بعد أن ترسخت لدى العالم حقيقة ان الارهاب لا دين له ولا وطن، جاءت حقيقة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي أن كثيراً من دعاة التحرر - وان كانت لهم أهداف صحيحة - فإنهم يستخدمون أساليب خسيسة لتحقيق أهدافهم تنقلهم من خانة دعاة التحرر إلى خانة الإرهابيين، بل إنهم يستخدمون ورقة البطش بالمدنيين كوسيلة سهلة وفعالة للفت الانتباه إليهم.
أما الحقيقة الثالثة فإن الارهاب يزداد انتشارا وتدميرا يوما بعد يوم، وسيطول كل إنسان على وجه الأرض.
النزاع الهندي - الباكستاني على إقليم كشمير قديم بقدم تأسيس دول شبه القارة الهندية، ونعلم بأن الهند قد تجاوزت القوانين الدولية التي تأمر باستفتاء شعب كشمير على الاستقلال أو التبعية لباكستان، فاستمرت الهند في احتلال كشمير واضطهاد شعبها المسلم، فبدأت حركات للتحرر في كشمير تخوض حربا ضد القوات الهندية في الشطر الهندي من كشمير، وساعدتها باكستان التي خاضت ثلاث حروب مدمرة مع الهند، لكن قبضة باكستان قد ارتخت في الفترة الأخيرة، لا سيما في فترة حكم «برويز مشرف» لباكستان والهيمنة الاميركية على نظام حكم باكستان، ووجد شعب كشمير نفسه ضحية للاهمال الدولي. حتى الان والأمور لا تتعدى النزاع السياسي الذي يحدث في كثير من بلدان العالم، كما ان هنالك قضايا أخرى للنزاع بين الهند وباكستان لا مجال لذكرها هنا، لكن تحول حركات التحرر الباكستانية أو الكشميرية الى أساليب ارهابية لفرض انتباه المجتمع الدولي هو الأمر غير العادي، فقد بدأوا في عمليات إرهابية داخل الهند بدأت بالهجوم المدمر على البرلمان الهندي عام 2001 من منظمة (عسكر طيبة) الكشميرية ثم الهجوم على قطارات السكة الحديد الهندية وقتلوا (186) من الركاب الآمنين عام 2006 ثم تحولوا الى عمليات داخل الهند، وآخرها والذي هو أشدها بشاعة هو الهجوم على الفنادق الهندية ومحطة السكة الحديد الذي أوقع مئات القتلى والجرحى في عملية بشعة شبهها العالم بأحداث 11 سبتمبر 2001، من حيث دمويتها واستهدافها لاناس من شتى بقاع العالم لا دخل لهم من قريب أو بعيد بما يجري بين الهند وباكستان!!
ولئن كنا لا نملك ايقاف ذلك المد الجارف من الغضب الذي يطوف بالعالم اليوم ويفتك بالشعوب، فإن أقصى ما نستطيع قوله هو ان الدول الاسلامية مجتمعة وعلماء المسلمين يجب ان يشيعوا بين المسلمين مفاهيم التفريق بين الجهاد والافساد، وبيان حرمة دماء البشر - مسلمين وغير مسلمين - وعظم تلك الجريمة عند الله تعالى (انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)، ومفاهيم ان الغاية لا تبرر الوسيلة وان الاعتداء على البشر عقوبته الموت في الدنيا والطرد من رحمة الله في الآخرة.
د. وائل الحساوي
wae_al_hasawi@hotmail.com
أما الحقيقة الثالثة فإن الارهاب يزداد انتشارا وتدميرا يوما بعد يوم، وسيطول كل إنسان على وجه الأرض.
النزاع الهندي - الباكستاني على إقليم كشمير قديم بقدم تأسيس دول شبه القارة الهندية، ونعلم بأن الهند قد تجاوزت القوانين الدولية التي تأمر باستفتاء شعب كشمير على الاستقلال أو التبعية لباكستان، فاستمرت الهند في احتلال كشمير واضطهاد شعبها المسلم، فبدأت حركات للتحرر في كشمير تخوض حربا ضد القوات الهندية في الشطر الهندي من كشمير، وساعدتها باكستان التي خاضت ثلاث حروب مدمرة مع الهند، لكن قبضة باكستان قد ارتخت في الفترة الأخيرة، لا سيما في فترة حكم «برويز مشرف» لباكستان والهيمنة الاميركية على نظام حكم باكستان، ووجد شعب كشمير نفسه ضحية للاهمال الدولي. حتى الان والأمور لا تتعدى النزاع السياسي الذي يحدث في كثير من بلدان العالم، كما ان هنالك قضايا أخرى للنزاع بين الهند وباكستان لا مجال لذكرها هنا، لكن تحول حركات التحرر الباكستانية أو الكشميرية الى أساليب ارهابية لفرض انتباه المجتمع الدولي هو الأمر غير العادي، فقد بدأوا في عمليات إرهابية داخل الهند بدأت بالهجوم المدمر على البرلمان الهندي عام 2001 من منظمة (عسكر طيبة) الكشميرية ثم الهجوم على قطارات السكة الحديد الهندية وقتلوا (186) من الركاب الآمنين عام 2006 ثم تحولوا الى عمليات داخل الهند، وآخرها والذي هو أشدها بشاعة هو الهجوم على الفنادق الهندية ومحطة السكة الحديد الذي أوقع مئات القتلى والجرحى في عملية بشعة شبهها العالم بأحداث 11 سبتمبر 2001، من حيث دمويتها واستهدافها لاناس من شتى بقاع العالم لا دخل لهم من قريب أو بعيد بما يجري بين الهند وباكستان!!
ولئن كنا لا نملك ايقاف ذلك المد الجارف من الغضب الذي يطوف بالعالم اليوم ويفتك بالشعوب، فإن أقصى ما نستطيع قوله هو ان الدول الاسلامية مجتمعة وعلماء المسلمين يجب ان يشيعوا بين المسلمين مفاهيم التفريق بين الجهاد والافساد، وبيان حرمة دماء البشر - مسلمين وغير مسلمين - وعظم تلك الجريمة عند الله تعالى (انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)، ومفاهيم ان الغاية لا تبرر الوسيلة وان الاعتداء على البشر عقوبته الموت في الدنيا والطرد من رحمة الله في الآخرة.
د. وائل الحساوي
wae_al_hasawi@hotmail.com