أسس السلاجقة الأتراك دولتهم في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) لتشمل خراسان وما وراء النهر وإيران والعراق وبلاد الشام وآسيا الصغرى.وقد ساند السلاجقة الخلافة العباسية في بغداد ونصروا مذهبها السني، وتصدوا للنفوذ البويهي في إيران والعراق، والنفوذ العبيدي (الفاطمي) في مصر والشام، وقضوا على النفوذ البويهي تماماً.وقد برز من القيادات السلجوقية العديد من المصلحين ومنهم (طغرل بك) والسلطان (ألب أرسلان) وملكشاه ونظام الملك!بعد سقوط الدولة السلجوقية وغزو المغول لبلاد المسلمين، هيأ الله تعالى لعثمان - ابن طغرل - تأسيس الدولة العثمانية وقد كان عثمان يؤمن إيماناً عميقاً بأن وظيفته الوحيدة في الحياة هي الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته!وقد سار خلفاء عثمان على ذلك المنهج ونصروا الدين، وبرز منهم عظماء مثل السلطان بايزيد الأول (1379 - 1402) الذي تصدى لجيوش تيمورلنك المغولي، والسلطان محمد الفاتح الذي فتح الله تعالى على يديه مدينة القسطنطينية 1453 في ملحمة بطولية ما زال العالم يتحدث عنها. وقد استمرت الدولة العثمانية تدافع عن حياض المسلمين وتصد هجمات عدوهم عليهم إلى أن تآمر عليها اليهود والنصارى ليسقطوها في العام 1924، وجاؤوا بحكم علماني لا ديني بغيض سعى إلى طمس الهوية الإسلامية من ربوع تركيا، لكن ما لبث دعاة الإسلام في تركيا يعملون جاهدين على إرجاع الإسلام إلى ربوع تركيا إلى أن تكللوا بالنجاح بفضل الله تعالى وسقطت شعارات العلمانية ورجع الشعب التركي إلى أصوله الاسلامية وأصبح نصيراً للقضايا الإسلامية ومدافعاً عنها!لقد كان لفوز أردوغان بولاية رئاسية ثانية، في انتخابات نزيهة شهد عليها العالم كله، أكبر الأثر في نفوس المسلمين بالرغم من حجم المؤامرات التي نُسجت من أجل إسقاطه، ومنها انقلاب غولن الصوفي الذي كان واضحاً بأنه من تدبير المخابرات الغربية قبل سنوات رغم إنجازات أردوغان الكبيرة، لاسيما على المستوى الاقتصادي وتحويله لتركيا إلى بلد متطور وقوي!إن تبني أردوغان للقضايا الإسلامية في تركيا وخارجها قد حرك جميع الحاقدين على الإسلام لإجهاض إنجازاته، لكن الله تعالى أفشل مؤامراتهم وأيده بنصره على أعدائه!إن الذين يساهمون اليوم في التآمر على تركيا وعلى أردوغان، هدفهم التآمر على الإسلام والسعي إلى طمس رسالته ويجب على الشعوب المسلمة التصدي لهم ومنعهم من تحقيق غاياتهم !نحن لا نزكي أردوغان ولا نصفه بالكمال، ولكننا نرفض طمس النهضة الإسلامية في تركيا تحت مسمى وجود أخطاء في مسيرتهم!«والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».
مقالات
نسمات
الأتراك... تاريخ طويل من الدفاع عن الإسلام!
01:29 ص