين تحت راية قائد الانسانية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وختاماً نبارك لكل أهل الجهراء تفضل سموه، حفظه الله ورعاه، بافتتاح مدينة الجهراء الطبية، والذي يعد صرحا حضاريا متكاملا ولبنة إضافية نوعية تعزز منظومة الرعاية الصحية، وهو المشروع الاضخم من بين عدد من المشاريع الاخرى التي قاربت على الافتتاح؛ ومنها مستشفى جابر الأحمد، المبنى الجديد للمستشفى الاميري، مركز الشيخة سلوى صباح الأحمد للخلايا الجذعية والحبل السري وغيرها من المشاريع التي ستحدث نقلة نوعية في مستوى وجودة الخدمة، وتعزز من ثقتنا في مؤسساتنا الصحية التي يحاول البعض للأسف الانتقاص من جهود العاملين فيها. لكن، في النهاية، كلنا ثقة فى وعي أبناء المجتمع لتواصل المنظومة الصحية عطاءها والتغلب على تحديات الواقع والتطلع الى آفاق المستقبل القريب، وكل المؤشرات تشير الى خدمة صحية تضاهي مثيلتها في دول العالم المتقدم.
مقالات
واقع وآفاق
المنظومة الصحية
07:20 ص