على مدى نحو 3 ساعات تحوّلت «ساحة النجمة» في وسط بيروت (ليل الجمعة) إلى «ساحة النجوم» من 12 دولة الذين أضاؤوا ليل العاصمة اللبنانية في إطار مهرجان «بياف» في أمسيةٍ بلغ وهْجُها كل العالم العربي.وطغى عنصران بارزان على «بياف» الذي حَمَل في نسخته التاسعة اسم الفنان العالمي المصري الراحل عمر الشريف «المِعلم في الفنّ من أصول لبنانية، الأمير العربي، الطبيب الروسي، القيصر النمساوي دكتور جيفاغو، لورانس العرب».العنصر الأول يتصل بدلالاتِ نقْل منظّمي المهرجان جغرافيتَه من «الزيتونة باي» على الواجهة البحرية لبيروت الى «ساحة النجمة» التي يُطْلِق رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، راعي المهرجان، «انتفاضةَ عودةٍ» إليها لإنهاء مرحلة «قلب العاصمة المكسور والمهجور» وإخراجِ «عنوان النهوض» الاقتصادي والسياحي لبيروت من «موتٍ سريري» أطْبَق عليه منذ أعوام.والعنصر الثاني تمثّل في أنه رغم الأسماء البارزة في عالم الفن والسينما والإعلام في العالم العربي والعالم التي جرى تكريمها، فقد خطف كل الأضواء نجمان تركيان عرَفا شهرة منقطعة النظير في العالم العربي: خالد أرغنش وزوجته الممثلة برجوزار كوريل، الأول الذي لاقى انتشاراً كبيراً خارج تركيا من خلال دور «السلطان سليمان»، والثانية التي لمع اسمها عربياً بدور «شهرزاد» في مسلسل «ويبقى الحب» (فيه تعرّفت الى ارغنش).وصار حضور «السلطان» و«شهرزاد» حدَثاً موازياً في المهرجان الذي نُقل مباشرة على الهواء. ومنذ أن وصلا إلى السجادة الحمراء «يداً بيد»، وحتى صعودهما تباعاً إلى المنصة كلٌّ لنيل جائزة تكريمية افتُتح بها المهرجان، ترك ارغنش وكوريل أصداء بالغة الإيجابية بين الحضور لتفاعُلهما العفوي وصولاً إلى كلمتيْهما بعد تسلُّم الجائزة، إذ عبّر «السلطان» عن حبه للبنان «الذي لم أزره سابقاً»، موضحاً أنه عندما دخل مجال التمثيل لم يكن يتوقع أنه سيصبح نجماً معروفاً في العالم العربي. أما زوجته، فأشادتْ بجمال نساء لبنان وقالت: «عندما قلتُ لمصممي الخاص إن لديّ تكريماً في لبنان بادَرني: إذاً عليك أن تكوني بكامل أناقتك لأن لبنان معروف بجماله وأناقته، فارتديتُ أغلى الفساتين في مسيرتي كي أصل إليكم».ولم يمرّ الحفل الذي قدّمتْه الإعلامية ريما نجيم من دون مفارقات غير مألوفة أبرزها: حرْص الفنان اللبناني ملحم زين على أن يتولى شخصياً، ومن دون أن يكون هو مكرَّماً، تسليم الجائزة لزميله الفنان وائل كفوري مطلقاً بحقه «أحلى الكلام»، قبل ان يغني وائل جديده «أخدت القرار». كما قيام الفنانة التونسية لطيفة، غير المكرَّمة في هذه الدورة، بتسليم جائزة أفضل فنانة لزميلتها المصرية الفنانة أنغام على وقع مديحٍ نادِرٍ بين «ولاد الكار»، لتقدّم بعدها لطيفة أغنية «فريش» على المسرح.وحضر «المونديال» في المهرجان من خلال مداخلات بعض المكرَّمين والمكرِّمين، مثل حكيم الذي حرص على توجيه تحية الى كل المنتخبات العربية التي شاركت.وفي السياق نفسه لم تتوان لطيفة عن «تسديد هدف» في مرمى الإعلامي اللبناني نيشان خلال تقديمهما الجائزة لأنغام بعدما طالب الأول الحاضرين بالتصفيق للمنتخب البرازيلي على أدائه لتقاطعه الفنانة التونسية: «لأ... أنا عاوزة تصيفقة كبيرة لتونس ومصر والسعودية والمغرب».أما الإعلامي اللبناني هشام حداد، فبعدما تسلّم جائزته واعتبر أن هذا التكريم هو واحد من حدَثين هما الأفضل في حياته «والثاني هو خروج ألمانيا من المونديال»، لم يتوانَ عن «الكلام السياسي» المشفَّر منتقداً التوريث ومعلناً «اذا كان من بيّك أو بيّ مرتك (زوجتك) فإلى الجحيم».وفي حين يؤخذ على المهرجان الغياب التام لأيّ حضورٍ خليجي، سواء لمكرِّمين أو مكرَّمين، فإن الشخصيات الـ 20 التي جرى منْحها جوائز شملت أيضاً الإعلامية والكاتبة الإيطالية - الفلسطينية رولا جبريل، الإعلامية المصرية لميس الحديدي، الإعلامية اللبنانية ماغي فرح، الممثلة والكاتبة اللبنانية كارين رزق الله، الممثل اللبناني بديع أبو شقرا، الممثلة الأميركية - الكولومبية زولاي هناو، «رجل الإنسانية» محمد بركات، الشاعر الغنائي اللبناني منير بوعساف، الفنانة العالمية الرومانية ألكسندرا ستان، الفنان العالمي من أصل لبناني فايدي، الفنانة الرومانية العالمية أوتيليا، المخرج والمنتج السوري العالمي مالك العقاد والرسام اللبناني أندريه كالفايان، اضافة الى وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري.غيابها عن المهرجان أثار ضجة

هيفاء وهبي لـ «الراي»: لم أتعافَ من انتكاسة صحية أدخلتْني «الطوارئ» قبل أيام كان مقرَّراً أن تكون الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي في مهرجان «بياف»، إلا أنها غابت قسْراً «لأسباب خاصة وشعور بالتوعك»، الأمر الذي قابله القيّمون على الحفل بسحْب جائزة التكريم لها وتَجاهُل أي إشارة إلى وهبي التي انبرى معجبوها إلى توجيه انتقاداتٍ حادة للمهرجان على مواقع التواصل الاجتماعي. وبعدما كان القيّمون على المهرجان يروّجون لأيامٍ وحتى صبيحة الحفل أن «النجمة الجماهيرية هيفاء وهبي مكرَّمة في بياف الليلة»، فاجأتْ الأخيرة الجميع عصراً بإعلان اعتذارها عن عدم حضور الحفل «الذي كنت سأكرّم خلاله، لأسبابٍ خاصة وشعورٍ بالتوعك، ما سيلزمني المكوث في المنزل وأخْذ قسطٍ من الراحة. وأشكر جمهوري الداعم الدائم الذي بارك لي، والقائمين على مهرجان BIAF لاهتمامهم الخاص بي»، قبل أن تنشر صورةً لمجموعة من العقاقير كي توضح أن سبب غيابها هو المرض ومنعاً لحصول أي التباس أو تأويل.وأكدت هيفاء لـ «الراي» أنها كانت قد دخلت المستشفى، قسم الطوارىء في 25 يونيو بسبب تعرّضها لانتكاسة صحية مفاجئة وهي لم تتعافَ حتى اليوم.وبعد «صدمة» تجاهُل «بياف» الجائزة وأي ذكر لهيفاء أو توجيه رسالة اطمئنان لها، اندفع «فانز» وهبي مصوّبين على القيمين على المهرجان وخطوتهم «غير المفهومة».