عمت الفرحة والسرور قلوب جموع غفيرة من المسلمين في العالم، بعد إعلان فوز الرئيس رجب طيب أردوغان، بانتخابات الرئاسة التركية.وسبب هذه الفرحة أنهم اعتبروا هذا الفوز بمثابة انتصار للعدالة والحرية والإصلاح.لقد حقق الرئيس التركي العديد من المكاسب والانجازات الضخمة، سواء على مستوى الداخل، أو على مستوى العالم الإسلامي.فقد استطاع أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية»، قيادة البلاد لتكون في مصافي الدول الكبرى، حتى أصبحت تركيا من ضمن مجموعة العشرين، وهي الدول التي تمثل ثلثي التجارة في العالم.كما تمكن من تحسين الأوضاع المعيشية للأتراك، حتى تطورت تركيا في العديد من المجالات (الصحية والتعليمية والمواصلات...).وارتفع متوسط دخل المواطن إلى 25 ألف دولار للفرد في العام 2017، في حين كان لا يتعدى متوسط دخله قبل تولي حزب العدالة والتنمية، الحكم، أكثر من 3 آلاف دولار سنوياً.ولقد رسخ الرئيس أردوغان، أسس الحرية والعدالة، فلم يعد هناك صوت يعلو على صوت الشعب، فللشعب التركي الحرية الكاملة في اختيار من يتولى قيادة الجمهورية أو يكون ممثلا له في السلطة التشريعية.واستطاع القضاء على تحكم المؤسسة العسكرية في شؤون البلاد، وأكبر دليل على ذلك، إسقاطه وبدعم من الشعب التركي، الانقلاب العسكري الفاشل في صيف 2016.كما استطاع الرئيس رجب طيب أردوغان، إعادة الوجه الإسلامي لتركيا، حيث سُمِح للفتيات بارتداء الحجاب في كل مكان، وتم افتتاح المدارس الدينية من جديد، وأصبح للعسكريين حق ممارسة شعائرهم الدينية من دون خوف من المحاسبة أو المساءلة.وأما على مستوى القضايا الإسلامية، فالمنصفون يشهدون للرئيس أردوغان، مواقفه البطولية والشجاعة في دعم هذه القضايا وفي مقدمها قضية القدس وفلسطين.ولعل موقفه في مؤتمر دافوس، ودعوته لاجتماع طارئ للدول الإسلامية في اسطنبول بعد إعلان أميركا اعترافها بالقدس عاصمة للدولة الصهيونية، وطرده السفير الإسرائيلي من تركيا بعد ذلك الإعلان، خير شاهد على هذه المواقف.ويعتبر أردوغان من أكثر المناصرين لحق الشعب السوري الشقيق في الحياة الكريمة، فتركيا تحتضن أكثر من 4 ملايين لاجئ سوري، ولولا الله ثم تركيا لكانت الثورة السورية قد أُخمدت منذ سنوات.نقول لكل من استنكر فرحنا بفوز أردوغان: إن كان الصحابة في العهد النبوي قد فرحوا لانتصار الروم - لأنهم أهل كتاب - على الفرس لأنهم مجوس وثنيون، أفلا يحق لنا أن نفرح بفوز أردوغان المسلم على قوى العلمانية والصليبية والصهيونية؟!وإن كان النبي عليه الصلاة والسلام أثنى على النجاشي - ملك الحبشة - الذي استقبل الصحابة المهاجرين، ولم يسلمهم لكفار قريش، وأعدادهم لم تتجاوز 150 صحابيا، فكيف لا نمدح أردوغان الذي تستضيف بلاده أكثر من 4 ملايين لاجئ سوري؟! نبارك لأردوغان حصوله على ثقة شعبه. ونبارك للشعب التركي هذا الاختيار. ونبارك للأمة الإسلامية أن يكون أحد زعمائها الرئيس رجب طيب أردوغان.Twitter:@abdulaziz2002
مقالات
رسالتي
أردوغان... والروم
02:04 م