كشف سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت وانغ دي عن وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات التي ستوقع بين الكويت والصين، خلال زيارة الدولة التي يقوم بها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على رأس وفد رسمي، إلى بكين بعد غد السبت بدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتستمر حتى الثلاثاء المقبل، يتخللها حضور سموه افتتاح الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي سيعقد في العاصمة بكين يوم 10 الجاري.وفيما بين السفير وانغ، في مؤتمر صحافي عقده امس في السفارة، أن الكويت شريك نشيط للمنتدى العربي الصيني، تحدث عن برنامج الزيارة، حيث تتضمن مراسيم ترحيب رسمية لسمو الامير وعقد مباحثات ثنائية، حيث سيتبادل قائدا البلدين الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بشكل معمق فضلا عن حضورهما مراسيم توقيع اتفاقيات في العديد من المجالات. وأكد أن «هذه الزيارة تعد الأولى لزعيم عربي خلال هذا العام إلى الصين والتي تأتي بعد تسع سنوات من زيارة سموه إلى الصين، وأن الجانبين يتطلعان لتطوير علاقتهما التقليدية وتعميق التعاون السياسي والاقتصادي ودفع العلاقات لمرحلة جديدة».وعن الاتفاقيات التي ستوقع خلال الزيارة قال «ستغطي العديد من المجالات، والتعاون الصيني الكويتي له ثمار عديدة، وفي عدة مجالات، مثل التجارة والطاقة والمال، والمشاركة في مجال الحزام والطريق ومجالات اخرى مهمة، كما أن الجهات المختصة في البلدين تقوم بوضع اللمسات الاخيرة لهذه الاتفاقيات المزمع توقيعها خلال الزيارة، وهناك وفد كويتي وصل الصين اول امس لهذا الهدف». وفيما يتعلق بالجانب الثقافي قال «تم انشاء 12 معهد كنفوشيوس ثقافيا في عدة دول عربية، دربت اكثر من 90 ألف دارس، اضافة إلى التعاون في مكافحة التصحر والارهاب ومجال العمل الانساني».وبخصوص التعاون العسكري، اوضح ان «التعاون الصيني الكويتي مستمر، وقد شهدت الأشهر الماضية زيارة اول بارجة صينية للكويت، كما ان الكويت قامت بشراء مدفع 155، وهي الاولى في المنطقة وتلتها دول عربية اخرى، وشاركت الصين في اربع مهمات لحفظ السلام في الوطن العربي وان ثلاثة ارباع عدد الجنود الصينين المشاركين في حفظ السلام في العالم موجودون في المنطقة العربية»، موضحا ان الصين تدعم جميع القضايا العادلة في فلسطين والعرب وتدعو الى حل المشاكل دائما عبر الحوار الديبلوماسي، وان هناك تشابها كبيرا في دعم القضايا العالمية بين الصين والكويت.واشار الى «وجود توافق بين الكويت والصين في القضايا الاقليمية والدولية، والكويت تلعب دورا نشيطا في هذه القضايا حتى قبل دخولها مجلس الامن، ومثال على ذلك الوساطة الكبيرة في الازمة الخليجية التي حظيت بتقدير العالم، كما ان الصين تقدر هذه الوساطة وجهود الكويت في السعي لاجاد حل للكثير من المشاكل في العالم». وقال «بعد ان اصبحت الكويت عضوا غير دائم، اصبح لديهم مجالا للتعاون لتسوية النزاعات في المنطقة والعالم، والصين تقدر جهود الكويت في مجلس الامن لتخفيف التوتر في فلسطين وحفظ السلام في المنطقة، حيث صوتت الصين لمشروع هذا القرار الذي توقف بسبب موقف دولة».وعن التبادل التجاري بين البلدين ذكر انه «بلغ في العام الماضي 12 مليار دولار، وحسب الاحصائيات الاولية وصل في الربع الاول من العام الحالي الى اربع مليارات، حيث استوردنا العام الماضي 18 مليون طن من النفط الكويتي، فيما وصل حجم الاستيراد في الربع الاول من هذا العام 5.5 مليون طن من النفط الكويتي». وبشأن المصفاة التي تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأنها عام 2014 أوضح ان هناك بعض النقاط الفنية التي لم يتم الوصول لحل لها حتى الآن. وعن الاستثمارات الصينية في الكويت اوضح انها نحو 750 مليون دولار معظمها في الشركات النفطية، لافتا الى أن الصين شريك استراتيجي اساسي في مشروع تطوير مشروع حقول الشمال الذي له اهميه اقتصادية لمستقبل الكويت، وان اكثر من 40 شركة صينية تشارك في المشاريع الاقتصادية الكويتية بإجمالي 20 مليار دولار، وحجم العقود الجديد للمقاولات في السنة الماضية بلغ 3.6 مليار دولار، وهذا يدل على دقة الشركات الصينية من حيث الاداء ولاقى اشادة من الجهات الكويتية خصوصا في العديد من المشاريع التي تنفذ. وأوضح ان حجم الاستثمارات الكويتية في الصين يبلغ اكثر من 3 مليارات دولار.
صاحب السمو والصين تاريخ من تعزيز العلاقات
كونا- تعد الزيارة المرتقبة، لسمو الأمير الشيخ صباح الاحمد إلى الصين يوم السبت، الثانية لسموه منذ تولي مقاليد الحكم في البلاد، والرابعة له خلال توليه المهام الرسمية في الدولة، منذ أن كان وزيرا للخارجية.ففي 10 مايو 2009 قام سمو الأمير بزيارته الأولى إلى الصين استغرقت يومين، تم خلالها توقيع اتفاقية لإقامة مصفاة لتكرير النفط في الصين، إضافة إلى إبرام العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجال التعليم والطاقة والبنى التحتية والرياضة وحماية البيئة.وفي 5 يوليو 2004 قام الشيخ صباح الأحمد، وكان آنذاك رئيسا لمجلس الوزراء، بزيارة رسمية للصين، أثمرت توقيع اتفاقيات ثنائية فتحت آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين، ومواصلة زيادة حجم الاستثمارات وتعزيز التبادل التجاري.وفي عام 1991 قام سموه وكان حينها وزيرا للخارجية بزيارة عرفان وامتنان إلى بكين عقب تحرير الكويت من الغزو العراقي، معبرا فيها عن شكر دولة الكويت قيادة وشعبا للموقف المبدئي الذي انتهجته الصين في الوقوف مع الحق الكويتي وعودة الحرية والشرعية الكويتية منذ اللحظات الأولى للاحتلال العراقي لها.وكان أمير الكويت الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد، قام في 26 ديسمبر 1990 بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية هي الأولى لأمير دولة الكويت استمرت ثلاثة أيام، بحث خلالها مع القيادة الصينية آنذاك، سبل إنهاء احتلال العراق للكويت، حيث استقبل حينها استقبالا مميزا، وحظي بحفاوة بالغة، تنم عن موقف الصين الرافض للاحتلال.وفي أعقاب تحرير الكويت قام الشيخ جابر الأحمد في 15 نوفمبر 1991 بزيارة رسمية للصين أيضا، استمرت ثلاثة أيام أجرى خلالها محادثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وموضوع الأسرى الكويتيين لدى النظام العراقي، كما قدم سموه شكر الكويت حكومة وشعبا للصين على مساندتها لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بإنهاء الاحتلال العراقي لدولة الكويت.وفي 5 أبريل 1995 قام الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله بزيارة إلى الصين، حينما كان وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء، أجرى خلالها محادثات مع كبار المسؤولين، تركزت على تدعيم وتعزيز علاقات الكويت مع الصين في شتى المجالات والميادين سياسيا واقتصاديا وتجاريا.أما أول زيارة لمسؤول حكومي كويتي للصين فقد كانت في 13 فبراير عام 1964 عندما قام الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، بزيارة إلى بكين وكان حينها وزيرا للمالية، لتتوالى بعد ذلك الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين إلى يومنا هذا لتشمل شتى المجالات. وترتبط الصين بعلاقات صداقة قوية مع الكويت، التي كانت أول دولة عربية خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية كاملة مع بكين في 22 مارس عام 1971.