في فلسفته للهدايا... يرى أن الهدية لابد أن تكون منسجمة مع الشخص الذي ستُقدم له، بمعنى أن الهدية لا بد أن يكون لها صِلة وتشابه وتوافق في الروح والشخصية مع من ستُهدى إليه، ويرى أن انتقاء الهدية لمجرّد أنها فقط أعجبت من اشتراها أمر غير جيّد. لذا هو لم يحتر ولم يطُل تفكيره في انتقاء الهدية المُناسبة التي سيُقدمها إليها، حيث اشترى لها علبة مكياج راقية، لأنه رآها فراشة رقيقة تزخرف جناحيها بألوان من الدهشة، لأنه رآها سماء عالية تزيّنت بسحر الزُرقة وتلألأت بضياء النجمات الساطعات، لأنه رآها مدينة كريمة ومعمورة ببيض النوايا الطاهرة، لأنه رأى أحاسيسها وطِباعها مجموعة من الأزهار البرية الندية.لأنه يراها أنثى أورف قلبها بالحنان كشجرة خضراء مثمرة مدت بالحب أغصانها للعصافير. ولما علِمت هي بأمر الهدية ظنت أنه انتقاها لها بدافع جمالها، ولم تبال أو تُفكر  بكل تلك الألوان الزاهية التي دفعته لأن ينتقي لها علبة المكياج. وتمر الأيام ولم يلتقيا مع بعضهما وبقيت الهدية مُعلّقة بينهما تنتظر لحظة وردية تجمعهما. وبعد حين بدأت تبهت في قلبه تلك الألوان التي رآها فيها، لكن عقله مازال يحفظ لها الود الذي لامسه في روحها وشخصيتها.