«لقد أصبح كل ما هو ممنوع في مجتمعاتنا، مرغوباً فيه على الساحة الفنية»! بصرخة أشبه بجرس إنذار، أو إشارة استغاثة، شكت الفنانة الشابة بيبي أحمد مما رأته «وضعاً فنياً مقلوباً يتطلب علاجاً عاجلاً، لكي ينهض به من آفاته، ويعينه على القيام برسالته المجتمعية»، رابطةً بحبل وثيق بين الفن والارتقاء! «الراي» تحاورت مع الممثلة الواعدة، التي عزَت تأخر نجوميتها برغم انطلاقتها في العام 2012، إلى أنها «ليست ممن يلهثون وراء النجومية الزائفة، التي تستلهم بريقها من قلة الحياء»، لافتةً إلى «أن كثيرين من أنصاف المواهب أصبحوا نجوماً في فضاء الفن، بينما أصحاب المواهب الحقيقية لا يحظون إلا بالقليل النزر من الفرص»، وكاشفةً عن أنها لا تحبذ طرق الأبواب للحصول على أدوار مهمة في الدراما الكويتية... وتفاصيل أخرى تأتي في هذه السطور:
• في البداية، نود أن نتعرف على موقعك الحالي في خارطة الدراما التلفزيونية؟ - أنا موجودة، لكنني أترقب وصول عروض مهمة، لتعيدني مرة أخرى إلى الشاشة الصغيرة، حيث أعتزم أن أعكف في الأعمال المقبلة على تجسيد شخصيات مؤثرة، وتحمل في ثناياها قيمة عالية لاسيما المُركَّبة منها، لأن مثل هذه النوعية من الأدوار هي التي تبقى عالقة في الأذهان سنوات طوالاً، على عكس الأدوار التقليدية التي عادةً ما تمر مرور الكرام على المشاهدين، ثم لا يعودون يتذكرونها بعد فترة قصيرة. • لكن تردد في الآونة الأخيرة أنك اعتزلتِ الفن إلى غير رجعة، فما صحة هذا الكلام؟ - هذا الكلام عارٍ عن الصحة تماماً، خصوصاً أنني لا أزال في أول المشوار، كما أنني أرى أن بدايتي الفعلية لم تنطلق بعد لكي أُقرر ما إذا كنتُ سأعتزل الفن أم لا. كل ما في الأمر أنني فضّلت الجلوس في بيتي والابتعاد قليلاً أو كثيراً، كي لا أضطر إلى أن أطرق الأبواب بحثاً عن دور، فهذه الطريقة لا تناسبني، فأنا أؤمن بشدة بموهبتي، ولن أبْخَس هذه الموهبة حقها في أدوار هزيلة أو أعمال باهتة. كما أنه ليس من طبعي تقديم التنازلات بغية الحصول على مساحة جيدة في مسلسل تلفزيوني أو من خلال عرض مسرحي أو غيرهما من المجالات، بل تعودتُ التريث دائماً، ريثما يأتيني العرض المناسب الذي يقدمني للناس في أبهى صورة.• في حال عُرض عليكِ دور مهم نظير أجر مادي زهيد، فهل ستقبلين؟ - بكل تأكيد، وهو ما حصل بالفعل في مسلسل «صديقاتي العزيزات» من إنتاج العام 2015، إذ لم أتقاضَ في هذا العمل الأجر المستحق، غير أنني كنتُ سعيدة بهذا الدور الذي كان مهماً للغاية. فأنا لستُ مادية، لكنني في المقابل لا أحب أن يُهضَم حقي من دون مبرر، أو أقبل التساهل في تقدير عملي. • ما آخر الأعمال التلفزيونية التي شاركتِ في بطولتها؟ - كانت تمثيلية «البرواز»، التي عُرضت العام الماضي على تلفزيون الكويت، وهي من تأليف عبدالعزيز الحشاش وإخراج حمد البدري، في حين تولى بطولتها فيصل العميري إلى جانب كوكبة من الفنانين، وتناول العمل قضية فلسفية لها علاقة بمرض نفسي لدى الأم، وينعكس هذا المرض على حياة الأسرة وكيانها، وطريقة نظر كل من أفرادها إلى الواقع والآخرين.• وماذا عن أعمالك المسرحية الأخيرة؟ - لم أعتل خشبة المسرح منذ أول وآخر مسرحية قدمتُها، وكانت بعنوان «هذا هو الكويتي» للمنتج نايف الراشد، ومن بطولة ولد الديرة وسلطان الفرج وشهاب حاجية ومنال الجارالله، وغيرهم من النجوم. • يعزو البعض قلة مشاركاتك في الدراما والمسرح إلى أنك فنانة حادة الطباع مع الزملاء من الفنانين والمنتجين، فما تعليقك؟ - بل بالعكس، فإن شخصيتي طيبة ومسالمة مع الجميع سواء في بلاتوهات التصوير أو على خشبات المسارح، إلا إذا حاول أحدهم أن يجتاز حدود الأدب والزمالة، فإنني سأوقفه فوراً عند حده، فالخطوط لديَّ مرسومة بدقة، وواضحة بما فيه الكفاية، بحيث لا يسهل لأي أحد أن يتعداها، وإلا...• هل تشعرين بأنك مظلومة في الساحة الفنية؟ - ليس هذا ما أعنيه، لكن يحز في النفس أن نرى فنانات من جنسيات عربية أصبحن نجمات في الدراما الكويتية، على رغم أنهن لا يحملن إلا أنصاف مواهب، في الوقت الذي نلاحظ أن المواهب الحقيقية التي تحترم فنها، وتجتهد من أجل تطوير أدواتها، لا تحظى إلا بالقليل النزر، بل النادر من الفرص! • من وجهة نظرك، لماذا تأخرت نجوميتك حتى الآن، بالرغم من بداية ظهورك في العام 2012؟ - بصراحة، لأنه مع كل الأسف، وضع الفن صار مقلوباً إلى حد أنه يتطلب علاجاً عاجلاً، لكي يتخلص من آفاته الكثيرة التي تأتي من الدخلاء عليه في الأساس، ومن ثم يحتاج الفن إلى من يعينه على القيام برسالته المجتمعية»، برغم أن الفن إحدى وظائفه أن يرتقي بالفرد والمجتمع على السواء... لكن الحقيقة أنه أصبح كل ما هو ممنوع في مجتمعاتنا مرغوباً في الوسط الفني، ولو كنتُ مثل غيري من الفنانين الذين تعوَّدوا على إقامة «الشو» في «السوشيال ميديا» لسطعت نجوميتي مبكراً في فضاء الفن، لكننّي بصراحة - وأنا غير نادمة على ذلك، بل متشبثة به تماماً - لستُ ممن يلهثون وراء النجومية الزائفة، التي تستلهم بريقها من قلة الحياء! • كم عدد الأعمال في رصيدك الفني؟ - شاركتُ في بضعة مسلسلات تلفزيونية، من بينها: مسلسل «أنت عمري» من تأليف جابر البنا وجوهر الجويهل وإخراج أحمد دعيبس، بالإضافة إلى مسلسل «سكن الطالبات» تأليف عبير زكريا وإخراج حسين الحليبي، فضلاً عن مشاركتي كضيفة شرف في مسلسل «ريَّال وسط حريم»، وأخيراً مسلسل «البرواز»، إلى جانب مشاركة وحيدة في المسرح من خلال مسرحية «هذا هو الكويتي».