السقوط في روسيا و«الدويّ» في لبنان... دموعٌ انهمرتْ في برلين و«دمٌ» سالَ في ضاحية بيروت.معادلةٌ ارتسمتْ في لبنان من قلبِ «الفاجعةِ» الكروية التي أصابتْ ألمانيا بخروجها الكارثيّ من دور المجموعات في مونديال روسيا، فاجعةٌ بدت وكأنها في قلب «بلاد الأرز» «وشعبِ المانشافت» فيها الذي اهتزّ مع الزلزال الذي بدا وكأنه يغيّر وجه كرة القدم الألمانية التي حفرتْ اسمَها بأحرفٍ من ذهب.الكل كان يتوقّع أن يتردّد الصدى «الصاعق» لأيّ خروج دراماتيكي لألمانيا من دور المجموعات، ولكن أحداً لم يعتقد أن الأمر سيصل باللبنانيين الذين يميلون الى الاصطفاف التقابُلي حول الرياضة كما لو أنها السياسة، إلى حدّ «التقاتُل».فلم تكد البرازيل تحقق فوزها على صربيا، حتى «صُعق» لبنان بمأساة مقتل الشاب محمد زهر (20 عاماً) ليل الأربعاء طعناً على يد أحد جيرانه بسبب «التزريك» على خلفية انتصار البرازيل بعد هزيمة ألمانيا و«وداعها» كأس العالم.زهر (من بلدة حاريص الجنوبية)، من مشجعي البرازيل وأشارت التقارير إلى أنه قُتل خلال احتفاله بفوز «السيليساو» في محلة حي السلّم في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث هاجمه اثنان من جيرانه من مشجعي المنتخب الألماني (القاتِل حسين خضر بريطع ومعه شخص من آل شمص) وطعنه بريطع بسكين (تَردّد ان الطعنة في قلبه) ما أدى إلى وفاته على الفور.وفي حين تحدّثت التقارير عن أن «الهجوم» حصل بعد مشادات كلامية على خلفية تشجيع القتيل للبرازيل والمهاجِمين لألمانيا، تحدّث بعض المواقع عن أن زهر كان يتابع مباراة البرازيل وصربيا بمقهى في حيّ السلم، واحتفالاً بهدف البرازيل الثاني أُطلقت مفرقعات نارية، فانزعج شاب (بريطع وتردّد أن عمره 17 عاماً) من سكان المبنى الذي يقع فيه المقهى، وأنه بعد تلاسُن وإطلاق نار نزل الشاب الغاضب برفقة شخص آخر قيل إنه صهره، وعمدا إلى تكسير الزجاج قبل طعْن المغدور محمد.وفي حين أعلن الجيش اللبناني في بيان له أنه أوقف بريطع أمس «بعدما أقدم بتاريخ 27 /6 /2018 على قتْل المواطن محمد زهر، إثر خلاف بينهما نتيجة تشجيع فرق رياضية»، أصدر آل بريطع بياناً استنكروا فيه الحادثة الأليمة «وما قام به حسين خضر بريطع عن غير قصْد وإدراك»، مؤكدين «ان العائلة تحت سقف القانون، وقمْنا بتسليم ولدنا حقناَ للدماء وتعبيراً منّا عن رفض ما حدث».وأثارت مأساة حي السلّم مخاوف من إمكان تحوّل «المونديال» سبباً لتوترات متنقلة في لبنان، ولا سيما أن «ليلة سقط المارد الألماني» لم تمرّ من دون توترات في مناطق عدة بعدما شهدت البلاد من الجنوب إلى الشمال مواكب سيّارة احتفلت بتأهّل «السيليساو» وشقّت طريقها وسط «غضبة» وصدمة في صفوف «ألمان لبنان».وبعد فترة كانت أشبه بـ «ربْط النزاع»، وتحديداً بين إعلان صافرة انتهاء مباراة ألمانيا وكوريا على «انهيارٍ تاريخي» لمنتخب ألمانيا، وبين فوز «السيليساو» الذي كان مشجّعوه يتهيّبون احتمال ان يلقى «المصير الأسود» نفسه لـ «المانشافت»، انفجر «برازيليو لبنان» فرَحاً، في احتفاليات وكأنها «كرنفالات ريو»، وشماتةً بخروج بطل العالم الذي لم يتوان «أعداؤه» عن إقامة مراسم تشييع له انتشرت مقاطع الفيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان لافتاً أن محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا أهاب بجميع المشجعين لمباريات كأس العالم «التحلي بالروح الرياضية والتشجيع بمسؤولية كاملة، خصوصاً بعد الإشكالات التي حصلت ليل الأربعاء على خلفية نتائج المباريات أثناء المسيرات السيارة والراجلة التي شهدتها بعض شوارع مدينة طرابلس، وتخللها إطلاق المفرقعات النارية بطريقة عشوائية، وتفادياً لحصول أي إصابات وإشكالات في الأيام المقبلة بعد انتهاء كل مباراة».
أخيرة
جريمة هزّت لبنان «المتوتّر» رياضياً
ليلة سقوط المنتخب الألماني... دمٌ في ضاحية بيروت الجنوبية
الضحية محمد زهر
09:22 ص