| بيروت - من محمد حسن حجازي |
ندرك جيداً ان الزميل نبيل مسعد ظهر سابقاً في عدد من الافلام، وفي ادوار متواضعة، لكن اللقطة الواحدة والوحيدة التي ظهر من خلالها في فيلم «TAKEN» الذي انتجه ووزّعه وكتبه الفرنسي لوك بيسون (مع زميله المخرج روبرت مارك كامين) لم تكن لائقة، فكل ما في الامر انه شيخ عربي سمين وجهه خالٍ من التعابير اشترى فتاة اميركية لم تتعد الـ 17 عاماً من عمرها، من عصابة ألبانية تعمل في باريس على اختطاف الصبايا العذارى الصغار عند مدخل مطار شارل ديغول عبر وسيط شاب ووسيم يغريهن بتوصيلهن بسيارته الى العنوان الذي يريدونه مجاناً ومن ثم تطبق عليهن عناصر من المسلحين الألبان وتأخذهن الى مجمع خاص حيث يتم حقنهن بالمخدرات واخضاعهن بحيث ينسين كل شيء عن حياتهن، تمهيداً لعرضهن في مزاد لكبار رجال الاعمال والاثرياء الذين بينهم سماسرة لأثرياء عرب.
خاتمة مطاف برايان (ليام نيسون) العميل السابق في وكالة الاستخبارات الاميركية والذي عمل في مناطق عدة من العالم بينها الشرق الاوسط وحديث عن «حزب الله» (يرد الكلام بالانكليزية من دون اي ترجمة له على الشاشة بالعربية) والمطلق من زوجته لينور (فامكي جنسن) التي تعيش مع ابنته الشابة كيم (ماغي غريس) وعمرها 17 عاماً فقط في كنف زوج ثانٍ لـ لينور هو رجل اعمال ثري. الخاتمة هي بالذهاب الى باريس لانقاذ ابنته من براثن العصابة الألبانية التي باعتها الى الثري العربي الذي جسده الزميل مسعد.
وكالعادة يدخل نيسون الى فرنسا ويقتل ويحطم ويشعل النار في كل شيء، ويعود بعدها الى اميركا منتصراً على من حاول النيل من ابنته، من دون محاكمة او استفهام عما فعل.
هذه مشكلة علينا الانتباه الى مدلولاتها، فلماذا يقدم عربي شخصية عربي له هذه السمة السلبية، ولماذا يقبل اعلامي مخضرم عربي بلعب الدور في لقطة وحيدة؟ وهل نقارنه بما فعله الفنان محمود مسعود عندما لعب شخصية صلاح الدين الايوبي الايجابية في «مملكة السماء»؟ فـ مسعود كان صاحياً لمغزى الحضور ومكانه في الفيلم، وعلى الاقل عدم القبول بدور مسيء الى امته.
ونحن ندرك ان الاساءة الى العرب ليست محصورة في هذا الدور ولا في هذا الفيلم، وهي كانت وستستمر طالما ان سينمانا لا تعرف كيف تقدم وجهنا الحسن وعاداتنا المتميزة، ودائماً ردة فعلنا تسيء الينا وتدعّم التهم ضدنا. وعلينا ان نرد بالسينما وحتى ذلك الحين على فنانينا العرب ان يترووا كثيراً قبل القبول بالظهور في عمل اجنبي، على الاقل لمعرفة نواياه وتوجهاته حتى لا نضيف الى الاساءة الاصلية، اساءات اخرى نحن بغنى عنها وسط كم رهيب من التهم التي ترمى في
وجوهنا.
«TAKEN» بالمناسبة، لا يضيف شيئاً الى السينما فقبله قدم هاريسون فورد فيلماً مماثلاً ونزل الى باريس حيث دمر وقتل وأحرق وانتصر، والذي يعنينا فقط الا نكون وقوداً حياً لما يخطط ضدنا.