لقن المستمع الخليجي «درساً في الغناء الشعبي»، وترجّل عن صهوة الدنيا إلى نعيم الآخرة. إنه الفنان القدير بنيان البذالي الذي وُوري الثرى عصر أمس في مقبرة الصليبخات، بعدما ترك إرثاً حافلاً بالأغاني الشعبية، التي يحفظها محبو الطرب الأصيل عن ظهر قلب، لاسيما من الأجيال السابقة، حيث كان البذالي في ذروة مجده وشهرته بدءاً من الستينات من القرن الماضي، مروراً بالثمانينات والتسعينات، ووصولاً إلى الألفية الثالثة.البذالي، قدم خلال مشواره الطويل أرشيفاً ضخماً من الألبومات والجلسات الشعبية، من بينها ألبوم «على الهاتف» الذي ضم 4 أغان هي «جرح ياللي»، «وادعيني»، «درس حياة الروح» و«على الهاتف» كما قدم ألبوم «يا حبيبي» ويحتوي على 6 أغان من بينها «زولنا من البيض»، «دون خلي»، «يا عرب» و«شفته في شارع السوق» إلى جانب تقديمه لألبومات وأغانٍ أخرى عديدة على غرار «مدحناك واغتريت» و«آه من قلب» و«نطحني راعي إمباله» و«أمس الضحى» و«عجزت من عد الليالي» وغيرها الكثير.وعاش البذالي حياته ضريراً، لكن أعماله أبصرت النور مبكراً، وذاع صيته في الكويت والخليج منذ بدايته في الستينات، إلا أنه اشتكى في السنوات الأخيرة من جور«المُكرمين»، لأنه لم يحظ بتكريم يليق بمكانته الفنية العريقة في التراث الشعبي الكويتي، كما كابد جحود الشركات المنتجة في الساحة المحلية، التي كانت تتحجج في كل مرة، من عدم وجود الميزانية لإنتاج ألبوماته الغنائية، وعلى إثر ذلك قرر التوقف عن الغناء.