انتشرت في الأعوام الأخيرة شعارات في كل العالم، وطبعاً بدأت من أميركا ونحن كالعادة مشينا على عادة التقليد والتبعية وكررناها كما لقّنونا، وهي شعارات مثل:- يجب ان تحبي نفسك وتشتري لنفسك أغلى وأثمن الهدايا.- اذهبي الى المطعم لوحدك لو لم تجدي من يرافقك واطلبي اطيب وأغلى الاطباق.- نفسك تستحق الدلال والمتعة فلا تبخلي بها ودلليها كما تدللين اعز الناس.- لا تنتظري هدية في عيد ميلادك واشتري الهدية التي تريدينها.- نفسك قبل اولادك يجب ان تحبي نفسك قبل كل أحد وقبل كل شيء.- أهم ما في الدنيا راحتك ولو على حساب ابنائك، فالأبناء بالنهاية يكبرون وينسون ما قدمتيه لهم، اذن لا تتحملي المشقة والصعوبات على حساب نفسك وسعادتك.وطبعاً اغلب الشعارات موجهة للمرأة حيث 80 في المئة أو أكثر من الأسواق يتكون من بضائع نسائية. لذلك سهام الرأسمالية كسهام كيوبيد تجلس في قلب المرأة والزوجة والام مباشرة.وكلما أصبحت المرأة متحررة أكثر من قيودها العاطفية تجاه المنزل والاسرة والزوج والابناء، كلما لجاأت إلى الأسواق أكثر، وصرفت المزيد والمزيد كي تعوض حرمانها من فطرتها الطبيعية في الامومة وتكوين الاسرة.لذلك زادت شعارات للأسف يكررها من يسمون أنفسهم مختصون في التنمية البشرية وقد يكونون غافلين عن مغزى وهدف ونتيجة الشعارات ويكررونها فقط لأنهم توارثوها من بعض وكبيرهم تعلمهم من المعلم الأعظم! من هذه الشعارات تشجيع المرأة على الطلاق وترك الأبناء للزوج كي ترى حياتها وتستمتع حالها حال الرجل، فلماذا يكون الاستمتاع حكراً على الرجال وماذا ينقصها كي لا تستمتع مثله؟!فأصبحنا نرى أُمّا تترك أبناءها الصغار في عمر الرضاعة أو في عمر الطفولة المبكرة او أصغر وأكبر للزوج، وتذهب اما كي تكمل دراستها خارج البلاد او كي تتزوج من رجل آخر تحبه أكثر من زوجها. وبما ان المجتمع ومدربي التنمية، يباركون ذلك فلا تشعر بأن الامر قد يكون فيه خطر على الأطفال ونفسيتهم وتربيتهم.للأسف هذه الشعارات التي لا يستفيد منها سوى النظام الرأسمالي والتجار الذين لا يشبع جشعهم شيء، أصبح ينهش في قلوب الأطفال الصغار ويسبب لهم ندوباً لا تلتئم حيث تعتبر صدمة تخلي الام عن أبنائها من أصعب الصدمات النفسية على الانسان.هذا بالإضافة إلى أن تجريد المرأة من فطرتها الامومية تدخلها في صراع مستمر بين طبيعتها وعصريتها مما سبب لها الكثير من الاضطرابات النفسية.كل ذلك فقط كي تحيي الرأسمالية!mosawi.75@gmail.com