قادماً من بلاد السبعة جبال، ليحط رحاله في وطن النهار، فاستحضر عمالقة الزمن الجميل، ثم قدم «رسالة من تحت الماء» إلى الجمهور الكويتي!إنه المطرب والموسيقار الأردني أيمن تيسير، الذي أحيا أول من أمس، ليلة طربية بامتياز على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، وكانت بحق مسك الختام، لمهرجان الموسيقى الدولي في دورته الحادية والعشرين، الذي أقيم تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الفترة ما بين 23 و28 من شهر يونيو الجاري، حيث قدم تيسير باقة متنوعة وثرية من روائع الغناء الأصيل.شهد الحفل، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمه قيادات المجلس الوطني للثقافة، وعدد من الديبلوماسيين، فضلاً عن حضور كوكبة كبيرة من عشاق الطرب والموسيقى الشرقية. في البداية، شدا أيمن تيسير برائعة «زي الهوا» للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، التي صاغ كلماتها الشاعر الكبير محمد حمزة ولحنها الموسيقار بليغ حمدي وهي من مقام بياتي، حيث اشعلت المدرجات منذ الاستهلال. بعدها، قدم المطرب الأردني أغنية بالفصحى من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي، ومن ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وهي بعنوان «مضناك» التي تنتمي إلى مقام حجاز. تبعها بأغنية «يا طير يا طاير» من كلمات وألحان جميل العاص ومن مقام كرد. ثم، عاد تيسير مرة أخرى لروائع الموسيقار محمد عبدالوهاب ليقدم بصوته الجهوري أغنية «كل ده كان ليه» التي نسج أبياتها الشاعر مأمون الشناوي، وهي من مقام بياتي. عطفاً على غنائه لرائعة «عندما يأتي المساء» كلمات محمود أبو الوفا، تلتها أغنية «يا مسافر وحدك»، كلمات حسين السيد. وفيما ألهب حماسة الجمهور بأغنية «سواح» لعبدالحليم حافظ، أهدى أيمن تيسير أغنية «ياهلي ياهلي» إلى الشعب الكويتي عربوناً للمحبة، وهي التي أهداها من قبله العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ إلى الكويت عندما زارها في منتصف الستينات من القرن الماضي. وهنا، قدم الفنان الأردني «رسالة من تحت الماء» إلى جمهور مسرح عبدالحسين عبدالرضا، ليعبّر عن ما يختلج قلبه من أشواق وحنين إلى الكويت أرض الصداقة والسلام، ليتألق من بعدها بغناء «هو الحب» وليختتم وصلته برائعة «موعود» لعبدالحليم حافظ، قبل أن يُسدل الستار على فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مهرجان الموسيقى الدولي، الذي احتفى هذا العام بالملحن الكويتي الراحل مرزوق المرزوق، أحد أبرز رواد الأغنية الكويتية المطورة الذين شاركوا في الخروج بها من حدودها الإقليمية إلى أنحاء الوطن العربي.ويعد أيمن تيسير أحد أهم الأصوات العربية، وأحد أهم المحافظين على التقليد الموسيقي الشرقي، وقد تراوحت مسيرته الفنية المشرفة بين درر تراثنا العربي الزاخر وأغانيه الخاصة التي حرص فيها على جودة النظم وهدف الموضوع وحلاوة الجملة اللحنية.نال شهادة الدكتوراه في العلوم الموسيقية، تخصص - غناء عربي - منحة جلالة الملكة رانيا من جامعة «الروح القدس» في لبنان العام 2005. وأكمل الماجستير في العلوم الموسيقية، والدبلوم العالي في الغناء الشرقي من الجامعة نفسها، وشهادة البكالوريوس في الموسيقى من جامعة اليرموك.وحصل على الجائزة الكبرى لأحسن عمل غنائي متكامل في مهرجان «بترا» للأغنية الأردنية عن لحنه لأغنية «آن الأوان»، الذي أقيم في عمان العام 2000، وجائزة الملك عبدالله الثاني للإبداع الموسيقي العام 2001، والمركز الثالث في مهرجان الأغنية الأردنية الأول، والمركز الأول في مهرجان الأغنية الأردنية الأول 1993 بجائزة أفضل صوت وأداء.