في الغالب الذي لا يقنع فذلك يرجع سببه لظنه أنه يستحق أمرا لم يحصل عليه بعد، أو لحصوله على شيء أقل مما يستحقه، أو لوقوع مكروه في ظنه أنه لا يستحقه.ولو عوّد نفسه أن الخير فيما اختاره الله، وأن «اللي خايف منو ما يجيش أحسن منو»، وأن ما أصابه من مصيبة فهي من مكفرات الذنوب، وأن لو عاش في نعيم دائم لربما افتتن، كما قال تعالى: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض) سورة الشورى آية 27، لكان خيرا.قال الشاعر:أطعت مطامعي فاستعبدتنيولو أني قنعت لكنت حرافمن أنت حتى تظن أنك تستحق أكثر مما أنت فيه؟ ومن أنت حتى تظن أنك لا تستحق أي ابتلاء؟ يا عجبا! نعصي الله في الليل والنهار ونمشي في الأرض مرحين ظانين أننا بلغنا مرتبة الكمال.. بل حتى أولو العزم من الرسل ابتُلوا، ولم يصلوا إلى المرتبة العالية إلا بالابتلاء وإيذاء قومهم لهم!فمع الأسف الشديد أننا نمر على الفقير ونحتقره، وكأن الله فضلنا عليه بالمال لأننا أحباب الله! ثم نقول «الحمد لله لم نقع في الكبائر»! وقد نسينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبة مثقال ذرة من كبر) رواه مسلم. وقد نسينا أن عامة أهل الجنة من المساكين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجَدِّ محبوسون إلا أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار) رواه مسلم. والجدّ: الأغنياء. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفاً) رواه مسلم. وكذلك نغيب عن أعمالنا بلا عذر ونأخذ إجازة مرضية زورا وبهتانا، وقد جمعنا بين قول الزور والعمل به، وزِد على ذلك أننا نأخذ راتب ذاك اليوم مع أننا لا نستحقه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به) رواه الترمذي وصححه الألباني. ثم نمشي قائلين: نحن نستحق الأفضل لأن قلوبنا بيضاء!من ذاق حلاوة القناعة تيقن أن «القناعة كنز لا يفنى»، وحتى تستشعر هذا الشيء لا بد أن تدرك أن «من طمع طبع»، واعتبر ممن حولك واقرأ قصص السابقين، وحتى تقطع باب الطمع عليك أن تسده بالموجود.
محليات - ثقافة
التعاسة نتيجة عدم القناعة
01:30 ص