مدريد - أ ف ب - في قرار مفاجئ، قرر مدرب فريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، الفرنسي زين الدين زيدان، امس الخميس، التخلي عن منصبه، وهو في قمة المجد الأوروبي، وبعد أيام من قيادته النادي الى الاحتفاظ بلقب بطل دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث توالياً. وفي غمرة احتفالات «الملكي» بالتتويج القاري، فجّر زيدان، الذي يشرف على الفريق منذ 2016 ودافع عن ألوانه لاعبا بين 2001 و2006، مفاجأة مدوّية كان لها وقع الصدمة على محبي النادي، حيث بدأت تطرح التساؤلات حول أسباب رحيله غير المتوقّع، ومن هو المدرب الذي سيقود السفينة من بعده ليواصل حقبة الإنجازات التي سطرها «زيزو» ابان عهده الذي لم يعمّر طويلاً، علما بأن عقده يمتد حتى 2020. ويأتي قرار زيدان «الصادم»، والذكي في توقيته، بالرحيل عن النادي الأبيض، بعد أيام من دخوله السجلات التاريخية للمسابقات القارية، اذ أصبح أول مدرب في تاريخ دوري الأبطال يحرز اللقب ثلاث مرات تواليا. كما انه بات المدرب الثالث فقط في تاريخ المسابقة التي انطلقت عام 1956، يتوّج بثلاثة ألقاب. معلوم ان ريال مدريد احرز لقبه الثالث تواليا والـ 13 في تاريخه (رقم قياسي) في دوري الأبطال، بفوزه على ليفربول الإنكليزي 3-1 في المباراة النهائية في العاصمة الأوكرانية كييف، معوّضاً فقدانه لقب الـ «ليغا» لمصلحة غريمه برشلونة. وفي مؤتمر صحافي طارئ، قال زيدان: «اتخذت قرارا بعدم البقاء في الموسم المقبل كمدرب لريال مدريد. بعد ثلاثة أعوام، أحتاج الى مسار مختلف، الى طريقة أخرى للعمل». وأضاف: «لا أرى نفسي أنني سأواصل الفوز في السنة المقبلة، وأنا شخص فائز ولا أحب أن أخسر (...) أعتقد انه الوقت (المناسب) بالنسبة للجميع، لي، للفريق». وتابع زيدان الذي بدا متأثرا: «على هذا الفريق ان يستمر بتحقيق الفوز. بعد 3 أعوام، هذا الفريق بحاجة الى خطاب آخر، وخطة عمل أخرى، يحتاج الى تغيير». وأوضح انه لا يبحث «عن فريق آخر» لتدريبه، وذلك ردا على سؤال من الصحافيين عن مستقبله. واكمل: «عرفنا فترات صعبة في الموسم المنصرم، وذلك جعلني افكر واعتقد انه حان الوقت لكي أستقيل. ربما اللاعبون يحتاجون الى تغيير واريد ان اتوجه بالشكر اليهم لانهم هم من يقاتلون في ارضية الملعب وقد تشرفت بتقاسم هذه السنوات الثلاث معهم». وأردف قائلا: «لست متعبا او مرهقا من التدريب. عندما تصل الى مرحلة معينة وتعيش تلك الفترة الصعبة ففي وقت ما يجب ان تعرف متى تتوقف، من اجل ومن صالح هذا الفريق لكي يواصل الفوز ربما معي قد تتعقد الامور في المستقبل»، مشيرا الى ان «هذا النادي أحس به في قلبي وأريد ان أنهي هذه المرحلة بأفضل طريقة ممكنة مثلما فعلت عندما كنت لاعبا». وأضاف زيدان: «يجب ان تكون ذكيا لمعرفة الوقت الذي تتوقف فيه (...) لديّ شعور جيد، لا يجب أن أحزن، حتى نكون صريحين فهذا اليوم ليس جيدا بالنسبة لي، هي فترة أو لحظة صعبة ان تفصح عن قرارك بالرحيل ولكنه ليس وداعا ولكن الى اللقاء. سأبقى قريبا دائما من هذا النادي». بدوره، أكد رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي كان جالسا الى جانب زيدان خلال المؤتمر، ان القرار كان «غير متوقع». وقال: «هذا يوم حزين (...) هذا المنزل سيبقى عائلته الى الأبد. لقد نجح هنا وفاز بكل شيء كما تعلمون. أشكره على التزامه، على شغفه. لا شك لدي بأنه سيعود».تسعة ألقابحقق زين الدين زيدان تسعة ألقاب لريال مدريد خلال مسيرته التدريبية معه والتي امتدت عامين ونصف العام، ليحتل المركز الثاني في قائمة المدربين الأكثر تتويجاً بالألقاب مع «الملكي» خلف ميغيل مونوز الذي قاده الى 14 لقبا بين عامي 1960 و1974.والألقاب التسعة لزيدان، هي: دوري أبطال أوروبا 3 مرات، كأس السوبر الأوروبي مرتان، كأس العالم للأندية مرتان، الدوري الإسباني مرة واحدة، وكأس السوبر الإسباني مرة واحدة.وقاد المدرب الفرنسي، ريال مدريد في 149 مباراة في المسابقات كافة، حقق خلالها 104 انتصارات، 29 تعادلا، مقابل 16 هزيمة، وسجل الفريق 393 هدفا، واهتزت شباكه 160 مرة.قالوا في «زيزو»ودع لاعبو ريال مدريد، مدربهم زين الدين زيدان، الذي أعلن رحيله عن الفريق. وقال البرازيلي كاسيميرو: «ليس لديّ أي شيء أبوح به بعد ما قدمتَه لغرف خلع الملابس، ولريال مدريد، لقد كان شرفا أن يدربني مثلي الأعلى، إلى الأبد يا زيزو».  أما الألماني توني كروس، فصرح: «لقد كان من دواعي سروري العمل معك يا مستر، شكرا لك». من جانبه، ودع إيسكو مدربه قائلا: «كان شرفا أن أعمل معك، وقد تعلمت منك يوما بعد يوم. فزنا بكل شيء لأننا تعاهدنا على أن نجعل هذا الفريق تاريخيا». وقال داني كارفاخال: «أريد أن أشكرك على العامين ونصف، كنت محترفا للغاية أنت وطاقمك، لقد تعلمت الكثير منك كلاعب وكشخص، أشكرك مجددا وأتمنى لك التوفيق».  بدوره، شكر أشرف حكيمي المدرب قائلا: «أنا ممتن للأبد لك، كونك الشخص الذي وثق بي وحقق لي حلمي بالعب لريال مدريد، شكرا زيدان». أما البرازيلي مارسيلو، فقال: «ميستر زيزو، تعلمت منك الكثير، استمتعت كالطفل بكل نصيحة وتدريب ومباراة، أنت شخص مميز بالنسبة لي، صنعت تاريخا بفضل عملك وشغفك وتفانيك وحبك وقبل كل شيء تواضعك، شكرا يا مستر».