«أنا ابن العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا» بهذه العبارة، اختتم الفنان داود حسين كلامه في ملتقى الفن السابع، بعدما حظي باحتفاء كبير أول من أمس، خلال تكريمه بمقر الفرقة السينمائية الأولى - التي ترأستها الشيخة انتصار سالم العلي الصباح- لما قدمه من أعمال تلفزيونية ومسرحية وسينمائية، أثرت الحركة الفنية في الكويت على مدى عقود من الزمن. في البداية، عقدت جلسة نقاشية بعنوان: «تجدد الفنان والتحول في ما يقدم... زيادة في الوعي أم مجاراة لمتطلبات الساحة؟» حضرها إلى جانب داود حسين، كل من الكاتب الدكتور حمد الرومي، ومدير الفرقة السينمائية الأولى المخرج رمضان خسروه، في حين أدار الجلسة الإعلامي عبد الرحمن الديِّن. بعد الترحيب بالحضور، استهل داود حسين كلامه قائلاً: «أعلم أن غيابي طال عن الساحة الفنية، لعدم وجود نصوص فنية أجد نفسي فيها أوتشبع شغفي الفني، فمنذ انطلاقتي في العام 1977 وإلى يومنا هذا، فإنني قدمت للجمهور ما يريده من غناء وتقليد للشخصيات وكراكترات كوميدية مختلفة، وكنتُ أحرص دائماً على كنز محبة الناس، وأجد أن لهم أمانة عندي لا بد أن أصونها بالشكل الصحيح، عبر تقديم المزيد من الأعمال الجيدة، لكن، أثناء غيابي عن الساحة الفنية الكويتية، قدمت بعض الأفلام في السينما العربية، من خلال مشاركتي في أعمال مصرية مع نخبة من كبار الفنانين، وإن كانت الأدوار التي قدمتها بسيطة في مساحتها، لكنها بلا شك حققت شهرة واسعة لأن السينما العربية لها تاريخ طويل، كما تحظى بشغف الملايين من الجمهور العربي». بوحسين، تطرق خلال الجلسة النقاشية إلى مشاركته في الفيلم الكويتي الملحمي «سرب الحمام»، مشيداً بفكرة الفيلم وبنصه الذي تدور أحداثه حول أبطال المقاومة الكويتية إبان الغزو العراقي، فضلاً عن إيمانه بموهبة المخرج رمضان خسروه. وأكمل: «المخرج خسروه هو الذي دفعني للعودة إلى الساحة الكويتية من جديد، بعد أن تناقشت معه كثيراً حول تفاصيل الفيلم، الذي بدا ثرياً في مضامينه، وعلى الفور طلبت من المخرج التوقيع على العقد، والحمد لله، أن العمل لاقى نجاحاً كبيراً، واستمر في دور العرض لمدة شهرين».  على صعيد الدراما التلفزيونية، كشف داود حسين عن أسباب تحوله الدراماتيكي من الكوميديا إلى التراجيديا في مسلسل «عبرة شارع»، قائلاً: لا أخفيكم ( أنا جوعان تمثيل، وأدوار الكوميديا لوحدها لا تشبعني)، مثنياً على مؤلف العمل الكاتب الدكتور حمد الرومي الذي نسج خيوط النص بحرفية عالية، عطفاً على وقوفه جنباً إلى جنب مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله.  وتابع بوحسين: «لدينا قامات من الفنانين الكبار وأنا عود من هذه الحزمة، وأنا كغيري من الفنانين لا تزال لدي طاقات كامنة غير مكتشفة لغاية الآن، وهذه الطاقات تنبع من إنتاج وتأليف ومخرج جيد، لا بد من أن يعملوا معاً علي تفجيرها»، مستدركاً: «للأسف فقد ظلمت خلال السنوات الماضية، لتحجيمي في (كراكتر) واحد وهو الكوميديا».بعدها، عُرض فيلم وثائقي قصير، أضاء على مشوار الفنان داود حسين، لاسيما خلال مشاركته مع العملاق عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية «باي باي لندن» وغيرها. وهنا بدا التأثر الشديد على ملامح بوحسين، فقال: «أنا ابن الفنان عبدالحسين عبدالرضا الذي علمني الكثير». كما أرسل في ختام حديثه رسالة إلى زميله الفنان حسن البلام لتقديم أدوار التراجيديا «لأنه يتمتع بموهبة قوية، تمكنه من الجمع بين الكوميديا والدراما في آن معاً».