مثلما تتميز الصين بسورها العظيم، وحضارتها العتيقة المرموقة، ونهضتها الحديثة الباهرة، تتميز أيضاً بفنونها المتنوعة وفولكلورها السخي... وهو الأمر الذي انعكس في العرض المدهش الذي قدمته فرقة «قوانغشي» الصينية للثقافة والفنون، ضِمن فعاليات الدورة الحادية والعشرين من المهرجان الدولي للموسيقى الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية. العرض الذي قدمته الفرقة أمام جمهور غفير تنوعت فيه المشارب والثقافات من مختلف الجاليات المقيمة على أرض الكويت، وفي القلب منها الجالية الصينية، كما تباينت اللوحات الفنية التي برع فيها أعضاء «قوانغشي» وعضواتها ما بين فولكلور وغناء وحركات بهلوانية صعبة ورقصات، كانت كافية لتصب نهراً من البهجة والجمال والإبهار في قاعة الجمهور الذي تصدره أيضاً كوكبة من الشخصيات من مختلف المجالات ولفيف من السلك الديبلوماسي. تميزت الفرقة بعروضها الغنائية بموسيقاها المميزة وإيقاعاتها المتفردة، لتستحضر من خلالها قطعاً من التراث الصيني الشهير والمحبب، وقد استُخدمت فيها الآلات التراثية القديمة والتي تجسد عراقة هذا الفن وأصالته، وحرص الشعب الصيني النبيل على التشبث به بوصفه أحد المقومات «الجميلة» للمجتمع والدولة على السواء. وإلى جانب الغناء كانت هناك لوحات استعراضية تميزت بالحركات المتناسقة والإتقان في الأداء، ومما خدم اللوحات المتنوعة التأثير الواضح للإضاءات التي كانت متناغمة مع كل لوحة على حدة، بل كل مشهد، بالإضافة إلى الأزياء التراثية الغزيرة الألوان والمثيرة للبهجة التي ارتداها أعضاء الفرقة... وكانت الاستعراضات البهلوانية متميزة بكرنفاليتها الفرحة، وهي جانب أصيل من تراث الصين الفولكلوري. وفي المقابل كان الجمهور متجاوباً مع مفردات العرض بكل طيفه المتنوع، حيث انساب التصفيق والتفاعل باتجاه خشبة المسرح احتفاءً بالفرقة وفنونها. ومن ضمن الفقرات التي قدمتها الفرقة، خلال عرضها الفني، «سنة سعيدة» و«لا أحد ينام الليلة»، وغيرهما من اللوحات. يُذكَر أن فرقة «قوانغشي» للثقافة والفنون، ومَنشؤها المقاطعة الصينية المعروفة بهذا الاسم، وتتكون من فرقتين، الأولى هي فرقة «قوانغشي» للغناء والرقص المسرحي، والثانية فرقة «قوانغشي» للعروض البهلوانية. وتأسست الفرقة الغنائية في العام 1954 وتعد أكبر منظمة ثقافية متخصصة في الغناء والرقص التقليدي في مقاطعة قوانغشي، وتضم عدداً كبيراً من المواهب من مختلف الخلفيات العرقية وقدمت عروضاً وأنشطة عديدة حول العالم، وحصلت على لقب الفرقة الوطنية للأنشطة الثقافية المتقدمة من قبل وزارة الثقافة الصينية. أما فرقة «قوانغشي» للعروض البهلوانية فأُسست في العام 1952، وتعتبر أعلى فرقة ذات مستوى أداء احترافي في المقاطعة، وقدمت عروضاً في أكثر من 40 دولة ومقاطعة حول العالم.وحصلت الفرقة على العديد من الجوائز في المسابقات الدولية أبرزها الميدالية الذهبية لمسابقة العروض البهلوانية الدولية في باريس والميدالية الفضية في مهرجان السيرك الدولي 2016 في موسكو.