قال الله تعالى (يَا أَيُّها الّذِين آمَنوا اذكُروا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وسبِّحوه بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الذي يُصَلي عَلَيْكُم وَمَلَائِكَتُه لِيُخْرِجَكُم منَ الظُّلُماتِ إِلى النُّورِ وَكان بِالمؤمِنين رَحِيمًا). من منّا لايدرك قوة المعاني التي تتضمنها هذه الآيات؟ ومن منا لا يشعر بالندم لنسيانه ذكر الله عزّ وجل خاصة بعد قراءة هذه الآيات التي تحدد بعدًا عميقًا ومهمًا في علاقتنا بالله عزّ وجل. إنّ ذكر الله عزّ وجل غذاء للروح والقلب، وهو أسهل عبادة وأخفها وأحبها إلى الله لمن أراد الثبات على الدين، والثبات في الفتن والمحن. والله عزّ وجل يذكر العبد في نفسه وفي الملأ الأعلى، فيكتب له القبول والتوفيق في الأرض. لننظر إلى قوله تعالى «فاذكروني أذكركم» وأيُّ كرامة أعظم من أن يذكر اللهُ تبارك وتعالى اسمنا؟ من نحن حتى يذكرنا ؟ سبحانك ربنا كم أنت عظيم! تعاليت وتباركت وتقدست! ولكن دعونا نتساءل هل الذكر منحصرٌ في كلمات ترددها ألسنتنا فقط؟ ولنسمع الإجابة: إن الذكر منهاج حياته، وزاد القلب والروح، يقوي القلب والبدن، وينور الوجه والقلب، ويكسب العقل المهابة، ويجلب الرزق والدليل على ذلك الحديث القدسي (من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أُعطي السائلين). ومن هنا ندرك أنّ كلمات الذكر بكل معانيها العميقة يجب أن تكون نابعة من القلب، وتترجمها الجوارح بفعل مبني على حب هذه العبادة والصدق والإخلاص فيها. ما معنى أن نذكر الله عزّ وجل باللسان دون فهم المعنى؟ فقد تُردد كل يوم: سبحان الله.. ولكن هل تُدرك معناها؟ وحين تقول: لاحول ولاقوة إلا بالله.. هل تفهم معناها؟ وهل أدركت تأثيرها في قلبك وحياتك؟ علينا أن نذكر الله بفهم وإدراك وتدبّر، ونستمر في ذكره حتى الموت، ونحن أحوج إلى الله عزّ وجل لحظة الموت، فإذا أكثرنا ذكر الله في حياتنا اليومية، سهّل علينا ذكره عند الموت وقت الاحتضار. ولتعلم أنّ من مؤشرات حب الله عزّ وجل لك كثرة ذكره في لسانك بحضور قلبك. أنصح بفهم معاني الذكر وهي مسألة سهلة جداً، وأقترح لكم كتابا جميلا يحمل عنوان «الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب» لابن القيم الجوزية. وهو متوافر بالمجان في مواقع الانترنت، وبتحقيق موثق. اللهم اجعلنا من الذاكرين والشاكرين.
متفرقات - نوافذ النور
مَن نحن... حتى يَذْكرنا الله عزّ وجل؟
11:30 ص